رأى كاتب إسرائيلى أن اتفاق أوسلو الأول المعروف باسم "غزة وأريحا أولا"، كان له الكثير من الآثار السيئة أهمها إساءة سمعة إسرائيل فى العالم كله.
وقال "ابراهام تسيون" فى مقال نشر بصحيفة "هآارتس" الإسرائيلية: إنه بعد 18 سنة ونصف من اتفاق أوسلو الأول المشهور باسم "غزة وأريحا أولا"، بقى الصراع أثقل موضوع يجب على إسرائيل أن تواجهه فى العقود التالية، وأجل أن حصول إيران على القدرة الذرية هو الخطر المباشر الذى يشغل إسرائيل، لكن الخطر الفلسطينى فى الأمد البعيد هو الخطر الوجودى الحقيقي، واليوم وقد بلغ أولاد 1994 سن الـ18، يجدر أن نفحص ما الذى منحته اتفاقات السلام لإسرائيل وما الذى سلبتها إياه.
وأضاف "أولا، تخلت إسرائيل عن أراضٍ موروثة، أى الأماكن المقدسة والتاريخية لليهود. وينبغى أن نتذكر أن العودة إلى صهيون بعد ألفى سنة من الجلاء وشوق اليهود إلى بلدهم لم يتعلقا بتل أبيب أو بنتانيا بل بالقدس القديمة والخليل وبيت لحم، فهذه الأماكن خاصة سلمتها إسرائيل على طبق من ذهب".
"وثانيا، حصلت منظمة إرهابية فلسطينية لأول مرة على شرعية دولية. فعرفات الذى كان يحتاج ليخطب فى الأمم المتحدة إلى إذن خاص ونُقل بعد نهاية خطبته فورا إلى المطار ليعود إلى البيت، بدأ يظهر فى الأمم المتحدة وفى عواصم العالم مع حرس شرف".
وبحسب الكاتب فإن "صورة داود وجوليات انقلبت، فلم تعد إسرائيل مثل داود بل الفلسطينيون، وتم تصوير إسرائيل بصورة جوليات الظالم لشعب صغير عاجز، وصورة "داود" التى خُصصت فى الماضى لإسرائيل وحظيت بالعطف فى العالم كله ولاسيما فى أوقات الخطر قد اختفت، فقد حصل الفلسطينيون منذ ذلك الحين على كل الدعم العالمى برغم أنهم جزء من العالم العربى الكبير، وعملوا فى "الإرهاب".
كما "تحولت إسرائيل فى الوعى العالمى إلى كيان استعماري، فلم تعد شعبا عانى وعاد إلى بلده بعد ألفى سنة جلاء، بل شعبا محتلا سلب العرب بيوتهم.
وإلى جانب الشرعية حصل الفلسطينيون على أرض وقنوات اتصال وسلاح، وقد استغلوا هذه الحقيقة حتى النهاية وتدربوا على الإرهاب واستغلوا قنوات الراديو والتلفاز للتحريض على العداء وزيادة الكفاح المسلح.
وأصبح الكيان الفلسطينى الذى جيء به من تونس بداية حق العودة، وبهذه الطريقة عاد عشرات من الآلاف بصورة شرعية وحدث كل هذا دون أية حدود بين الكيانين".
وأشار إلى أن إسرائيل أهملت منذ اللحظة التى وقعت فيها على اتفاقات السلام، أهملت الدعاية، فقد ظن المبادرون إلى السلام أنه يجب علينا لمصالحة العرب أن نُسلم لهياجهم دون رد.