عدد من الخبراء السياسيين أن حملة "وطن نظيف" التي تم إطلاقها مؤخرا، بعد أن أعلن عنها الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، انطلاقا من برنامج المائة يوم الخاص به، كشفت عن تقاعس عدد كبير من ممثلي القوى الليبرالية واليسارية، وتؤكد أنهم يعيشيون في حالة اغتراب عن المجتمع، حيث أنهم لم يشاركوا في الحملة وبعضهم أعلن رفضه القاطع لها صراحة، في حين قاطع بعضهم الأخر ضمنيا.
وأعلن حزب التحالف الشعبي عدم مشاركتها للحملة ورفضه لها، قائلا: "إنه لا يمكن حل مشكلات مصر بهذه الطريقة، فما نادى به الرئيس يحمل فهما ملتويا لمعنى المشاركة الشعبية، فبدلا من أن يكون أداء كل مرافق الدولة خاضعا للرقابة والمحاسبة الشعبية، ويشارك المواطنون فقط في التخطيط واتخاذ القرارات التي تمسهم بدءا من مجتمعاتهم المحلية، يقترح الرئيس أن يتحمل المواطنون أعباء تقصير الحكومة والجهات التنفيذية وتكاسلها عن أداء وظائفها التي يدفع المواطنون تكاليفها، وهو العبء الذي سيقع أكثره على الفقراء وقاطني المناطق الشعبية التي تعاني من الإهمال الأكبر".
كما شنت حركة كفاية هجوما علي الحملة والرئيس والإخوان بذريعة أنهم يحاولون استغلال الشعب في تحقيق مكاسب تنسب لهم، على حد قولها، بينما قاطعت احزاب "الوفد" و"المصريين الاحرار" و"المصري الديمقراطي" و"التجمع" و"الكرامة" ضمنيا.
انفصام عن المجتمع
من جانبه، أكد الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير السياسي ومدير تحرير مجلة الديمقراطية، أن التيار المدني يعاني من حالة انفصام بشكل ما أو بآخر مع المجتمع، فهو يعيش في حالة أغتراب بنسبة كبيرة عنه، خاصة أنه يعاني داخليا الكثير من المشاكل والخلافات.
وأشار إلي أن معظم أبناء التيار الليبرالي واليساري اكتفوا بتوجيه انتقادات لحملة "وطن نظيف" علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، و"توتير" دون أن يكون لهم دور إيجابي في المشاركة الشعبية في خدمة وطنهم.
تيار بعيد عن الأرضية المجتمعية
بدوره، أكد الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح خاص لـ "شبكة رصد الإخبارية " أن التيار الليبرالي هو تيار نخبوي وليس شعبي ويعمل بعيدا عن الأرضية الجماهيرية الحقيقية والعمل علي أرض الواقع في القري والنجوع والأحياء العشوائية، رغم أنه يحتل الفضائيات ووسائل الإعلام، وقيادات هذا التيار تعلي دائما من "الأنا" وشخصنه النجاحات لها فقط، دون الاعتماد علي شكل المؤسسات.
وأوضح أنه لكون الرئيس – الذي كان أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين- هو الذي أطلق حملة "وطن نظيف"، فقد كان هذا سببا كافيا لمقاطعتهم هذه الحملة، لأعتقادهم أن نجاح النحملة سيصب في صالح الرئيس، وبالتالي فهؤلاء لهم أهداف تختلف مع برنامج الرئيس، حتي إن كان ذلك لن يصب في مصلحة الوطن.
وأشار العزباوي إلي أن معظم قيادات وأبناء التيار الليبرالي قابعة داخل المكاتب المكيفة بعيدا عن حراراة الشمس، والعمل بشكل جاد، فأغلبهم من مستوى اجتماعي يختلف عن عامة الشعب ولم يعانوا من المشاكل التي يعاني منها المواطنون، ولا يشعرون بهمومه.
