تزامنًا مع جهود نظام عبد الفتاح السيسي، للحصول على المنح والقروض أخرهم اجراءت التقشف التي أعقبها الحصول على الدفعة الثانية من قرض صندوق النقد الدولي، تُرسل مصر أطنان من المساعدات إلى جنوب السودان قدرت بـ مليون دولار، الأمر الذي أثار الشكوك حول أسباب ارسال هذه الامدادت.
و أعلنَّ محمود بيومي، القائم بالأعمال بالإنابة بالسفارة المصرية في جوبا، اليوم الاثنين، توزيع الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية الإنسانية التي أرسلت الشهر الماضي.
وأوضح بيومي أن تلك المساعدات عبارة عن مواد غذائية ودوائية وألبان أطفال مجففة.
وفي 28 مارس الماضي، وافق مجلس النواب على منحة مصرية بقيمة خمسة ملايين دولار إلى دولة جنوب السودان، تحت مسمى تنفيذ التعاون الفني بين البلدين في مجال إنشاء أربع منشآت لحصاد مياه الأمطار الموقعة في مدينة «جوبا» بتاريخ 2 نوفمبر 2016م، الصادر بقرار السيسي رقم 60 لسنة 2017م.
مصالح السيسي
سياسيون سودانيين رأو أن السيسي لديه مصالح في جنوب السودان تتعلق بأمنها المائي ولا تريد التعرض لخسائر في مجرى النيل الأبيض مثلما حدث مع إثيوبيا (منبع النيل الأزرق الذي تشيد على مجراه سد النهضة)، وتعادل حصة البلدين نحو 87% من موارد النهر السنوية.
ورأو أن العلاقة متأرجحة أصلا بين السودان ومصر بسبب نزاعهما الحدودي على مثلث حلايب وتبادلهما الاتهامات بدعم المعارضين، وأنه «لا تعمد القاهرة إلى تصعيد لأنها تحتاج لتعامل مرن مع الخرطوم يحفظ أمنها المائي، وأن البشير “يريد من خلال هذا التصريح إحراج مصر وتحجيم علاقاتها مع جوبا».
وقالت وكالة الاناضول، أن مصر أخلاقيا ستكون محرجة من تغذية صراع خلف آلاف الضحايا لكن قانونيا ليس هناك ما يمنعها من إرسال أسلحة إلى جنوب السودان، وأن اتهام البشيرسيفضي إلى تعقيد علاقته مع “السيسي” لكن هذا ليس سوى إضافة مشكلة إلى مشاكل كثيرة ومعقدة بين البلدين.
وأضافت أن بدأ التقارب المصري الأوغندي الجنوب سوداني يثير جدلا واسعا لدى أوساط سياسية إفريقية، لا سيما في السودان، وبرز هذا التقارب مع زيارة السيسي، إلى عاصمة أوغندا، كمبال، وزيارة رئيس جنوب السودان، “سلفاكير ميارديت”، إلى القاهرة، في ظل تواتر المعلومات بشأن اتفاق أمني بين الدول الثلاث.
البشير يتهم السيسي
واتهم الرئيس السوداني عمر البشير، حكومة الانقلاب بدعم حكومة دولة جنوب السودان بالأسلحة والذخائر، وإن لدى إدارته معلومات تفيد بأن نظام السيسي القاهرة تدعم حكومة جنوب السودان، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية لا تقاتل في جنوب السودان، لكنها تمد حكومتها بالأسلحة.
وأكد على أن هناك مؤسسات في مصر تتعامل مع السودان بعدائية، متهماً جهات لم يسمّها داخل هذه المؤسسات بأنها تقود هذا الاتجاه، مضيفا أن المعلومات لدى الحكومة السودانية تفيد بأن الاستخبارات المصرية تتصرف بطريقة تضرّ بالعلاقات بين البلدين، حيث ثبت أن هذه الاستخبارات وراء استضافة القاهرة شخصيات من المعارضة السودانية التي عرقلت وتعرقل محاولات إنهاء الخلافات في الداخل السوداني.
وقال هاني رسلان رئيس قطاع دراسات السودان بمركز الاهرام، :«تشهد العلاقات بين السيسي والبشير تذبذب واضح خلال الفترة الماضية، بالأخص بعدما تخلى الأخير عن العسكر فى قضية سد النهضة، التى يبدوا انها جاءت بأمر سعودي».
وأضاف أن البشير يستغل الخلاف بين مصر والسعودية فى الفترة الأخيرة لمحاولة التقرب إلى الرياض، خاصة أنه شعر بالقوة بعد حصوله على مساعدات خليجية، بعد مشاركة بلاده فى التحالف السعودى المشارك فى الحرب على الحوثيين باليمن.