تعد الإنتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة من أكثر الإنتخابات الدولية التى تحظى بالإهتمام. ولن يترشح الرئيس الحالي فرنسوا هولاند حيث ينقسم حزبه الإشتراكي على مرشحه بينوا هامون المرشح من خلال تصويت مبدئي ولكن قيل أنه يساري، بينما يكتسح المرشح ايمانويل ماكرون وزير الإقتصاد السابق والذي يشارك كمستقل دون أحزاب. أما مرشح اليمين الوسط فرنسوا فيلون فخسر معظم داعميه بعد فضيحة إحتياله وأدى ذلك إلى فوضى في حزبه، وفي اليمين المتطرف تأتي المرشحة مارين دي لوبان الزعيمة المناهضة للإتحاد الأوروبي وشعبوية الجبهة الوطنية والتى تكسب أرضيه واسعه من الداعمين. وتعد هذه المرة الأولى التى يقترب فيها اليمين المتطرف من الفوز ولكن لا يستطيع أحد توقع نتائج الإنتخابات.
ومن المقرر أن تبدء الجولة الأولى من الإنتخابات في 23 إبريل هذا العام وأكثر مرشحان يحصلان على أصوات سيواجهان بعضهما في جولة آخيرة يوم 7 مايو. ونشرت صحيفة نيوز ستيتس مان قائمة بأكثر خمس مرشحين متنافسين.
مارين لوبان، الجبهة الوطنية، اليمين المتطرف
مارين لوبان 48 سنة وقائدة حزب اليمين المتطرف “الجبهة الوطنية”. وقامت بإعادة تسويق الحزب الذي أسسه والدها جين ماري والذي كان لديه سمعة كره الأجانب، والعنصرية، ومعاداة السامية، وحولته إلى حركة وطنية شعبوية وتلعب على قلق الشعب الفرنسي وخاصة بشأن المهاجرين. وحقق الحزب مكاسب كبيرة في الإستفتاءات فيالسنوات الأخيرة و فاز بـ 14 من مجالس المدن في 2014 وكان عامل جذب للشباب الصغار. وإستطاع الحزب العمل جيداً في المناطق الريفية وما بعد الصناعية مثل الشمال والغرب والجنوب.
وتعد لوبان مناهضة للإتحاد الأوروبي ووعدت بإستفتاء على عضوية فرنسا. وتضمن تعهدها بتخفيض عدد المهاجرين، إعادة العمل على السيطرة على الحدود، وترك اليورو مقابل العملة الوطنية الفرنسية، وتضعها رؤيتها الشعبوية في معارضة مع قومية ماكرون.
ويتم التحقيق معها بشأن الوظائف المزيفة في البرلمان الأوروبي، وتأتي لوبان حالياً في المركز الأول في إقتراع الجولة الأولي بحوالي 27% من الأصوات وهو ما أدى لتوقعات لوصولها للمرحلة التالية.
فرنسوا فيلون، الجمهوريين، اليمين الوسط
فرنسوا فيلون، 63 عام وهو مرشح حزب اليمين الوسط، الجمهوريين. ومنذ أواخر يناير تركز وسائل الإعلام الفرنسية على فيلون ولكن في أشياء مضادة لمصلحته مثل خضوعه لتحقيق رسمي بخصوصفضائح بشأن وظيفة مزيفة والتى ظهرت بعد تلقى زوجته أموال كمساعدته البرلمانية لمدة سنوات ولكن لم يوجد أي دليل على وجود مثل هذا العمل. وخسر فيلون دعم الكثير بعد قراره بإستمراره في الترشح أثناء التحقيق معه .
وتضمنت تعهداته، تحرير الإقتصاد الفرنسي وتقليل عدد الموظفين المدنيين. ومن المثير للسخرة أنه وعد بمنع تعيين الأقارب كمساعدين للبرلمانيين.
ويعد فيلون حالياً في المركز الثالث في إقتراع الجولة الأولى بحوالي 19% من الأصوات، ولا تقترح هذه النتائج وصوله للجولة التالية.
إيمانويل ماكرون، مستقل، وسط
إيمانويل ماكرون 39 سنة، كان وزير الإقتصاد لهولاند حتى 2016، عندما قام بإنشاء حركته السياسية “إن مارشيه” ودخل السباق الرئاسي. وكان يعمل ماكرون كمصرفي ولم يترشح من قبل.
على الرغم من خدمته تحت حكومة إشتراكية، إلا أن ماكرون يرى على أنه سياسي وسطى ويدعمه فرنسوا بايرو والذي ترشح في الإنتخابات السابقة كمرشح وسط.
وإنتقد ماكرون من قبل بسبب قلة خبرته وبسبب عدم نشره برنامج إنتخابي حتى قبل أسابيع قليله. وتضمن تعهده تحرير سوق العمل الفرنسي وإصلاح نظام التعليم. وتضعه قوميته ورؤيته الدولية في معارضه مع مارين لوبان.
ويقبع ماكرون في المركز الثاني بعد لوبان في إقتراع الجولة الأولى بنسبة تصل إلى 25% من الأصوات، ويمكن أن يصل للمرحلة التالية.
بينوا هامون، إشتراكي، اليسار الوسطي
بينوا هامون 49 سنة وهو مرشح الحزب الإشتراكي، وكان وزير التعليم في عهد هولاند. ولكن لم يحتشد الحزب حوله بسبب الحكم على بأنه يساري للغاية وليس وسطى. وأعلن بعض الإشتراكيين أنهم سوف يدعموا ماكرون بدلاً منه.
وتم المقارنة بين هامون وجيريمي كوربين على الرغم من دعمه القوي لأوروبا. وتضمن تعهده خلق دخل جامعي أساسي.
ويقبع في المركز الرابع في إقتراع الجولة الأولى بنسبة 13%من الأصوات ويقال أنه لن يصل للجولة التالية.
جان لوك ميلينشون، حزب فرنسا انسوميز، يساري متطرف
جان لوك ميلينشون 65 سنة مرشح اليسار المتطرف عن حزب فرنسا انسوميز. هو المثال الأقرب لجيرمي كوربين أكثر من هامون بشأن قضايا أوروبا والأسلحة النووية، وكان تعهده الأساسي بإنسحاب فرنسا من الناتو والمعاهدات الأوروبية، ورفع الحد الأدنى للاجور وجعل سن التقاعد 60 سنة.
ويأتي في المركز الخامس في إقتراع المرحلة الأولي بنسبة 12% من الأصوات ولا يتوقع وصوله للمرحلة التالية.
ماذا سيحدث بعد ذلك ؟
المرشحين المحتمل وصولهم للمرحلة التالية هما مارين دي لوبان وايمانويل ماكرون. وفي بعض الإستطلاعات يأتي ماكرون الأول ، ولكن لوبان تملك قاعدة أقوى حيث أن داعميها من غير المحتمل أن يغيروا أصواتهم.
وفي المرحلة الثانية، تضع الإستطلاعات الحالية إيمانويل قبل لوبان بنسبة 62% من الاصوات ضد 38% من الأصوات لـ “لوبان”. إذا واجه فيلون، لوبان تضع الإحتمالات فوزه بنسبه 58% من الأضوات ضد 42% من الأصوات لـ لوبان.
يمكن أن يحدث أي شىء قبل يوم 7 مايو، يمكن أن يجبر فيلون على التنحي إذا تم إتهامه، يمكن أن يخسر ماكرون الزخم حوله، ويمكن أن تكون الإستطلاعات تقلل من قوة لوبان مثلما حدث في إستفتاء الإتحاد الأوروبي والإنتخابات الأمريكية. كل ذلك دون وجود روسيا في الصورة.
المصدر