شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

نشيد الأحرار

نشيد الأحرار
لعلنا لا نجيد الغناء إلا أننا نحترم الفن الراقي و خصوصا إذا كان هذا الفن قريبا من وجدان المواطن العربي قريبا من قلبه معبرا عن...

لعلنا لا نجيد الغناء إلا أننا نحترم الفن الراقي و خصوصا إذا كان هذا الفن قريبا من وجدان المواطن العربي قريبا من قلبه معبرا عن واقع حقيقي يلمسه الانسان العربي في مجتمعه فيعيش هذا الواقع  ومعه في آن واحد . و لقد سمعنا و مازلنا نسمع ايقاع  سيمفونية الخلود التي  هزت وجدان المواطن العربي في عواصم عربية ليتردد صداها في العواصم الاخرى . سيمفونية  ليست من تلحين شخص بعينه بل هي من تلحين شعب بأكمله . سيمفونية  كتبت نوتتها الموسيقية دماء شهداء و أبطال رجال و نساء . المدقق في سطورها يجد فيها آلام وآهات و معاناة و لوعة عشق للحرية كان مكبوتا داخل صاحب هذه السيمفونية .

و صدح  الشعب بنشيد  الحرية مع لحن أصيل متجذر في وجدانه لطالما كان حبيس حناجره وردد الآخرون رغم بعد المسافات نفس الأنشودة . فسمعنا و مازلنا نسمع صداح الجماهير الصادق بالغناء و الفن تأثرت به مخلوقات  السماء و الأرض و رقصت على إيقاعه الشادي كل الشعوب التي تعشق الحرية .

هذا الفن الذي نسمع صوته كل يوم و نتغنى به حتى في منامنا لا يعطيه رونقه إلا سبب واحد أنه صادق عربي خالص غير متأثر لا بشرق و لا بغرب محركه الاساسي هو نداء الارض التي فاض بها ما ترى من جور و ظلم  و محرك آخر هو وجدان الشعوب التي أبت الا أن ترفع رأسها الي السماء .

ومابن صرخات من ويلات احتلال ونداءات بالعتق من جور الظلم والاستبداد وفي هذا الوقت الذي تتجسد فيه المأساة كل يوم نجد آخرون قد أعطوها ظهورهم ليتوجهوا لقبلة أخرى وكأن الأرض غير الأرض والسماء غير السماء.

هذا ما ظهر عبر إحدى القنوات الفضائية التي تبث برنامجا غنائيا لكشف المواهب الغنائية في العالم العربي . حيث يعرض المتنافسون على لجنة تحكيم تختبرهم و من ينجح منهم يكون موضع تصويت الجمهور .

في الشارع و البيت و العمل و المدرسة و الجامعة شعوبا تغني أغنيتها وترتل ترانيم الحرية  بدماء تقطر منها و هي تشيع الشهيد تلو الشهيد و على هذه القناة الفضائية ناس تغني أيضا و لكنه غناء غريب عنا بعيد عن الواقع يصوت له صما بلغ عددهم 34 مليون إنسان يصوتون كارمن سليمان الفائزة في المسابقة.

علم هؤلاء و عرفوا من هي كارمن سليمان و صوتوا لها و لكنهم جهلوا من هي هناء شلبي، حتى لو علموا من هي فهم صم لا يسمعون صوتها . تلك الأسيرة التي تتحدى السجان  و التي دخل  إضرابها عن الطعام في سجون المحتل يومها العاشر . عشقت الحرية و طالبت بها و مازلت مصرة على الموت من أجلها .

هؤلاء الملايين لم يسمعوها ولم يسمعوا قعقعة أغلالها  و لا انشودة الحرية التي تطوف عالمنا العربي من محيطه لخليجه .

ورغم ذلك سمعوا صوت كارمن سيلمان وهى تغنى وترقص لتعلوا وتكون نجمه فى عالم الغناء والغريب ان العالم العربى يسمعها ويصوت لها 34 مليون صوت لتنجح كارمن وتكون على عرش "عرب ايدول".وانما هناء شلبى لم يسمع صوتها فرد من الأربعه وثلاثون مليون لتنجو من عذاب السجون الاسرائيليه.

يبدو أن أعداء الثورات قد مهدواطريقا لشباب الثورة في العالم كي ينحدروا منه إلى غياهب الظلمات ثانية ويظلوا أسرى في سجون الجهل والتغييب بعد تحررهم من سجون الظلم والإستبداد.

و رغم هذا نقول لهناء شلبي كما سمعتي نداء الحرية من الاشقاء رغم بعد المسافات فهناك الملايين ينشدون معك نفس النشيد و ليكون اسمه نشيد الأحرار.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023