قال السفير الباكستاني السابق في واشنطن إنه لابد أن يحدث "طلاق" بين الولايات المتحدة وباكستان وأن يتوقفا عن التظاهر بأنهما حليفتان وذلك بسبب ما وصفها بتوقعات غير واقعية في كلتا البلدين تشمل آمالا أمريكية في أن تقطع إسلام أباد علاقاتها مع متطرفين.
وقال حسين حقاني في كلمة أمام مركز المصلحة الوطنية وهو مركز أبحاث مقره واشنطن "خلال 65 عامًا لم نتمكن من التوصل إلى أرضية مشتركة كافية للتعايش معًا ووقع الانفصال ثلاث مرات ثم أعيد تأكيد الزواج أربع مرات .. إذًا ربما يكون من الأفضل التوصل إلى شكل من الصداقة خارج إطار الرابطة الزوجية."
واستندت توصية حقاني بأن تخفض الولايات المتحدة وباكستان العلاقات بينهما إلى افتراض أنه ربما يكون الحل الوحيد لإنهاء علاقة مضطربة.
وسيسمح مستقبل ما بعد التحالف لكل من الدولتين بأن تنتظر توقعات أكثر واقعية من الأخرى وأن تتعاونا متى تيسر ولكن ربما دون الشعور بالخيانة الذي أصبح شديدًا في باكستان.
واستند إلى مسح أجراه مركز بيو للأبحاث وصدر في يونيو يظهر أن نحو ثلاثة من كل أربعة باكستانيين يعتبرون الولايات المتحدة عدوًا على الرغم من المليارات التي تدفعها الولايات المتحدة كمساعدات لباكستان.
وقال حقاني الذي يعتزم إصدار كتاب بعنوان "أوهام كبيرة" العام القادم حول العلاقات الباكستانية الأمريكية "لو كانت هذه حملة انتخابية لكنت نصحت السيناتور الذي يتمتع بهذا المستوى من نسب التأييد بالانسحاب من السباق بدلا من إنفاق المزيد من المال."
وهذه هي أول كلمة يلقيها حقاني في واشنطن منذ أن استقال من منصب سفير باكستان العام الماضي بعد ما يقول إنها تهمة ملفقة عن كتابته مذكرة اتهمت الجيش الباكستاني بالتخطيط لانقلاب وهي مزاعم دافع عن نفسه ضدها أمام المحكمة الباكستانية العليا.
وأبرز الكثير من تصريحات حقاني الخلاف بين الحكومة المدنية الباكستانية والجيش والذي ظلت البلاد تعاني منه منذ نشأتها.
يصف حقاني نفسه بأنه ضمن أقلية صغيرة تدعم العلاقات الطيبة مع الولايات المتحدة لكن "ليس لديه القدرة على التأثير على مسار السياسة في الداخل." وعمل حقاني مستشارًا لأربعة من رؤساء الوزراء الباكستانيين.
وأضاف أن الجيش الباكستاني في حاجة إلى أن يخضع إلى رقابة مدنية أكبر وقال إن المصالح القومية الباكستانية يحددها "الجنرالات وليس والزعماء المدنيون."
لكنه انتقد أيضًا السياسة الأمريكية وقال إنها كثيرًا ما تكون قصيرة النظر وتفتقر للمنظور التاريخي اللازم لتقييم ما يمكن لباكستان القيام به بشكل واقعي مقابل الحصول على المساعدات والتعاون.
وأضاف اتضح مدى عمق توتر العلاقات الأمريكية الباكستانية منذ أن شنت الولايات المتحدة دون علم باكستان عملية لقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في العام الماضي. وكان حقاني سفيرًا في ذلك الوقت.
وظل يقول مرارًا إن هناك شخصًا ما في باكستان كان على علم بوجود بن لادن لكنه لم يصل إلى حد اتهام جهاز المخابرات الباكستانية.
وقال أيضا إن من غير الواقعي أن يعتقد الباكستانيون أن الولايات المتحدة ستنحاز لباكستان من خلال شن حرب على الهند تماما مثلما هو غير واقعي أن تظن واشنطن أن إسلام أباد ستتخلى عن أسلحتها النووية أو تقطع علاقاتها مع المتطرفين، على حد قوله.