قال موقع ميدل إيست موينتر البريطاني الجمعة 11 أغسطس 2017، إن الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، الذي كلَّفته الولايات المتحدة بالخليج بمحاولة حل أزمة قطر، حصل على 20 مليون دولار بشكل سري من الإمارات على شكل تبرعات.
ويعمل زيني رئيساً شرفياً لمعهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن.
وكان موقع «ذي إنترسبت» الأميركي هو أول من كشف عن التبرع المذكور، إثر اكتشاف مراسلات دبلوماسية سرية ورسائل إلكترونية نُشرت بعد اختراق حساب السفير الإماراتي بواشنطن، يوسف العتيبة. ويعتقد أن مخترقين إلكترونيين أو شخصاً يمكنه الدخول على إلى بريد العتيبة الإلكتروني قد تحصَّل على الوثائق ثم سلَّمها لموقع ذي إنترسبت.
ووصل كل من المبعوثين زيني وتيموثي لينديركينغ، نائب مساعد وزير الخارجية، إلى الكويت يوم الإثنين، 7 أغسطس، لبدء جولة دبلوماسية كجزء من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لإيجاد مخرج من المأزق الواقعة فيه دول الخليج.
وكان الوفد الأميركي، والذي ينوي زيارة كل الأطراف الرئيسية بالأزمة، في أبوظبي الخميس، 10 أغسطس، حيث استقبلهم ولي العهد، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وستكون العاصمة المصرية، القاهرة، آخر محطات هذه الجولة.
ولاقى اختيار زيني ترحاباً حاراً من عدد من المؤسسات في واشنطن، وقال مارسيل وهبة، رئيس معهد دول الخليج العربي بواشنطن: «قلّة من الشخصيات الأميركية تحظى باحترام وإعجاب من قبل جميع حكومات مجلس التعاون الخليجي كالذي يتمتَّع به أنتوني زيني».
وأشاد تشارلز ليستر أيضاً، وهو زميل كبير بمعهد الشرق الأوسط، باختيار الزيني قائلاً إنه: «سيتدخل في هذا الموقف بسنوات طويلة من خبرته في العمل عن كثب وعلى أعلى المستويات مع دول التعاون الخليجي من خلال عمله بالقيادة المركزية الأميركية».
وذهب بول سالم، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للتحليل السياسي، إلى أبعد من ذلك، متجهاً إلى موقع تويتر ليقول إنه يشعر «بالفخر» أن عضوا بمجلس إدارة معهد الشرق الأوسط قد اختير للعمل على أزمة قطر، مشيرا إلى زيني.
وقال في تغريدته: «أشعر بالسعادة والفخر أنَّ الجنرال أنتوني زيني، العضو بمجلس إدارة معهد الشرق الأوسط، سيكون مبعوثاً للولايات المتحدة للعمل على حل الخلاف المتعلِّق بقطر».
Happy and proud that @MiddleEastInst board member Gen. Anthony Zinni will be US envoy to work on Qatar dispute https://t.co/5jcTLjK7Uz
— Paul Salem (@paul_salem) August 2, 2017
وفي المقابل، أثار اختيار زيني حفيظة البعض في المجتمع السياسي إذ عبَّر بعض المعلِّقين عن اندهاشهم من قرار واشنطن بإرسال الجنرال السابق زيني، نظراً لعلاقته بمعهد أفادت التقارير تلقّيه 20 مليون دولار من الإمارات، وهي إحدى أكبر داعمي الحصار المفروض على قطر.
وكتب الباحث كريستيان أولريكسن على موقع تويتر تغريدة علَّق فيها على تغريدة سالم قائلاً: «إنَّها حلقة مدهشة: تقدَّمت الإمارات بتبرع مزعوم لمركز أبحاث أصبح رئيسه الشرفي لاحقاً المبعوث الأميركي المُكلَّف بحل أزمة قطر».
Fascinating loop: UAE allegedly donated $20 mil to think tank whose honorary chairman later became US envoy charged w/ resolving Qatar spat https://t.co/QO0f9tdzjC
— Kristian Ulrichsen (@Dr_Ulrichsen) August 10, 2017
ليس واضحاً ما إذا كانت إدارة ترامب قد علمت بأمر الكشف عن هذا التبرع، أو ما إذا كان ذلك يؤثر على اختيارها لمبعوث الدولة لحل الأزمة إذا علمت بكون زيني عضواً بمجلس إدراة مركز أبحاث تلقى ملايين الدولارات من أحد الأطراف المعنية بالأزمة.
وبينما أصبح النفوذ الإماراتي المُتضخم على الكونغرس الأميركي محل تركيزٍ شديد في الآونة الأخيرة، فإنَّ تبرُّع أبوظبي بمبلغ 20 مليون دولار لصالح معهد الشرق الأوسط ما زال أمراً مفاجئاً نظراً لحجم التبرُّع، ويوحي القدر المهول من المال الذي أنفقته أبوظبي بمدى استعدادها لفعل الكثير في سبيل التأثير على الفكر الأميركي وسياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط.