مع استمرار تردي الأوضع الامنية فى ليبيا نتيجة الصراعات القبلية، ألمحت الحكومة الليبيبة على لسان ناصر مناع المتحدث باسمها، إلى أن عدم الاستقرار، قد يؤدي إلى تأجيل انتخابات المجلس التأسيسي المقررة في يونيو القادم بسبب المواجهات القبلية الدامية في جنوب وغرب البلاد.
من جانبها دعت بعثة الامم المتحدة ثوار زوارة واجميل ورقدالين فى غرب ليبيا، إلى وقف إطلاق النار، فى حين أعربت الجامعة العربية عن اسفها البالغ جراء سقوط العديد من الضحايا فى ليبيا.
وشددت بعثة الامم المتحدة لمساعدة ليبيا "اونسميل"، على ضرورة أن تعمل السلطات الليبية على تسريع جهودها لبناء مؤسسات أمنية قوية بما في ذلك دمج الثوار وجمع الأسلحة الثقيلة المنتشرة بين المواطنين.
وأكدت البعثة في تصريحات صحفية اليوم الخميس 5/4/2012، أن الاشتباكات تعد الإرث الناجم عن أربعة عقود من الحكم الاستبدادي، لافتة إلى ضرورة إدراك كل أفراد المجتمع الليبي أهمية العمل معًا لتحقيق المصالحة.
بدوره قال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة : "إن الجامعة تتابع عن كثب التطورات المؤسفة في ليبيا من خلال رئيس بعثتها في طرابلس، حرصًا على سلامة واستقرار ليبيا" .
صراعات قبلية
واجتاحت ليبيا موجهة من الاشتباكات الدامية في عدة مناطق مختلفة من البلاد، بدأت باشتباكات في مدينة سبها الجنوبية بين قبيلة التبو والقبائل العربية المقيمة هناك لمدة ستة أيام متواصلة وأسفرت عن مقتل 163 شخصًا وإصابة المئات، وانتهت بعقد هدنة بين الطرفين بوساطة حكومية.
قبل أن تندلع اشتباكات مماثلة بين ثوار زوارة وأجميل ورقدالين فى غرب ليبيا، لمدة أربعة ايام متواصلة، في حين فشلت جهود الحكومة والجيش الوطني الليبي لفض الاشتباكات الدائرة، مما جعل الحكومة تقرر غرب ليبيا منطقة عسكرية، على غرار ما فعلت في سبها.
وتسببت الأوضاع الأمنية المتدهورة بالغرب في نزوح الآلاف من المواطنين الليبيين إلى تونس، حسبما ذكرت الإذاعة الرسمية؛ حيث تراوح عدد النازحين الليبيين خوفًا من المعارك الضارية بين 10 آلاف و12 ألف مسافر خلال 24 ساعة.
أزمة جمع السلاح
ويرى نشطاء ليبيبون أنه على الرغم من مرور خمسة أشهر على رحيل العقيد القذافي، إلا أن الأوضاع الأمنية ما زالت متدهورة بسبب عجز الحكومة والمجلس الانتقالي، عن جمع السلاح من المليشيات المسلحة التي تتصارع فيما بينها على السيطرة على الأراضى الليبية، الأمر الذي جعلها تتمتع بشبه حكم ذاتي، وتتحكم في المعابر الحدودية والمطارات.
ويخشى الليبيون من تشكيل تلك المليشيا لأحزاب يتبعها اجنحة عسكرية وائتلافات عسكرية مستقلة عن المؤسسات الامنية والعسكرية الرسمية الجارى تشكيلهابما يؤثر سلبا على العملية الانتخابية المزمع اجراؤها فى شهر يونيو القادم لاختيار المؤتمر الوطنى لصياغة الدستور الليبى.
بينما تباينت مواقف الشباب الليبى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بين من يرى ان الحكومة ضعيفة ولا تستطيع السيطرة على المليشيات العسكرية المتناحرة وعاجزة عن ادارة المرحلة الانتقالية، وبين يرى ان الحكومة بحاجة الى دعم شعبى؛ حتى تتمكن من فرض سيطرتها على البلاد وتحقيق مطالب الشعب اللليبي.