أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس هاني محمود أهمية تحقيق التكامل بين الدول الإفريقية فيما يتعلق ببناء مجتمع معلوماتي قوي، تتصل شبكاته بعضها البعض، ويستطيع المساهمة في تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية وحماية مجتمعه من كافة المخاطر.
وأعرب وزير الاتصالات- في كلمته اليوم الأربعاء أمام مؤتمر وزراء الاتصالات الإفريقي الرابع المنعقد بالخرطوم- عن أمله في أن يكون التعاون أقوى فيما بين الدول الإفريقية في مجال قطاع الاتصالات، حتى يتسنى أن يكون هذا القطاع بمثابة دافع لباقي القطاعات في تحقيق التكامل في الإقليم.
وأكد ثقته في أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإفريقي قادر على تطوير ذاته ورفع معدلات عوائده والمشاركة بقوة على الساحة العالمية، لكنه قال إن ذلك لن يتحقق بأى حال من الاحوال إلا من خلال التكامل والتضامن بين دول القارة على أساس من التعاون المشترك لبناء مجتمع المعلومات الافريقى القائم بالاساس على الشراكة بينها وبين بعضها البعض .
وأعرب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس هاني محمود عن تطلع مصر للمشاركة في تنفيذ برنامج تدريب القيادات الإفريقية والذي قدمته مصر مسبقا وتم تنفيذه بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي وفنلندا في مرحلة أولى تجريبية على صعيد شرق إفريقيا، مشيرا إلى ما أصبحت تتمتع به مصر من مراكز ومعاهد متخصصة في تنمية الكوادر البشرية العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا الاتصالات.
وأكد أن التطورات المتغيرة التي طرأت على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تؤثر على حياتنا اليومية بصورة أو بأخرى، وعلى رأس هذه التطورات تبرز " تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية"، والتي تشكل تحديا لجميع الدول خاصة النامية منها، فيما يتعلق بتطبيقاتها مثل التعليم الإلكتروني والمحتوى الإلكتروني، والحكومة الإلكترونية، والتجارة الإلكترونية، والصحة الإلكترونية، والبيئة الإلكترونية .
وأضاف محمود أن الاستمرار في تطوير شبكة الإنترنت يعد أحد أهم العوامل المساعدة في تحقيق الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية، مشيرا إلى الدور الحيوي الذي تلعبه شبكة الإنترنت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بوجه عام .
وقال الوزير إن الأمن "السيبراني" يعد أيضا من الموضوعات التي تحمل العديد من التحديات للمجتمع الدولي، مشيرا إلى أن أبرز هذه التحديات هو التوصل إلى رؤية مشتركة للجوانب التنظيمية والتطبيقية الخاصة به، وهو ما برز أهمية التعاون الدولي في مواجهة مخاطر الفضاء الإلكتروني، فالطبيعة العالمية للتحدي تفرض مواجهته بأسلوب عالمي .
وعرض وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس هاني محمود في كلمته بالمؤتمر، تجربة مصر في نشر الثقة والأمن في استخدام وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك من خلال الإجراءات التي تبنتها نحو تأسيس مركز استجابة طورائ الإنترنت والحاسب، وإصدار قانون التوقيع الإلكتروني وتفعيله من خلال استصدار تراخيص الشركات، والعمل على مشروع قانون أمن المعلومات.
وأشار إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الصعيد الإفريقي يعتبر قطاعا واعدا في ضوء الموارد التي من الممكن توفيرها وتشغيلها لإيجاد قطاع متطور ومتقدم، وأكد أن تضافر الجهود من الدول الأعضاء والجهد الذي لا يتوانى الاتحاد الإفريقي في بذله لتطوير برامج ومشاريع إقليمية مشتركة، يؤدي إلى تطوير القطاع ذاتيا ومساهمته في تطوير القطاعات الأخرى بشكل مواز .
وأوضح محمود أن أول التحديات التي تواجه القارة الإفريقية هو تطوير بنية تحتية فائقة التقدم تعمل على استيعاب التطورات الحادثة في القطاع بما يؤهلها لتنمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل متطور ويكون قادرا على تلبية احتياجات القطاعات الأخرى .
وأكد أهمية بناء شبكات الاتصالات الأرضية وربط القارة الإفريقية من خلال الكوابل البحرية التي تساعد على نقل خدمات الاتصالات بين الدول الإفريقية، مضيفا أنه من الأهمية إنشاء مراكز لتبادل حركة الإنترنت الإقليمية لتنمية مجالات استخدام الإنترنت بين الدول الأعضاء .
وأضاف محمود أن الاتحاد الإفريقي أدرك أهمية هذا البعد في تنمية هذا القطاع الواعد فقد عمل خلال الأعوام الماضية على تطور برامج ومشروعات لتنمية البنية التحتية في القارة الإفريقية، مشيرا في هذا الإطار إلى برنامج تنمية البنية.
التحتية في إفريقيا (بايدا) كأحد أهم المشاريع المشتركة التي تعمل على تنمية البنية التحتية فيما بين الدول الإفريقية، وأعلن استعداد مصر وتطلعها التام للمشاركة الفاعلة في مثل هذا المشروع الهام .
كما تحدث الوزير عن أهمية تنمية القدرات البشرية واعتبر ذلك الأمر يمثل أحد التحديات التي تواجه تنمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على صعيد القارة الإفريقية .
