في ظل الفشل الأمني الذي يسيطر على البلاد، ووسط زيادة الهجمات ضد الجيش والشرطة، واستهداف الأقباط في عدة عمليات سابقة، جاء قرار من الكنائس الثلاث في مصر بإلغاء أنشطتها إلى نهاية يوليو، ليؤكد فشل النظام في حماية الأقباط.
اختراق الشرطة
ويأتي إعلان إلغاء أنشطة الكنائس، بالتزامن مع إعلان مصادر أمنية مؤخرا عن اختراق تنظيم الدولة للشرطة المصرية، والذي تسبب في إجراء أكبر حركة تنقلات يشهدها الجهاز الأمني، والتي طالت نحو 350 ألف من أفراد الشرطة خاصة أمناء الشرطة.
وذلك وفق تقارير استخباراتية أعدتها دوائر سيادية وأمنية انطلقت من سيناء، بعد تزايد الضربات المسلحة في صفوف الجيش والشرطة، وتأكد الأجهزة الاستخباراتية اختراق التنظيمات المسلحة عناصر بالشرطة، وهي التقارير التي رفعت لوزير داخلية الانقلاب قبل إجراء حركة التنقلات التي جرت مؤخرا.. خاصة في صفوف أمناء الشرطة.
إلغاء أنشطة الأقباط
وفي هذا السياق، قالت مصادر بالكنيسة القبطية ومصادر أمنية في مصر يوم الخميس إن الكنائس أُبلغت بإلغاء كافة الأنشطة والرحلات الدينية خارج الكنائس خلال شهر يوليو الجاري بسبب تهديدات أمنية.
وأضافت المصادر لـ «رويترز» أن الأب بولس حليم المتحدث الرسمي للكنيسة أبلغ الكنائس بقرار البابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط الأرثوذكس بمنع رحلات الكنائس أو الأنشطة أيا كانت حتى نهاية الشهر الجاري سواء داخل القاهرة أو خارجها حفاظا على أرواح المسيحيين.
وقالت المصادر إنه تم إبلاغ الأقباط الذين كانوا في رحلات أو معسكرات شبابية بقطع أنشطتهم والعودة إلى بيوتهم.
وقالت الكنيسة الكاثوليكية المصرية إنها تلقت نفس التعليمات.
ويأتي هذا التحذير في أعقاب هجوم بالرصاص شنه متشددون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية على أقباط كانوا في طريقهم إلى دير بمحافظة المنيا جنوبي القاهرة في مايو ،وأسفر الهجوم عن مقتل 29 شخصا.
وقبل ذلك الهجوم بنحو شهر لقي 44 شخصا حتفهم في هجمات على كاتدرائية وكنيسة في احتفال أحد السعف.
الكنيسة ترضخ
وقال الأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر «تم الامتثال لقرار وزير الداخلية وإلغاء المعسكرات والرحلات الكنسية لحين إشعار آخر».
وقال مسؤول بكنيسة قبطية تحدث لرويترز شريطة عدم نشر اسمه نظرا لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام إن كنيسته تلقت «تعليمات شفوية هذا الأسبوع وليست مكتوبة منعا للذعر».
وأضاف أن الكنيسة تلقت المزيد من التعزيزات الأمنية لتأمين أبوابها هذا الأسبوع.
طلب شفوي
ومن جانبها أكدت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن السلطات الأمنية فى مصر طالبت الكنائس بوقف أنشطتها الخارجية بشكل شفهى وليس مكتوبًا لمنع الذعر.
وأشارت إلى أن ممثل البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة المرقصية وبابا الإسكندرية، أبلغ القيادات الكنسية بالتحذيرات الأمنية، وتم إبلاغ الأقباط فى الأديرة، أو فى رحلات ومخيمات كنسية بالعودة لديارهم فى أقرب وقت وعدم استكمال أنشطتهم.
وأوضحت أن الكنيسة الكاثوليكية تلقت نفس التعليمات، وتم إلغاء كل الرحلات والمخيمات والأنشطة حتى إشعار آخر.
قرار احترازي
وقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذوكسية، إن القرار إجراء احترازي لحماية الأقباط من إحتمالية حدوث أي عمل إرهابي يستهدف تجمعات الأقباط خلال الفترة المقبلة بعد وصول معلومات باحتمالية حدوث ذلك وهو ما دفع الكنيسة غلى إلغاء كافة انشطتها.
وأكد حليم أن القرار جاء بالتنسيق بين قوات الأمن والكنيسة، لافتا إلى أن الفترة الماضية منذ تزايد العمليات الارهابية التى تستهدف الأقباط، أصبح هناك تنسيق أمني بين الكنيسة والجهات الأمنية فى كافة الأمور لحفظ أمن الكنيسة.
استهداف المسحيين
ويأتي هذا التحذير في أعقاب الهجوم المسلح على مسيحيين كانوا في طريقهم إلى دير بمحافظة المنيا، في مايو الماضي، وأسفر الهجوم في حينها عن مقتل 29 شخصًا.
وكانت أجهزة غربية حذرت أمس أيضا من وقوع حوادث عنف بمصر وهو ما ورد من السفارة الأمريكية.
وتواجه مصر عمليات تبناها عناصر بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، حيث قتل مئات من الجنود والشرطة منذ العام 2013.