قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، إنّ حديث وزراء خارجية دول الحصار الذي حمله بيان المنامة اليوم الأحد حفل بتناقضات عديدة، وإنّ هذه الدول التي تزعم التزامها بالقانون الدولي خالفت مطالبها القانون بكل وضوح.

وفي تصريحات لقناة «الجزيرة»، قال إنّ هذا الاجتماع نتجت عنه مجموعة من التناقضات تضاف إلى التناقضات السابقة التي سمعناها من تصريحات المسؤولين من دول الحصار، موضحًا أن البيان ذكر أنّ على دولة قطر الاستجابة للمطالب الـ13 ومبادئ القاهرة الستة، وفي هذا مخالفة واضحة وصريحة لقائمة المطالب نفسها التي أكدت بنودها أن المطالب تعتبر لاغية بعد مرور عشرة أيام.

وأكّد أنّ تصريحات الوزراء التي تلت البيان غير واضحة وليس هناك تقدم في مسار معين؛ وإنما هناك دائمًا تضارب في المسارات، وتسوّق الدول الأربع بأنها تحترم القانون الدولي بينما هناك مخالفات واضحة وصريحة للقانون الدولي في الإجراءات التي اتخذت ضد قطر.

وأوضح الوزير أنه لم يصدر أي تصريح من أي مسؤول قطري بشأن تدويل الحج، كما أنه لم يُتخذ أيّ إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية، مشددًا على أن دولة قطر لم تسيّس الحج بينما السعودية سيسته، متابعًا بالقول: «سئمنا من الرد على فبركات إعلامية واختراع قصص من لا شيء».

استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر اليوم الأحد الأخبار المختلقة التي نشرتها وسائل الإعلام السعودية عن «إغلاقها باب التسجيل للحج أمام القطريين».

وقالت الوزارة إنّ «هذه الأخبار الكاذبة التي دأبت وسائل الإعلام السعودية على اختلاقها مؤخرًا تأتي في إطار الحملة على دولة قطر؛ تشويهًا للحقائق، لتضع العراقيل أمام حجاج بيت الله الحرام من دولة قطر إثر الأزمة التي اختلقتها دول الحصار».

وتُتهم السعودية بـ«تسييس» شعيرة الحج، التي تبدأ في أغسطس المقبل، ضمن أزمة بدأت في الخامس من يونيو الماضي بإعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بادعاء «دعمها للإرهاب»؛ رغم نفيها وقولها إنها تواجه حملة «افتراءات» و«أكاذيب» تستهدف فرض «الوصاية» على قرارها الوطني.

وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية إنّ «وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية امتنعت عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة؛ متعللة بأن هذا الأمر في يد السلطات العليا في المملكة، وتنصلت من تقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج القطريين».

من جانبه، قال علي سلطان المسيفري، مدير إدارة الحج والعمرة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إنّ «الإدارة فتحت باب التسجيل للحجاج من دولة قطر ولمدة شهر، كما هي العادة طوال شهر مارس الماضي، وأغلق باب التسجيل في نهاية الشهر ذاته كما هو متبع في كل عام لاستكمال الإجراءات المعتادة».

وتابع أنّ «عدد المسجلين في الفترة المحددة بلغ عشرين ألف حاج من مواطنين ومقيمين، واشتركت أعداد كثيرة منهم في حملات الحج لبدء إجراءات قيامهم بالشعيرة المقدسة؛ إلا أن امتناع السعودية عن التواصل مع الوزارة وتقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج أدى إلى تخوف حملات الحج والحجاج، خاصة وأن المعتمرين القطريين في الأسابيع الماضية تعرضوا لعراقيل ومضايقات لا مبرر لها».

وفي الوقت الذي تنتظر فيه الوزارة «معرفة الجهات العليا المخولة بتقديم هذه الضمانات في المملكة العربية السعودية، فإنها تعرب عن أسفها لإقحام أمور السياسة في إجراءات أداء هذا الركن من أركان الإسلام؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى حرمان كثير من المسلمين من أداء هذه الفريضة».