شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مدير منظمة حقوقية أميركية يحذر من تكرار السيناريو العسكري المصري في بلده

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

في مقال له بعنوان «هل نحن مصر؟»، وجّه توم هاستينج، مدير منظمة «بيس فويس» الأميركية الحقوقية والأستاذ في برنامج «حل النزاعات» بجامعة بورتلاند بولاية أوريجون، تحذيرًا شديدًا إلى مواطنيه من تغلغل العسكريين في إدارة الرئيس  دونالد ترامب مثلما يحدث في مصر.

وقال توم إنّ الجيش المصري انتزع السلطة على نحو لم يكن لطيفًا، ويعزل الرئيس المنتخب، ثم «يأمر السيسي باعتقالات جماعية للمعارضين من النشطاء المصريين الموالين للديمقراطية».

وإلى نص المقال:

عندما شاهد العالم المصريين يحتشدون بشجاعة في ميدان التحرير في القاهرة يناير 2011م، في إطار مظاهرات الربيع العربي بغية الإطاحة بحسني مبارك من منصبه؛ شعرنا بالإعجاب، وامتدح معظمنا المقاومة غير العنيفة.

واحتفت الصحافة الغربية بالجيش المصري، الذي بدا داعمًا للانتفاضة، وعرض الجنرالات بلطف إدارة البلاد على أساس فترة انتقالية.

ولتأكيد اليقين، أجريت انتخابات رئاسة في نهاية المطاف وفاز بها محمد مرسي، وسلمه الجيش السلطة.

وشاهدنا بعد ذلك الجيش ينتزع السلطة على نحو لم يكن لطيفًا، ويعزل الرئيس المنتخب.
ويأمر السيسي باعتقالات جماعية للمعارضين من النشطاء المصريين الموالين للديمقراطية.

والآن، بعدما مرّت سنوات قليلة منذ أن شاهدت الولايات المتحدة بهدوء خيانة سيئة للديمقراطية على يد الجيش المصري، نجد الصحافة الأميركية تثمّن جنرالات الجيش الأميركي الذين بدؤوا في وضع انضباط في أكثر إدارات البيت الأبيض فوضوية واختلالًا وإثارة للتحقيقات، على الأقل في ما شاهدته أنا، المواطن العجوز، منذ الفترة التي أدت إلى استقالة نيكسون، والمقولة الشهيرة «أنا لست محتالًا».

احذروا الانهماك في إبداء الشعور بالامتنان لجنرال بحري يفرض نظامًا في الفرع التنفيذي للإدارة الأميركية قد يفيد الأجندة المناهضة للهجرة الموالية للجيش لمجموعة من أعضاء اليمين في الكونجرس.

بيد أن هذه الفاعلية الجديدة لن تنجم  عن التغييرات السياسية التي يريدها معظم الأميركيين أو التي تحمي الماء والهواء الصحيين اللذين نحتاجهما جميعًا.

مستشار الأمن القومي «إتش آر ماكماستر»، ورئيس موظفي البيت الأبيض «جون كيلي»، ووزير الدفاع «جيمس ماتيس»، و«جوزيف دونفورد»، جميعهم جنرالات؛ ما يعني أن ترامب يسلّم السلطة إلى هؤلاء الذين يعرفون كيف يستحوذون عليها.

الجنرالات الآن باتوا يقودون موظفي ترامب في البيت الأبيض.

وباختصار، تسليم مفاتيح النظام الديمقراطي إلى الجيش الأميركي ربما يبدو طريقًا آمنًا نحو الاستقرار؛ لكن الأمر فشل على نحو بائس مع المصريين.

وحتى في حالتنا المتعثرة لا ينبغي أن نربط صفوفنا بهؤلاء الذين لا يمارسون الديمقراطية وترتكز مهمتهم في السيطرة على التهديد بالدمار ويمارسون شكلًا مهيمنًا من الحكم بعيدًا عن الديمقراطية.

لا يوجد بين هؤلاء الجنرالات دوايت آينزهاور؛ بل كلهم مخلصون لأجندة ترامب الداعية إلى تصعيد المناخ العالمي، وبذر الكراهية العنصرية والعنف، واستهداف اللاجئين والمهاجرين الذين يلوذون فرارًا من حروب نمدّها بالسلاح من أجل أن تندلع، والتراجع عن الحريات المدنية، والتودد لشخصيات أوتوقراطية من أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفلبيني رودريجو دوتيرتي وعبدالفتاح السيسي، واحتقار القادة الديمقراطيين المعنيين بحقوق الإنسان والطاقة النظيفة أمثال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023