ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر فشل في تحقيق نتائجه، مشيرة إلى أنه يصعب تخيّل أن قادة السعودية والإمارات كانوا يتصورون في البداية أن حملتهم ستؤول إلى هذا الوضع.
وبدل أن يتمكن رباعي الحصار من عزل قطر، توضح الصحيفة، خرجت الدوحة منتصرة بتعزيز علاقاتها مع دول إقليمية كتركيا على سبيل المثال، فيما رفض بلدان ضمن مجلس التعاون الخليجي (سلطنة عمان والكويت) الانضمام إلى حملة الحصار.
وفي إطار استعراض التصريحات التي قدمها المسؤولون برباعي الحصار لتبرير حملتهم، قالت الصحيفة إنهم تعاملوا مع قطر كما لو أنها طفل مشاكس يحتاج إلى تربية، من خلال توظيف تهمة دعم التطرف.
وتابعت الصحيفة أن الحملة التي قادتها السعودية والإمارات ضد قطر تبدو من منظور عالم الدراسات الجيوستراتيجية للأشخاص البالغين غير قادرة على تحقيق أهدافها.
كما أوضحت الصحيفة أنه رغم الحصار فإن الأغذية وباقي المنتجات مازالت تصل إلى موانئ ومطارات قطر، مشددة على أنه رغم تضارب الرسائل التي بعثها البيت الأبيض بخصوص الأزمة، إلا أنه يبدو أن المسؤولين الدبلوماسيين الأميركيين يدفعون باتجاه التوصل إلى تسوية واتفاق مع قطر، بدل السعي وراء إقناع الدوحة بقبول المطالب السعودية والإماراتية على مضض.
«كما هو الحال مع الحرب الكارثية باليمن، فإن كلاً من السعودية والإمارات ضخمت لحد بعيد من فرص تحقيق النتائج التي تريدها، وفشلت في أن تضع خطة «ب» معقولة في حال لم تسر الأمور كما هو مخطط له»، كما جاء في الصحيفة نقلاً عما كتبه الخبير بشؤون الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، مارك لينش.
أضاف لينش أن «رباعي حصار قطر يبدو أنه بالغ كثيراً في تقدير المخاوف القطرية من العزلة بمجلس التعاون الخليجي وقدرتهم على التسبب في الأذى لجارهم».
كما لفتت الصحيفة إلى أن تقريرها السابق المنشور هذا الأسبوع ضاعف من منسوب الإحراج بالنسبة لرباعي الحصار، في إشارة إلى ما أكده مسؤولون في الاستخبارات الأميركية قالوا إن «دولة الإمارات العربية المتحدة مسؤولة عن اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل نشر أقوال مفبركة، نُسبت إلى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أواخر شهر مايو، ما أثار أزمة بين قطر وجيرانها».
وعلم مسؤولو الاستخبارات، الأسبوع الماضي، بحسب الصحيفة الأميركية، أن المعلومات التي تم تحليلها حديثاً، والتي جمعتها وكالات الاستخبارات الأميركية، أكدت أنه في 23 مايو، ناقش كبار أعضاء حكومةالإمارات العربية المتحدة الخطة وكيفية تنفيذها. وقال المسؤولون إنه «لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الإمارات قامت بعمليات الاختراق بنفسها أو تعاقدت مع طرف آخر لتنفيذها».
أما عن أسباب الحملة على قطر، فأوضحت الصحيفة الأميركية أن الخبراء يفسرونها بأنها امتداد للخلافات والتوترات مع قطر، وبسبب اختيار الدوحة رسم مسار دبلوماسي مختلف عن باقي جيرانها في التعامل مع أزمات المنطقة والعالم.
المصدر: العربي الجديد