قالت هيومن رايتس ووتش إن على الدول المجاورة لسوريا أن تُبقي حدودها مفتوحة للعدد الكبير والمتزايد من اللاجئين الهاربين من سوريا، وعلى الدول المانحة أن تدعم الدول المضيفة بقوة.
وأضافت المنظمة في بيان لها اليوم الأربعاء أن كلا من تركيا والعراق والأردن ولبنان قامت في أغلب الأوقات بفتح حدودها لأكثر من 200 ألف لاجئ سوري، لكن على مدار الأسبوع الماضي قال بعض المسؤولين في هذه البلدان إن الحد الأقصى المسموح به للاجئين قد اقترب وربما يغلقون الحدود قريباً.
وأعلنت تركيا في وقت سابق من هذا الشهر أنها لا تستطيع أن تسوعب أكثر من 100 ألف لاجئ وأنها تسعى لإنشاء منطقة آمنة داخل الحدود السورية.
من جانبها قالت هيومن رايتس ووتش إنه رغم ضغوط الأعداد الكبيرة، فإنه يجب أن يُسمح للاجئين السوريين عبور الحدود إلى الدول المجاورة وأن يمكثوا فيها بشكل قانوني دون خوف من احتجاز أو التحفظ عليهم في معسكرات مغلقة أو الترحيل.
وقال بيل فريليك، مدير برنامج اللاجئين في هيومن رايتس ووتش: "ظلت سوريا على مدار سنوات عديدة حدودها مفتوحة أمام الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين الهاربين من النزاع في دولهم، وسمحت لهم بحرية التنقل اليوم، حيث يفر السوريون من أعمال عنف مروعة، وعلى الدول المجاورة أن تستقبلهم بنفس الحفاوة".
مع تزايد أعداد اللاجئين وتسارع وتيرة توافدهم، أحست الحكومات المضيقة بتزايد الضغوط لمنع اللاجئين ومحاولة تقليل تواجدهم من خلال إبقائهم في أماكن مغلقة عليهم أو عن طريق عدم إمدادهم بالغطاء القانوني الآمن. قال وزير الخارجية التركي إن على الأمم المتحدة إنشاء مخيمات فيما وصفها بالمنطقة الآمنة داخل سوريا. هذه المنطقة الآمنة إذا أنشئت، فلابد ألا تستخدم لمنع الناس الفارين من سوريا من اللجوء في دول أخرى.
حتى الآن حافظت الدول المجاورة لسوريا – باستثناء إسرائيل – على حدودها مفتوحة. قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن إسرائيل سوف تمنع "موجات اللاجئين" الهاربين من سوريا من احتلال مرتفعات الجولان.
و قالت هيومن رايتس ووتش إن هذه الخطوة إن حدثت فهي إعادة جبرية غير قانونية إلى حيث يواجه الأفراد الاضطهاد.
ومن الجدير بالذكر ان هناك 9 آلاف سوري عالقون على الجانب السوري من الحدود مع تركيا بسبب إجراءات التدقيق عند معبرين حدوديين هامين تباطأت عندهما حركة تدفق اللاجئين إلى حد التوقف التام.
وحذرت المنظمة من تعرض مئات العالقين علي الحدود السورية مع العراق للقصف المدفعي وتحديدا عند معبر باب السلامة بسبب إغلاق الحكومة العراقية لنقطة العبور الحدودية عند القايم.
وقال بيل فريليك: "تستحق تركيا والأردن والعراق ولبنان الإشادة على فتح الحدود أمام اللاجئين السوريين".
وتابع: "مع تصاعد العنف في سوريا وتسارع وتيرة توافد اللاجئين، من المهم أكثر وأكثر أن تبقى الحدود مفتوحة وأن تُحترم حقوق الأفراد في التماس اللجوء خارج بلدهم".
وطبقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من مائتي ألف لاجئ من سوريا سجلوا، أو في مرحلة التسجيل كلاجئين في أنحاء المنطقة، مع تزايد حاد في معدل اللاجئين الوافدين في أواخر أغسطس. وربما كان العدد الفعلي للاجئين أعلى بكثير، بما أن الكثيرين منهم غير مسجلين.
وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين، ويُقدرون بنحو 74 ألف لاجئ حتى 27 أغسطس.
وفتحت السلطات التركية تسعة مخيمات بالقرب من الحدود وتعكف على إنشاء سبعة مخيمات جديدة. سمحت تركيا للاجئين في المخيمات بالتنقل لفترات قصيرة، وسمحت بشكل غير رسمي للاجئين الذين رفضوا المساعدات الإنسانية، أن يعيشوا خارج المخيمات.