شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في ذكرى افتتاحها.. لماذا تجاهل السيسي «تفريعة السويس»؟

رغم الاحتفال الكبير الذي أقامه عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح تفريعة قناة السويس قبل عامين، إلا أن الذكرى الثانية لم تشهد أي احتفالات، وتحدث الإعلام على استحياء عن أن مردود هذه القناة لم يظهر بعد.

وجاء صمت «السيسي» في الذكرى الثانية لأهم مشروعاته الاقتصادية، والتي كلفت الدولة مليارات الدولارات، ليثير العديد من ردود الأفعال، حيث أجمع سياسيون وخبراء عن أن صمت السيسي جاء بعد فشل المشروع في تحقيق أي إنجاز اقتصادي بعد أن استنزف موارد الدولة.

السيسي يتجاهل

وفي الوقت الذي تمر فيه الذكرى الثانية لافتتاح القناة، اختار عبدالفتاح السيسي الاحتفال بعيد العلم وتجاهل افتتاح قناة السويس.

ولم يتحدث «السيسي» خلال عيد العلم، أو يشير من قريب أو بعيد بذكرى افتتاح القناة، واكتفى بتكريم أوائل الطلبة والأساتذة، وسط تساؤلات عن أسباب تجاهله الحديث عن تفريعة قناة السويس.

أرباح قناة السويس

وأرجع خبراء أسباب تجاهل السيسي الحديث عن قناة السويس، وتفضيلة تكريم أوائل الطلبة، بعد الأرباح المتدنية التي حققتها القناة، بعد الوعود الكبرى عن الأموال التي ستجنيها هذه القناة بعد افتتاحها.

فكانت تصريحات الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس عن أن القناة ستحقق أرباحًا سنوية قدرها 100 مليار جنيه، وهاجم كل من يشكك في الجدوى الاقتصادية للقناة.

ووفقا لما أعلنته هيئة قناة السويس أمس، شهدت إيرادات القناة خلال الأشهر السبعة المنقضية من العام الجاري زيادة قدرها 2.1% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.

وعلى جانب آخر تشير الإحصائيات الرسمية التي كشف عنها تقرير البنك المركزي حول ميزان المدفوعات في نهاية ديسمبر من العام 2016 إلى تراجع إيرادات قناة السويس في عام 2016 مقارنة بعام 2015.

ووفقا لما أعلنه تقرير ميزان المدفوعات بلغت نسبة التراجع في إيرادات قناة السويس خلال (2015-2016) بنحو 4.8%، وأشار البنك المركزي إلى أن هذا التراجع أتي نتيجة انخفاض الحمولة الصافية للسفن العابرة للقناة بمعدل 2.7%.

وذكر موقع «جيوبوليتيكال فيوتشرز» في مايو الماضي أن هدف قناة السويس في الوصول إلى إيرادات سنوية تبلغ 13 مليار دولار بحلول عام 2023 صعب التحقق.

وأكد الموقع، أن هذا الأمر يتطلب ارتفاعًا في نسبة التجارة العالمية التي تمر عبر قناة السويس بمقدار 9%، الأمر الذي يعد مستبعدا في الوقت الحالي في ظل كساد حركة التجارة العالمية.

إشادة إعلامية على استيحاء

ومن جانبها قالت مقدمة البرامج «رانيا محمود ياسين»، إن افتتاح قناة السويس الجديدة يعيدة مرة أخرى للدولة المصرية قوتها وحضارتها فأنظار العالم اتجهت لمصر ولافتتاح قناة السويس في العام السابق.

وأضافت «رانيا» خلال حلقة أمس من برنامج «مساء العاصمة» على قناة «العاصمة»، أن المصريين استطاعوا أن يسطروا التاريخ المعاصر بحروف من دهب بحفرهم للقناة وأسهموا بأموالهم وجهدهم وعطائهم ومجهودهم العلمي وأفكارهم الاستراتيجية التي ساعدت في تحقيق هذا الحلم.

وأشارت إلى أن هذا اليوم كان بداية لعصر جديد عصر الإرادة وعصر الإنجاز، فالمصريون تركوا كل الماضي المؤلم وحاولوا تقديم شكل جديد ومختلف ونسيان كل الصعوبات.

السيسي تعمد تجاهل القناة

ومن جانبه أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه من الطبيعي أن يتعمد عبدالفتاح السيسي تجاهل الحديث عن تفريعة قناة السويس.

وأوضح نافعة في تصريح خاص لـ«رصد»، أن هذه القناة حققت خسائر اقتصادية كبرى فليس من المنطقي أن يخرج رئيس الجمهورية للاحتفال بمشروع فاشل.

وأشار نافعة أن النظام يهتم بصورة الفرد وليس بصورة نظام الحكم والشعب، وأصبحنا الآن في حالة واضحة لا تقبل الشك حول مدى الخيبة التي مني بها مشروع توسعة قناة السويس.

وأوضح نافعة أن تفريعة قناة السويس، مثال حي في عدم القدرة على تقديم دراسات جدوى حقيقية يمكنها أن تؤمن مشروعا ناجحا، كما أن الإصرار على إنهاء المشروع في عام واحد فقط ضاعف من تكلفته، ما أهدر مليارات الجنيهات التي كانت تكفي للكثير من المشروعات التنموية الأخرى ذات العائد القريب.

وأضاف أن هناك العديد من الملفات الأخرى كان من الأولى صرف موارد الدولة عليها مثل إعادة تشغيل المصانع المتوقفة ودعم المصانع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر كان الأولوية، وليس إضاعة الأموال في تفريعة لم تضف أي جديد للدخل القومي المصري، وهو ما ذكرته تقارير رسمية عن معدلات دخل القناة بعد افتتاح التوسعة الجديدة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023