تعود البطولة العربية للأندية بعد توقف منذ موسم 2012/2013، في نسختها الـ 27 بمسماها الجديد بعد أن كانت تسمى «دوري أبطال العرب»، في مدينة الإسكندرية، من الفترة 21 يوليو وحتى 5 أغسطس.
ومع اقتراب موعد البطولة العربية للأندية، تدل عدة مؤشرات على قلة أهمية البطولة من الناحية الكروية بشقيها الفني والإداري بالنسبة للاستفادة التي تعود على الأندية من تلك المشاركة.
وبالإشارة إلى الاستفادة من إقامة البطولة العربية في مصر، يشير محللون كرويون إلى أن الجهة المستضيفة هي التي ستتحصل على فائدة إقامة تلك البطولة، وليس الأندية المشاركة فيها، فضلاً عما يراه آخرون، أهدافًا أخرى للبطولة بعيدة عن المشاركة الكروية.
وتشير عدة دلائل على عدم جدوى إقامة البطولة العربية كرويًا، التي من المقرر إقامتها بعد عدة أيام، نعرضها في التالي.
1- التوقيت
يؤكد على موعد البطولة العربية الخاطئ هو موعدها الذي القريب من بطولات أخرى تستعد لها الأندية العربية، كالمسابقات المحلية في الموسم الجديد، مما قد يسبب إرهاقًا للاعبين لاسيما الأساسيين، وبالتي يؤدي إلى إجهاد اللاعبين واستنفاذهم في بطولة ودية غير مسجلة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، ولاتضيف أرقامًا لإنجازاتهم.
ولايقتصر التأثير السلبي فقط على لاعبي الأندية المشاركة، بل يتعدى ذلك ليصل تأثيره على المنتخبات العربية المقبلة على تصفيات قارية.
يتوقع كثيرون وبنسبة كبيرة أن تخوض الفرق البطولة العربية بقوائم لاعبيها الاحتياطيين، خشية الإصابات في البطولة الودية، وللمحافظة على اللاعبين في البطولات الرسمية المعتمدة من الـ «فيفا».
فرق كتيرة هتشارك بالصف الثاني وهتعتبر البطولة استعداد للموسم القادم وخصوصا اللي بيلعبوا في اسيا وافريقيا، قليل اللي هيلعب بالأساسي
— Allam Afc (@allam_afc) ٢ يوليو، ٢٠١٧
2- الدعاية
مع قلة الأهمية الكروية للبطولة، يبرز هدف أكبر من إقامتها على أرض مصر، وهو الهدف الترويجي والدعائي للبطولة أكثر من اهتمام الأندية بها، إذ أعلن نادي العين الإماراتي انسحابه من البطولة في 24 أبريل الماضي، ثم تبعه انسحاب نفط الوسط العراقي، الشهر الماضي.
وأكد محمد عبيد حماد، عضو مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، أن اعتذار ناديه جاء بسبب أن هناك جوانب فنية وتنظيمية ترتبط ببرنامج الإعداد للموسم الجديد.
كما هدد رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، بعدم المشاركة في البطولة العربية بسبب عدم تنفيذ اتحاد الكرة حكمًا قضائيًا بإعادة مباراة فريقه مع نادي مصر المقاصة في الدوري المصري، التي انسحب منها فريقه.
وتشير دلائل أخرى إلى الهدف الدعائي من إقامتها، وهو حصر بث البطولة على قنوات «نايل سبورت، «on sports»، الرياضية السعودية، أبوظبي الرياضية»، مما يراه محللون منكافة في قناة «bein sports» القطرية صاحبة حقوق بث مباريات معظم بطولات العالم.
كما أضاف تدخل أصحاب المال في تنظيم البطولة، تأكيدات على أن الهدف ليس إقامة بطولة تظهر مستويات عربية على الملاعب، فأحمد أبوهشيمة، رجل الأعمال وصاحب قنوات «on sports»، تمكن من شراء حقوق بث البطولة.
كانت قد تحصلت قنوات الرياضية السعودية أيضًا على حقوق بث مباريات البطولة مقابل 8 ملايين و250 ألف ريال سعودي.
البطولة العربية ليس لها اي اهمية “كروية” بسبب “التوقيت”، الحوار كله في “الفلوس” وموضوع “الحقوق” والبث والحصري، والسياسة طبعا
— Ayman Gelbo (@AymanGelberto) ١٠ يوليو، ٢٠١٧
يذكر أن الفائز من البطولة العربية للأندية 2017، سيحصل على 2.5 مليون دولار، أما وصيف البطولة، سيحصل على 600.000 دولار، بينما الفرق التي ستصعد إلى دور نصف النهائي، ستحصل على 200.000 دولار، كما سيتحصل كل نادٍ مشارك على 25 ألف دولار.
3- الجماهير في المدرجات المصرية
لايخفى على أحد حالة التنافر التي تشهدها الملاعب المصرية بين الجماهير والمدرجات، ويهدد متابعة مباريات البطولة العربية إقامة مبارياتها بعيدًا عن الحضور الجماهيري أمام عدسات كاميرات 4 قنوات فقط.
ويرهن كثيرون نجاح البطولة بقوة الحضور الجماهيري، إذ أفاد ثروت سويلم، المدير التنفيذي لاتحاد كرة القدم المصري، أمس، أن هناك مفاوضات مستمرة بين هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد، ومسؤولي الأمن لزيادة أعداد الجماهير في البطولة العربية.
وهدد مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، بالانسحاب من البطولة قائلاً «في حالة دخول جمهور بالبطولة العربية سأنسحب منها» مضيفًا « من سيدخل هم أعضاء الجمعية العمومية».
وقد يحوّل ذلك من زخم الجماهير لمتابعة بطولات أكثر أهمية تقام خارج الوطن العربي، وأقوى في الأداء الفني، كبطولة العالم للأندية في الصين.
4- السياسة
تغيب العديد من الأندية المختلفة من الدول العربية عن المشاركة في البطولة، منها من اعتذر لاستعداده لبطولات محلية أو قارية، ومنها من لم يتم توجيه الدعوة له، لاختلافات سياسية بين البلدان المنظمة.
فحتى رغم مسماها «البطولة العربية» إلا أن الرياضة لم تتمكن من إصلاح اختلافاتهم السياسية، وجمعهم على أرض واحدة.
ويرجع نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، السياسة إلى كونها هدفًا هامًا من أهداف البطولة رغم انخفاض أهميتها، إلا أنه يتوقع إدخال رسائل سياسية منها في ظل الانقسامات السياسية التي يشهدها الوطن العربي، وسيطرة جهات حكومية أو إعلاميين مقربيين من الأنظمة على تنظيم البطولة.