أكدت الكاتبة التونسية سمية الغنوشي، أن الصراع الدائر في العالم الإسلامي ليس حرب مذاهب كما يتم ترويجه وإنما نزاع على المنطقة يخفي وراءه أجندات قومية وسياسية يُوظف فيها الدين والمذهب.
وأشارت «الغنوشي» في مقالها المنشور بموقع «عربي21» أن القوى الغربية وحليفها الإسرائيلي استغلت النزعة الثورية الشيعية لإيران والتوجهات السلفية المتشددة التي ترعاها بعض الدول الخليجية، بالإضافة إلى القوى الشيعية المتطرفة في العراق وسوريا لتصوير حرب طائفية، مستثمرة فيها حرب المساجلات والملاسنات المذهبية، وتوظيف مشايخ وعلماء ومعممين وعوام مغفلين.
وأضافت أنه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم مع احتلال العراق، بات الحديث يدور عن الإرهاب السني وساهمت بعض الأقلام الأميركية في دفع الأمور نحو هذا التصنيف، بزعم أن خطوط الفرز الرئيسيّة في المنطقة هي بالأساس بين قوى الاعتدال العربي والإسرائيلي وقوى التشدد الإسلامي التي تمثلها إيران وحلفاؤها، وأصبحت تروج لما أسمته باليقظة الشيعية.
وأفادت ابنة راشد الغنوشي، أن هذه الانقسامات الطائفية التي تشق المنطقة اليوم لا تخرج عن كونها منازعات سياسية حادة، ساهمت السياسة الإيرانية في رسم ملامحها.
وتابعت، أنه لابد من وضع الأمور في نصابها، قائلة: «الواضح اليوم أن كل أطراف الصراع مأزومة وقلقة، إيران مرهقة؛ بسبب كثرة جبهات الصراع ومستوى الاستهداف الذي تتعرض له، تركيا مستنزفة في حربين على حدودها، أما القوى الإسلامية السنية، فتواجه مشاكل جمة، خصوصا بعد الانقلاب في مصر وتشكل محور إقليمي شرس ضدها بقيادة دول سنية».
واستطرد في مقالها :«نعم، هناك خلافات سياسية مع إيران، خاصة فيما يتعلق بالملفين العراقي والسوري. ولكن تبقى إيران دولة مسلمة مجاورة يجب أن تحل معها القضايا الخلافية بالحوار والتفاهمات السياسية، لا بإقامة الجدران المذهبية العازلة، مع الارتماء في أحضان إسرائيل ونسج التحالفات المشبوهة».
واختتمت مؤكدة أنه لا مفر من عقد تفاهم تركي- إيراني يمكن أن تنضم إليه الدول العربية التي لم تنجر إلى محور الشر الذي تقوده أبوظبي، ومثل هذا التقارب من شأنه أن يمثل رافعة للتعاون الإسلامي، ويخفف منسوب الاحتقان الطائفي في المنطقة، ويعزز المشروع الديمقراطي المجهض بمؤامرات الإسلام السني وحليفه الإسرائيلي، على حد وصفها.