أكد د. سامي طه نقيب البيطريين على أن وزارة الزراعة خالفت القوانين بعدم إشراك النقابة في مناقشات بحث اشتراطات استيراد الماشية الحية، والذي رفضته النقابة شكلاً و موضوعًا.
وذكر "طه" في تصريح خاص "لرصد. كوم" أنه حسب القوانين واللوائح تعتبر النقابة شريك أساسي في دراسة خطط ومشروعات قطاع التنمية، ودراسة مشاكل الثروة الحيوانية والعمل على وضع حلول لها، لكن وزارة الزراعة تجاهلت دور النقابة المهم في بحث استيرادات اللحوم الحية من دول العالم، وخاصة إفريقيا.
وانتقد "طه" تراجع وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية عن غلق باب استيراد اللحوم الحية من أثيوبيا والسودان، والذي يعد سببًا في ظهور سلالة من مرض الحمى القلاعية والذي ظهر مؤخرًا في سوهاج ، وسلالة مرض الجذر العقدي؛ حيث إن الكثير من الحيوانات الحية التي تأتي من هاتين الدولتين مصابة بكثير من الأمراض.
وأضاف أن قرار الوزارة بالتراجع يرجع لضغوط قوية وشرسة من قبل وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا وذلك لتقوية العلاقات الاقتصادية مع دول حوض النيل، وغرفة الجزارة باتحاد الصناعات، وخصوصًا الجزارين الذين يقومون بختم اللحوم المستوردة عنوة بختم اللحوم البلدية وخداع المواطن المصري في سعر هذه اللحوم وبيعها بسعر اللحوم البلدي، بالرغم من أن اللحوم المستوردة تباع بسعر أرخص بكثير، قائلاً: "لم نلحظ أي انخفاض في أسعار اللحوم البلدية على مدار الفترة الماضية رغم إعلان الحكومة عن استيراد كميات كبيرة من الحيوانات الحية لسد العجز في اللحوم البلدي".
و أشار طه إلى أن النقابة ليست ضد استيراد لحوم حية من الخارج، ولكن يجب أن تتم عملية الاستيراد بضوابط، وهي أن يتم ذبح الحيوانات الحية في المجازر على الحدود في كل من (سفاجا، أبو سمبل، العين السخنة) ولكن استيراد عدد كبير من اللحوم الحية يجعل المجازر لا تستوعب هذه الطاقة الكبيرة فيتم تسريبها دون عرضها على الحجر البيطري، إضافة إلى أنه في حال استيراد لحوم من السودان أو أثيوبيا يجب أن يتم استيرادها مبردة أو مجمدة ضمانًا لعدم دخول أية أمراض تحملها الحيوانات إلى مصر.
وأكد طه على أن السلطة البيطرية المتمثلة في هيئة الخدمات البيطرية تنازلت عن حقوقها، عندما علت كلمة وزارة التعاون الدولي، ووزارة الزراعة على كلمتها وتم التراجع في قرار الهيئة بعدم استيراد لحوم حية من إفريقيا.
وكانت وزارة الزراعة مع هيئة الخدمات البيطرية قد عقدت ورشة نقاش استمرت لثماني ساعات بحضور 18 أستاذًا جامعيًّا من كليات الطب البيطري بجامعات مصر، وفي غياب تام لنقابة البيطريين، لمناقشة وبحث اشتراطات استيراد الحيوانات الحية من دول العالم وخاصة أثيوبيا والسودان، وقد تراجعت عن قرارها بعدم استيراد لحوم حية من أثيوبيا والسودان والتي تحمل لأمراض المعدية وذلك بعد ضغوط عليها من وزارة التعاون الدولي وغرفة المجازر والمستوردين الكبار.