ترجمة: صفاء مسعود
الحرب مع إيران غير مستبعدة لأن إيران استغلت نافذة الفرص التي منحت لها خلال الأشهر السبعة الأخيرة من عام 2012 ممثلة في المحادثات النووية العلنية مع ست دول كبرى ومحادثات سرية عبر عدة قنوات مع الولايات المتحدة، ليس من أجل حل المشكلة النووية وإنما من أجل الاستمرار في التقدم السريع نحو 12 مجالا أساسيا:
تسريع لوتيرة تخصيب كميات اليورانيوم لديها ولهذا كانت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك يوم الأربعاء 1 آب موجهة إلى ذلك عندما قال بوجود وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أنه فيما تستمر الدبلوماسية تستمر أيضا عملية تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
تصعيد تدريجي زاحف لنسبة تخصيب اليورانيوم الموجود بحوزة إيران إلى درجات أعلى تزيد عن 20% الولايات المتحدة والدول الخمس الكبرى التي تجري مفاوضات مع إيران حول الملف النووي والتي لم تؤد حتى الآن إلى أي تقدم تخفي عن الرأي العام العالمي أن إيران تقوم الآن بتخصيب اليورانيوم إلى درجة 30% وربما أكثر.
تحضيرات إيرانية عملية للإعلان قريبا أنها بدأت بتخصيب اليورانيوم بدرجة 65% أي اقتراب إيراني آخر من عتبة التخصيب بنسبة 90% وهو ما يعني مادة متفجرة نووية تصنع منها القنابل النووية، وهذا هو السبب لماذا الإيرانيون بدؤوا الحديث في الأيام الأخيرة عن بناء سفن وناقلات نفط وغواصات تعمل بالطاقة النووية.
ليس لدى الإيرانيين خبرة تكنولوجية ومواد وبنى تحتية لبناء مثل هذه القطع البحرية لكن هذا يستخدم من أجل التباهي وكغطاء لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90% مثلما يواصلون الادعاء بأن برنامجهم النووي هو للأغراض السلمية.
تسريع عملية نقل المنشآت النووية الإيرانية إلى مباني تحت الأرض والتي لا يمكن مهاجمتها.
الإيرانيون بدؤوا بعملية هندسية ضخمة تستهدف حماية المنشآت النووية فوق سطح الأرض حيث لا يجزئ نقل هذه المنشآت إلى تحت سطح الأرض، إذا ما سمحت الولايات المتحدة وإسرائيل لمثل هذه العملية أن تنتهي وكما يبدو في بداية عام 2013، فعندها لا يمكن مهاجمة معظم المنشآت النووية الإيرانية وأن المنشآت التي ستهاجم ستصاب وتتضرر جزئيا فقط.
الضغط الشديد الذي يمارس على الرئيس أوباما من جانب رؤساء دول النفط في الخليج وعلى رأسها السعودية لمهاجمة إيران في وقت مبكر وتدمير البرنامج النووي الإيراني.
في البداية حاولت دول الخليج وقف البرنامج النووي الإيراني عن طريق دعم مكثف للتمرد السوري ضد الرئيس بشار الأسد.
تقويض السيطرة الإيرانية في سوريا سيعقبه انهيار وتقويض حزب الله في لبنان مما سيبدو للرياض والدوحة وأبو ظبي بمثابة تطور يمكن أن يؤدي إلى وقف إيران في منطقة الخليج وكبحها.
أصبح واضحا الآن أن مثل هذا التطور لم يحدث، الأسد لم يسقط بعد 17 شهرا من الحرب وجيشه بقي كاملا فيما يتعلق بمواصلة الحرب ضد المتمردين.
إيران بدلا من الانطواء عززت من تدخلها العسكري في سوريا.
مصادرنا العسكرية تشير إلى أنه لولا الجسر الجوي والأرضي الإيراني الذي تتدفق عبره الإمدادات عن طريق تركيا والعراق إلى الجيش السوري لما كان قد توفر لديه العتاد لمهاجمة المتمردين ولا حماية نظام الأسد.
بعبارة أخرى بدلا من أن الحرب ضد سوريا تدفع إيران وتقصيها عن الشرق الأوسط فقد حولتها إلى العنصر اللوجيستي الرئيسي الذي يشارك الآن في الحرب ضد سوريا.
عدم سقوط نظام الأسد والحرب في سوريا أديتا إلى تغييرات سياسية في الشرق الأوسط والتي لا تخدم مصالح دول الخليج، وفي مقدمة ذلك الأمر يتعلق بحقيقة أن تركيا والعراق تسمحان للجسر الجوي الإيراني بالانتقال بدون إعاقة إلى سوريا، ولأنقرة ولبغداد كذلك لديهما اعتبارات خاصة بهما لماذا لا تتخذان مثل هذه السياسة.
لكن النتيجة النهائية هي مساعدة تركية وعراقية لإيران من أجل استمرار بقاء نظام الرئيس السوري.
نشأ إذن وضع من ناحية أولى تركيا تسمح للمتمردين السوريين بإنشاء قيادات ومعسكرات تدريب داخل أراضيها لكن من الناحية الثانية هي تسمح لإمدادات الأسلحة بالوصول إلى الأسد وقواته من أجل القضاء على المتمردين في اللحظة التي يعبرون فيها الحدود إلى سوريا من أجل الحرب.
فشل العقوبات الدولية الأمريكية والأوروبية ليس فقط في عدم وقف البرنامج النووي الإيراني وهو ما اعترف به البيت الأبيض يوم الأربعاء 1 آب وإنما أيضا في وقف وتيرة التطور العسكري الإيراني وعلى الأخص الصواريخ الباليستية والقادرة على حمل رؤوس نووية.
التقدير الاستخباراتي الذي يتفق عليه الأمريكان مع الإسرائيليين هو أنه خلال الأشهر الثلاثة القادمة ستكون بحوزة إيران قنابل إشعاعية قذرة، الاعتقاد هو أن إيران طورت هذه القنابل من أجل الشبكات الإرهابية التي تستخدمها كتائب القدس وهي الذراع الاستخباراتي الإيراني الذي يعمل في الخارج، وأنها تستهدف بالأساس استخدامها ضد أهداف إسرائيلية أو أمريكية في الخليج وفي الشرق الأوسط وكذلك في حالة نشوب الحرب.
في إسرائيل هناك مخاوف من أن يكون هذا السلاح موجودا بيد حزب الله والجهاد الإسلامي.
التقدير الإسرائيلي والأمريكي هو أن منظومة الإرهاب الإيرانية سواء كانت عن طريق حزب الله أو عن طريق استخدام كتائب القدس بشكل مباشر ضد أهداف إسرائيلية ستتعزز، الآن بعد مهاجمة السياح الإسرائيليين في بورجاس في بلغاريا في 18 يوليو حيث قتل هناك خمسة إسرائيليين أصبحت المسألة مسألة وقت حتى يشن هجوم أكبر ضد هدف إسرائيلي سيرغم كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في نهاية الأمر على الرد.