نشرت «النيوز ويك» مقالًا للسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة «رون بروسور» متحدثًا عن الأزمات التي تمر بها المنطقة وطبيعة العلاقات الأميركية مع مصر، مؤكدًا أنّ قوتها تعني قوة الشرق الأوسط، ناصحًا إدارة ترامب بتعميق العلاقات معها؛ باعتبارها مفتاح الحل للمشاكل والأزمات التي تمر بها المنطقة.
بدأ السفير السابق مقاله في «النيوز ويك» ذاكرًا أنّ كلمة «مُبارَك» شائعة في اللغة العربية، تستخدم لوصف الأخبار الجيدة، واستخدمت الكلمة لوصف زيارة الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» الأخيرة إلى الشرق الأوسط، وتفاءل كثيرون بها.
تفاؤل بزيارة ترامب للشرق الوسط
أوضح «رون» أنه من الغريب بعد الحملة الهجومية التي قادها «ترامب» على الإسلام في حملته الانتخابية، وحظر سفر مواطني دول عربية إلى الولايات المتحدة، أن يكون شعورهم تجاه زيارته إلى الشرق الأوسط إيجابيًا؛ خاصة في المملكة العربية السعودية، التي استقبلته بحفاوة كبرى وفرشت له السجادة الحمراء.
وقال إنّ الأكثر دهشة أنّ أولى رحلة خارجية له لم تتوجه إلى مصر.
سبب التفاؤل، بحسب السفير السابق، التخلي الأميركي عن حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، وهو تغيير لم يكن ليأتي لولا الحرب الأهلية في سوريا ومضي إيران في خطتها للهيمنة الإقليمية، والتآكل التدريجي لسيادة لبنان من قبل «حزب الله»، ومراقبة العالم العربي وتحديدًا السني في تخوف للمخاطر التي تلوح في الأفق بتصاعد الهيمنة الإيرانية التي تسعى إلى ملء الفراغ الناتج عن السقوط الوشيك لتنظيم الدولة.
أوباما وترامب ومصر
رأت مصر والمملكة العربية السعودية أنّ هناك علامات مبكرة للتشجيع على هذه الزيارة، مثل الزيارة المبكرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للبيت الأبيض، وكذلك زيارة عبدالفتاح السيسي إلى البيت الأبيض في المائة يوم الأولى لتوليه منصبه.
وكانت علاقة إدارة أوباما مع القاهرة باردة بشكل ملحوظ؛ إذ لم تتدخل لدعم الرئيس المخلوع حسني مبارك على الرغم من كونه حليفًا قويًا للولايات المتحدة طيلة الثلاثة عقود.
لكن، على النقيض، كانت رغبة الرئيس «ترامب» في إقامة علاقات حميمية مع حكومة السيسي واضحة؛ بدعوته إلى زيارة البيت الأبيض، وإشادته اللاحقة في مؤتمر صحفي بالسيسي ووصفه بأنه «صديق وحليف عظيم».
إضافة إلى ذلك، بحسب «رون»، التحول الجيوستراتيجي الزلزالي في المنطقة بعد التداعيات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين مع قطر لم يقتصر على عزل قطر فحسب؛ بل سلّط الضوء مرة أخرى على إيران وتمويل الإرهاب ودوره كقوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وليس من المستغرب، بحسب السفير الإسرائيلي، أن يتجه «ترامب» نحو مصر لمساعدته على فهم الأزمة؛ ففي مكالمة هاتفية معه في الخامس من يوليو حثّ الرئيس الأميركي جميع الأطراف على حل الأزمة الدبلوماسية، مع تبني مطالب متسقة مع السياسة المصرية من حيث وقف تمويل الإرهاب والتشكيك في «الأيديولوجية المتطرفة».
دعوة لكسر الحواجز مع «إسرائيل»
وقال إنه ليس هناك ما يكفي من الجهود لتلبية دعوة الرئيس الراحل أنور السادات القديمة لكسر الحواجز بين شعب مصر و«إسرائيل»، لافتة إلى أنه عنصر حاسم في تحقيق السلام الدائم، واصفة مصر بأنها حليف استراتيجي للولايات المتحدة وحليف استراتيجي لـ«إسرائيل» أيضًا. على الرغم من أن علاقتها بها لم تكن أقوى على المستويين العسكري والاستخباراتي؛ لكنّ تجديد ترامب للعلاقات مع مصر يعكس تصورًا وإدراكًا للدور الذي تلعبه مصر في المنطقة وأهميتها للحفاظ على الأمن الإقليمي.
ونصح «رون» المجتمع الدولي بأن يفهم أنّ استقرار مصر وازدهارها يعني ازدهار منطقة الشرق الأوسط واستقرارها، ومثلما كانت مصر هبة النيل فرفاهيتها واستقرارها أيضًا هبة المنطقة، لافتًا إلى أنّ مصر تقف بقوة كما كانت أيام الفراعنة، وهي البوابة لإفريقيا، وتقود حربًا ضروسًا ضد «الإرهاب».
وختم «رون» مقاله بأنّ أمن مصر يمثّل مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة و«إسرائيل»، وإدارة «ترامب» التي تدافع عن شعار «أميركا أولا»، والروابط القوية مع «إسرائيل»؛ أدركت بحكمة أن «مصر القوية تفيدنا جميعًا».