موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول فيديو يظهر فيه المستشار حسن فريد، قاضي قضية اغتيال النائب العام، وهو ينطق بالحكم، فلا يستطيع قراءة الآية القرآنية كما فشل في قراءة النص المكتوب له.
مستوى قاضي قضية اغتيال النائب العام في اللغة العربية، والذي حكم على 28 شخصًا بالإعدام، ليس الأول من نوعه، فقد سبقه قضاة آخرون في قضايا كبرى، ليكون المستشار فريد استمرارًا لهم، ويكشف عن حجم جهل القضاة في قراءة نص عربي.
المستشار حسن فريد والذي كلف بالكثير من قضايا المعارضين، وتنوعت أحكامه بين المؤبد والإعدام، فشل في قراءة قول الله تعالى : (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض)، وأثار مستوى قراءته للغة العربية استغراب جميع من كان بالقاعة، حتى المستشار الذي كان يجلس بجواره، والذي نظر له نظرات استغراب.
ولم تكن حالة المستشار حسن فريد هي الأولى من نوعها، ولكنها أصبحت عرفًا بين القضاة، فخلال الفترة الماضية ظهر الكثير من القضاة الذين ظهروا بمظهر محرج خلال نطقهم بالحكم، نتيجة لفشلهم في قراءة اللغة العربية.
وفيما يلي رصد لأبرز الأحكام التي أثارت السخرية نتيجة فشل القضاة في القراءة
قاضي مبارك
أثارت كلمة القاضي والمستشار أحمد رفعت، في مستهل جلسة النطق بالحكم ضد مبارك وعدد من المسؤولين، ردود فعل واسعة، خصوصاً في لغتها الوجدانية التي أسهب فيها القاضي في مديح الثورة وانتقاد زمن الظلم والسواد في مصر.
ولم تخلُ الكلمة، التي وصفها البعض بما يشبه الخطبة، لطولها، ووجدانيتها، من أخطاء كثيرة منها نحوية، ومنها أخطاء في بعض الآيات القرآنية.
وقال أحمد الشرقاوي، مسؤول الأحزاب والتنظيمات السياسية في وكالة الشرق الأوسط، إن هناك ملاحظات شكلية على “هذا منطوق الحكم”، وهي أن القاضي أخطأ ثلاث مرات في تلاوة آيات قرآنية، رغم أنه كان يقرأ من ورقة ولا يرتجل، إضافة إلى أن القاضي أيضاً حاول دغدغة المشاعر بنفس المحاولة التي قام بها ممثل النيابة العامة خلال الجلسات السابقة.
الاحتفال بعيد القضاة
لم يكن الأمر مجرد زلة أو حتى زلات لسان للمستشار محمد حسام عبد الرحيم رئيس مجلس القضاء الأعلى -أعلى سلطة قضائية في البلاد- والذي ارتكب أخطاء جسيمة في قراءته للكلمة المكتوبة على الحضور، خلال الاحتفال بعيد القضاء في مصر السبت الماضي بدار القضاء العالي في آلقاهرة بحضور عبد الفتاح السيسي.
وبلغ الأمر ذروته في الأخطاء التي ارتكبها عبد الرحيم في الآيات القرآنية التي ختم بها الكلمة خلال تلاوته الآية الكريمة «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»، وقال بدلا من ذلك «وسيعلم الذي»، كما تلا آية «ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا» بفتح التاء في «تُزغ»، مما قلب المعنى رأسا على عقب. والأدهى من ذلك أنه اعتبر الآيات القرآنية أحاديثَ نبوية واختتمها بقوله «صدق رسول صلى الله العظيم».
الإستفتاء على الدستور
رصدت وكالة أنباء الأناضول سبعين خطأ لغويًا للمستشار نبيل صليب رئيس اللجنة العليا للإشراف على الاستفتاء على الدستور المعدل، خلال إلقائه بيانًا في يناير الماضي.
ومثل الأمر فضيحة كبيرة وتاريخية، حيث رصدت منصات الإعلام أخطاء لغوية بالجملة خلال إعلانه نتيجة الاستفتاء خلال عشرين دقيقة هي مدة الكلمة التي كان يقرأها من ورق مكتوب أمامه لتكون الأخطاء بواقع ثلاثة أخطاء ونصف في الدقيقة.
كما كانت هناك أخطاء شنيعة في التاريخ؛ تمثلت في عدم معرفة القاضي بالقائد الإسلامي الشهير “سيف الدين قطز” والذي نطق به «سيف الدين قدس»، ونهر «دجلة» في العراق، والذي تحول عند القاضي إلى نهر «دلجة».
المستشار «نبيل صليب» هو رئيس محكمة استئناف القاهرة وعضو المجلس الأعلى للقضاء الجهة الرسمية المنوط بها إدارة شؤون القضاة في مصر، ورئيس اللجنة العليا للانتخابات.
قضية مكتب الإرشاد
المستشار معتز خفاجي – الذي أصدر حكمًا بتحويل أوراق أربعة من المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بأحداث مكتب الإرشاد – حرف في إحدى آيات القرآن الكريم أثناء تلاوتها.
إذ قرأ خفاجي آية القصاص بالخطأ، قائلًا «ولكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب»، بدلًا من «ولكم في القصاص حياة».
قاضي كرداسة
كذلك كان حال القاضي بمحكمة جنايات الجيزة معتز خفاجي الذي قضي بإحالة أوراق 12 من رافضي الانقلاب إلى مفتي الجمهورية، وذلك بعد إدانتهم بالقتل والشروع في القتل، في قضية كرداسة والتي يواجهون فيها ظلما بتهمة قتل اللواء «نبيل فراج» أثناء حملة أمنية في كرداسة.
إذ أخطاء في تلاوة الآية القرآنية: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن … يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿المائدة: ٣٣﴾
وقالها هكذا:
– يُصَلَّبُوا: قرأها يَصلبوا بفتح الياء بدلاً من ضمها
– أَيْدِيهِمْ: قالها أيديَهم (فتح الياء الثانية خطئاً)
– وَأَرْجُلُهُم: قالها أرجلَهم (فتحها بدلاً من الضم)
– يُنفَوْا : قالها يَنفوا (قلب من يقع منهم حد الحرابة فاعلاً لا مفعولاً)
– ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ: قالها ذلك خزيٍ (لم يقل لهم، وكسر الياء بدلاً من ضمها)