قبل ثورة 25 يناير المجيدة كانت الأحزاب تقول أنه لاوجود لها بالشارع مع مشكلات الجماهير لأنه مضيق عليها ، وكان هذا الرد يلقى قبولا من المجتمع على اعتبار أ، الحزب الحاكم آنذاك كان متغولا على كل شىء لايسمح لأحد بالظهر بين الناس ، ولذلك كانت كل قضية يوجهها ضد الاخوان المسلمين امام القضاء كان الاتهام الثابت فيها أنهم يسعون الى التغلغل فى مؤسسات المجتمع والالتحام بالجماهير .
ولما قامت الثورة وجاءت حرية تكوين الأحزاب وحرية حقها فى الحركة والاتصال بالجماهير امتلأت نفوسنا بالأمل أننا سوف نرى وجودا مكثفا للأحزاب بين الناس لمعالجة مشكلاتهم ، غير أننى وأنا أتابع الأخبار المرئية والمسموعة والمقروءة اليوم بحسب التقاير التى كانت تنقل من المحافظات لاحظت أنه لاوجود للأحزاب على الاطلاق فى حملة النظافة التى اعلنها السيد رئيس البلاد تحت عنوان " مصر نظيفة " .
الملاحظ على مسلك الأحزاب فى الآونة الأخيرة ، أنها منذ أن تولى السيد الرئيس مهمته رسميا والإعلان التابع لتلك الأحزاب يعد علي الرئيس ماتبقى من المائة يوم التى أعلن ابان حملته الانتخابية انه سوف يعالج فيها مشكلات القمامة والوقود والمرور والانفلات الامنى والخبز ، كذلك يلاحظ على تلك الأحزاب كلما جاءت مناسبة البحث عن حصتها فى أى تشكيل ئاسى أو وزارى ، كما يلاحظ عليها اصدار آراء تنتقد فيها قرارات الرئاسة لمعالجة القضايا الهامة التى يعانى منها المواطن ، فقد ذهبت كل تلك الأحزاب إلى أن اختيار السيد رئيس الوزراء غير موفق ، وكأنهم اتاسوا أنهم طلبوا من الرئيسإبان حملته الانتختبية أن يكون رئيس الوزراء شخصية مصرية وطنية مستقلة تكنوقراطية .
ياأحزاب مصر : اذا كنتم توقنون أن مشكلات القمامة والخبز والمرور والوقود والانفلات الأمنى بحاجة لحلول سريعة فلماذا قبعتم فى مكاتبكم ، ولم تنزلوا الى الشارع لتشاركوا فى تقديم العون لحل مشكلات بلدكم ؟ اليست مصر بلدكم ؟ وأليس المصريون اخوانكم ؟ ياأحزاب مصر عندما يعرض الشعب عنكم فى الانتخابات فلاتبكوا ولاتحملوا خيبتكم للشعبية التى يتمتع بها الاخوان فى الشارع وتتخذون آنذاك من تشويه الاخوان وسيلة لجمع أصوات الناس لكم فى الانتخابات .
المرحلة لتى تمر بها مصر الآن تحتاج الى تحقيق شعار الثورة " ايد واحدة " فأين أنتم من شعار الثورة ياأحزاب مصر ؟
اليست مصر فوق الجميع ؟ ترددون ذلك فى صحفكم واعلامكم ، لكن متى سيكون وجودكم فى الشارع معبرا بصدق عن أن مصر مازالت فوق الجميع ؟؟؟؟
اذا كانت السياسة الغربية العلمانية علمتكم أن المعارضة هى معارضة كل شىء حتى ولو كان فى صالح البلد الالتحام بجموع العاملين ومجموعات المصلحين ، فاعلموا أن السياسة التى تنبثق من الاسلام تقول لكم لاتضيعوا على أنفسكم فرصة العمل فى رمضان لجعل مصر نظيفة ، فمن أدى فى رمضان فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، فلاتخرجوا من الوقت بلاحسنات عشقا للمعارضة .
المصدر: رصد