انطلقت مناورات “حسم العقبان 2017” بمشاركة قوات من دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، وتجرى على الأراضي الكويتية ومياهها الإقليمية، ومن المقرر أن تستغرق ثلاثة أسابيع؛ وتهدف إلى تعزيز قدرات القوات الخليجية المشاركة.
من جانبه، وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الشايجي هذه المناورات بأنها مختلفة ومتميزة عن سابقاتها، وتعد الأكبر في تاريخ المنطقة؛ بسبب الوضع الإقليمي المضطرب الذي يهدد أمن دول الخليج واستقرارها.
وأعرب عن اعتقاده بوجود قرار خليجي بضرورة تحقيق قدرة أكبر على مواجهة التصعيد والتهديدات لدول الخليج من دول وتنظيمات، مشيرًا إلى إيران والمليشيات الطائفية المتمثلة في الحشد الشعبي وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وفي سوريا، وتنظيم القاعدة في اليمن.
“حياد” عمان
وبشأن عدم مشاركة سلطنة عمان في المناورات، قال الشايجي: “نحن نتفهم موقف سلطنة عمان؛ حيث تقول إنها تمارس حيادًا إيجابيًا بسبب فلسفة السياسة الخارجية والأمنية للسلطان قابوس بن سعيد.
وأشار إلى أن سلطنة عمان ليست مستثناة من خطر التهديدات التي تحدق بدول الخليج، معتبرًا أن إجراء المناورات في الكويت رسالة مهمة مفادها أن دول الخليج تقف مع الكويت لأنها تواجه تهديدات؛ خاصة من إيران.
تفاؤل بترامب
وعبّر الشايجي في تصريحات تلفزيونية عن تفاؤله بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باعتبار أن نظرته إلى الوضع في المنطقة مختلفة عن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي قال إنها كانت منكفئة ووقعت الاتفاق النووي مع إيران؛ مما جعلها تتفاخر بأنها يمكن أن تفعل ما تشاء في المنطقة.
رجل أعمال بملابس رئيس
وحذر الشايجي من بناء ثقة عالية في إدارة ترامب والتسرع في رفع سقف التوقعات منها، مؤكدًا ضرورة التعامل معها في إطار المصالح المتبادلة وبناء أرضية مشتركة بحيث تساعد دول الخليج الاقتصاد الأميركي الذي يريد ترامب دعمه مقابل الأمن الخليجي؛ “فنحن نتعامل مع رجل أعمال بملابس رئيس دولة”، حسب تعبيره.
رسالة أميركية
بدوره، اعتبر لاري كورب، كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي ومساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، أن مناورات حسم العقبان رسالة من واشنطن إلى إيران بأنها ستدافع عن حلفائها الخليجيين إذا تعرضوا إلى أي اعتداء من قبلها.
وأكد في تصريحات تلفزيونية وجود توافق أميركي خليجي بشأن التهديدات التي تشكلها إيران وتنظيم الدولة، مؤكدًا أن المناورات ستحقق هدفها.
واعتبر أن مرحلة ما بعد سقوط الموصل والرقة تستدعي التشاور والتنسيق بين واشنطن ودول الخليج؛ باعتبار أن هذه المرحلة ستكون أسوأ من المرحلة الراهنة، مرجحًا أن ترفع إدارة ترامب الحظر المفروض على بيع الأسلحة الأميركية إلى السعودية.
واقع المنطقة
من جانبه، قال الدكتور عمرو عبدالرحمن (بالجامعة الأسترالية بالكويت) إن مناورات حسم العقبان 2017 ربما يكون اختلافها هذا العام متمثلًا في الأجواء المسيطرة على المنطقة وموقف ترامب من إيران المغاير نوعيًا عن سلفه أوباما.
وأكد في تصريحات خاصة لـ”رصد” أن الخليج يسعى إلى طمأنة نفسه وطمأنة حلفائه على قدراته العسكرية من خلال هذه المناورات التجريبية، فضلًا عن رسائل أخرى؛ أهمها أن الولايات المتحدة ما زالت حليفة للخليج ولن تتخلى عنه، ومن أهم المستهدفين بهذه الرسالة موسكو وطهران، على حد قوله.
رسالة إلى العالم
بدأت مناورات حسم العقبان بمشاركة خمس دول خليجية والولايات المتحدة، وتستمر ثلاثة أسابيع، وتركز في نسختها الـ14 على تمرينات ميدانية لمواجهة الحروب غير التقليدية؛ مثل الإرهاب والكوارث الطبيعية، كما يشمل تمرينات للقيادة.
وتشارك فرق من مختلف فروع الجيش الكويتي بالإضافة إلى مؤسسات مدنية وأمنية في هذا التدريب الذي تستضيفه الكويت للمرة الثانية.
وصرح رئيس أركان الجيش الكويتي، محمد الخضر، بأن هذه المناورات تبعث رسالة إلى العالم بأن دول الخليج متحدة وعلى قلب واحد، وأضاف أن التدريب الذي استغرق إعداده عامًا كاملًا يهدف إلى التأكد من الجاهزية القتالية للجيش الكويتي وجيوش دول مجلس التعاون الخليجي، وتوحيد المفاهيم بين الجيوش الخليجية والوصول بها إلى مرحلة الاحترافية.