لم تضيّع السفارة العراقية في مصر وقتًا بعد استعادة قوات الحشد الشعبي «الشيعية» مدينة الموصل، فدعت فنانين مصريين للاحتفال بهذا الحدث الذي شابه انتهاكات، بحضور مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أمس الجمعة.
وكان المغني إيهاب توفيق من أبرز الحاضرين في حفل استعادة القوات الإيرانية والحشد الشعبي العراقية مدينة الموصل، وأيضًا الممثلون سمير صبري وعبير صبري وسامح الصريطي والمخرج السينمائي خالد يوسف. جاء الحفل رغم ثبوت تورّط قوات الحشد الشعبي في إبادات للمدنيين السنة في العراق؛ حيث بثّ ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء الماضي شريط فيديو يوثّق أفرادًا من قوات حكومة بغداد ومليشيا الحشد الشيعية يقتلون أشخاصًا في مدينة الموصل؛ بذريعة انتمائهم إلى تنظيم الدولة.
تأجير الفنانين
ورأى المتخصص في الشأنين الإيراني والشيعي «شريف عبدالحميد»، في تصريح لـ«رصد»، أن «العراق يستثمر أمواله في تأجير الفنانين، سواء في مصر أو خارجها، للترويج لدولة الشيعة؛ وهذه الإجراءات متبعة سياسيًا في إيران والعراق منذ عشرة أعوام».
وأضاف أنّ «الشيعة يستهدفون الاندماج وسط الشعوب السنية وهدفهم التشويش على حملات نشطاء العالم الإسلامي السني ضد التوغل الشيعي في العالم».
جرائم الحشد
منذ بدء معركة السيطرة على الموصل في منتصف أكتوبر الماضي تداول عديدون تسجيلات مصورة تظهر أفرادًا من قوات بغداد ومليشيا الحشد الشعبي وهم يقتلون أو يعذبون أشخاصًا، منهم أطفال؛ بحجة الانتماء إلى تنظيم الدولة أو التعاطف معه.
مطالب أممية
طالب مجلس الأمن الدولي قوات حكومة بغداد الخميس الماضي بالامتثال إلى القانون الدولي وحماية المدنيين أثناء السيطرة على الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.
وجاء بيان المجلس تعقيبًا على تقارير منظمات حقوقية سجّلت انتهاكات ارتكبتها القوات العراقية في حق المدنيين في الموصل، كما حمّلت منظمة العفو الدولية جميع أطراف النزاع في الموصل مسؤولية ارتكاب جرائم.
تهجير قسري
كذلك، اتّهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الأمن العراقية بتهجير أكثر من 170 عائلة قسريًا من منازلها بتهمة انتماء أفراد لها أو تعاونهم مع تنظيم الدولة؛ ما يعتبر نوعًا من العقاب الجماعي.
ووصفت المنظمة هذه الإجراءات بأنها انتهاكات ترتقي إلى مستوى جرائم حرب «ستؤدي إلى تدمير جهود المصالحة في المناطق التي استعيدت من سيطرة التنظيم مؤخرًا».
وأضافت المنظمة أن التهجير القسري لهذه العائلات حدث في محافظات الأنبار وبابل وديالى وصلاح الدين ونينوى.
مشاركات سابقة
لم تكن مشاركة الفنانين المصريين أمس الأولى من نوعها في محافل شيعية؛ ففي يونيو 2014 شارك الممثلون المصريون أحمد ماهر ووفاء الحكيم وحنان شوقي في إحياء مراسم شعبية شيعية عراقية لأرواح شهداء «مجزرة سبايكر» التي حدثت في منطقة القصور الرئاسية بتكريت في محافظة صلاح الدين.
وعلقوا على المشاركة بأن الزيارة من منطلق «عاطفي»، كما تجاهلوا أنها ستؤخذ كتمثيل للشعب المصرى وانعكاس لرؤيته واتجاهه السياسي؛ حيث اعتبر عراقيون أن الممثلين المشاركين في إحياء المراسم الشيعية يمثّلون المجتمع المصري ككل.
وارتدى الممثلون الملابس العسكرية العراقية ووقفوا على مقبرة لقتلى مذبحة «سبايكر»، التي نفذها «تنظيم الدولة» ضد 1700 طالب عراقي شيعي كانوا يدرسون في مدرسة عسكرية تابعة للقوات الجوية العراقية؛ بعدما أسرهم وقتلهم جميعًا.