قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: إنه لم يعد هناك زعماء يصلحون لقيادة إسرائيل، فرغم فوز شاؤول موفاز برئاسة حزب "كاديما" وهو رجل عسكري، إلا أن الحقيقة هى أن لا أحد هو حلم حياة دولة إسرائيل فى وضعها الحالى ولا أحد يظهر عليه اليوم علامة زعيم.
وأضاف الصحيفة "لسبب ما يثير فينا كل زعمائنا الحاليين ونؤكد كلمة "كل أشواقنا" إلى دافيد بن غوريون، ومناحيم بيغن، بل إلى ليفى اشكول، وغولدا مئير، وربما أيضا إلى اسحق رابين، وموشيه ديان، ويغئال ألون، وبنحاس سبير، وآخرين، فقد أرادونا وأردناهم، ولم يكن يُحتاج سوى إلى إنزالهم عن الرف وإجلاسهم على كرسى رئيس الحكومة.
فليغفر لى جميع من يحاولون الآن تاج رئاسة الحكومة، فهم لا يفعلون بنا ذلك. أو كما كتب أحد المحللين فى أدب وغفران: "هذا هو الموجود".
وتابعت سيكون مما يثير الاهتمام ذات مرة أن نحقق تحقيقا عميقا فى أسباب تضاؤل وتدهور مستوى القيادة فى إسرائيل، ويبدو أنه يوجد عدد كبير من الأسباب لذلك، لكننا سنعد هنا والآن ثلاثة فقط كما يُقسم كل شيء فى الجيش الإسرائيلى إلى ثلاثة أقسام:
الأول: التبريد، فإن ساسة بلا قدرات كل ما يوجد عندهم هو هم أنفسهم والحاجة إلى الحفاظ على كراسيهم، أوجدوا قانون التبريد. وهذا القانون يُبعد عن السياسة لمدة ثلاث سنين على الأقل عسكريي الجيش الإسرائيلى وجهاز الأمن الذين كان كثيرون منهم حتى الآن موردا رئيسا ومصدرا للقيادة فى الصعيد المدنى أيضا.
الثاني: أن السوق المدنية ولاسيما الهاى تيك تجذب شبابا موهوبين جدا يرون فى عملهم بركة، من جهة المردود وبُعد الصيت والشهرة والاحترام أيضا، وهم يتجنبون الحاجة إلى لحس أقدام الجهلة والأغبياء الذين هم "مقاولو أصوات"، ويصونون أنفسهم من النقد الشديد المعروف لكل زعيم.
الثالث: خفوت الكيبوتسات. مهما يبدُ الأمر عجيبا فى 2012 فإن المستوطنات والكيبوتسات والقرى الزراعية كانت فى الماضى مزودة مهمة لصف القيادة القيمية والنوعية عندنا: من ليفى أشكول (دغانيا) إلى أهود باراك (مشمار هشارون) ويغئال الون (غينوسار) وموشيه ديان (نهلال) واريك نحمكين آخرين. كان الاستيطان اليهودى دائما هالة تخصه التصقت بناسه أيضا، وتوجد أسباب أخرى كثيرة، وهذه بعضها فقط تجعلنا نبقى فى هذه الأيام الصعبة مع "الموجود".