أكد الرئيس الدكتور محمد مرسي، على أن العمل المشترك بين الدول العربية يحي مفهوم الوحدة العربية والمصير الواحد نحو الأهداف والغايات لبناء مستقبل مشترك لتطوير المنظومة العربية.
وأضاف الرئيس مرسي -خلال كلمته أمام وفد وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية- أن الوقت قد حان لاستكمال دور جامعة الدول العربية للوصول لنتائج ملموسة وفقًا لمبادئ أساسية، وإنشاء أطر وآليات جديدة لتطوير الآليات القائمة، وترجمتها في صورة إجراءات واضحة وصريحة .
كما أوضح أن الإطار المقترح لسياسة الجوار، يجب أن يقوم على مبادئ أهمها الحفاظ على سلامة ووحدة المنطقة العربية، وعدم المساس بسيادة أي قطر عربي، والتعامل مع الجوار على أساس قاعدة الإعلان الصريح وعدم التدخل في الشئون الداخلية .
وتطرق الرئيس في كلمته إلى أزمة الدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر تدعم الشعوب التى تتحرر وتحاول الحفاظ على كرامتها وكبريائها، وهذا ما يجب أن تؤيده جامعة الدول العربية، مشددًا على ضرورة إيجاد حل عادل لمشكلة فلسطين، مضيفًا "لا يمكن ترك الشعب الفلسطيني تحت احتلال ظالم".
وأضاف أنه "يجب التعاطي بجدية مع جهود التسوية المبذولة ، وتوفير الدعم اللازم وإعلان انحيازنا للكرامة والحرية والعدالة ، حتى يتم التوصل لحل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولتهم المستقلة"، مؤكدًا أن هذه مسلمات لا خلاف عليها، موضحًا أن مصر ستظل داعمة لأي تحرك تقرره القيادة الفلسطينية والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وستشارك في أي جهد واستنفار المجتمع الدولي للتحرك الدبلوماسي المدعوم بالفعل الشعبي .
أما عن سوريا ، فأكد الرئيس مرسي "أننا لا يمكن أن تقر لنا أعين والدم السوري يراق، فهم في رقابنا ومسئوليتنا، ولا بد من التحرك صوب الحل النهائي وبكل قوة وسرعة"، مشيرًا أن سوريا بلد عربية وعضو مؤسس لجامعة الدول العربية، ولها مكانة خاصة في قلوب المصريين والعربي واختلطت دمائهم بدماء أشقائهم المصريين .
و نوه مرسي إلى أنه قد قرر معاملة الطلاب المسوريين في مصر مثل معاملة طلاب مصر فى العام الدراسي الحالي .
ووجه مرسي رسالة شديدة اللهجة للنظام السوري ، قائلا: " أمامكم فرصة لوقف الدماء، فلا تتخذوا القرار الصحيح في الوقت الخاطئ ولا تستمعوا لصوت الظلم، فالشعب السوري قال كلمته، فيجب اتخاذ قرار ناجز لحفظ الدماء وأحداث تغيير مطلوب ولا وقت لإحداث إصلاح فقد مضى وقته، وإن لم تفعلوا شيئًا فعجلة التاريخ ماضية وإرادة الله ماضية، ويجب أن تتعلموا الدروس من التاريخ القريب والقديم " .
وفي نفس السياق أكد مرسي أن مصر مع الشعب السوري وإرادته حتى ينال كافة حقوقه دون التدخل في الشأن الداخلي، موضحًا أن الرباعية الدولية التي أعلن عنها ستجتمع لإيجاد فعل إيجابي يحفز الشعب السوري، ولا مجال للتباطؤ .
كما تطرق الرئيس خلال كلمته لتوضيح موقف مصر من بعض الشعوب العربية، حيث أنه رحب بانتخاب عبد ربه منصور رئيسًا لليمن، وأكد استعداد مصر لتقديم أي دعم ينشده اليمن، بما في ذلك الحوار الوطني والتغيير الاصلاحي، وناشد الدور العربي لمساندة اليمن اقتصادًيا لمواجهة تحدياته .
واشار مرسي لدعم مصر للخليج العربي، مؤكدًا مساندتها له ورفض أي تدخل فى شئون مصر من قبل الدول الأخرى، مشيرًا أن ذلك لا يعني أن مصر ضد أي دولة إسلامية خارج المنطقة، وذلك في إشارة منه لإيران .
وأعلن دعمه للشعب العراقي، وأشاد بمحاولة العراقيين للخروج من العديد من التحديات والأزمات الأمنية، وتحقيق إنجازات خلال طريق طويل من الاستقرار .
كما دعا دول الخليج لدعم الصومال ماديًا، مهنئا الشعب الصومالي بانتهاء انتخاباته البرلمانية واختيار رئيس البرلمان ، مؤكدًا أن الفرصة مواتية لتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والفني بما يعزز من شرعية مؤسسات الصومال الوليدة وطي صفحة الحرب الأهلية وتحقيق الاستقرار .
وعلى الجانب السوادني، أكد الرئيس خلال كلمته، أن السودان يمثل العمق الاستراتيجي لمصر، ويحتاج لدعم العرب ومساندتهم في جهودهم الرامية لتحقيق الاستقرار وعلاقات اقتصادية إيجابية .
وأكد مرسي على اهتمام مصر بالشأن الأفريقي، موضحًا أن التقصير الذي كان من الجانب المصري سابقًا لن يعود .