بالرغم من أن مجزرة رابعة العدوية، التي ارتكبتها قوات الأمن ضدّ محتجّين على الانقلاب على نظام الدكتور محمد مرسي من الحكم، تعد الأضخم التي اقترفتها قواتٌ حكومية ضد الشعب في تاريخ مصر؛ فإنها تنضم واحدة من أفجع سبع مجازر تعرّض إليها المصريون في تاريخ مصر الحديث.
في التقرير نستعرض هذه المجازر:
1- رابعة: مجزرة وحرق مسجد
تعد مجزرة رابعة العدوية من أفجع المذابح التي شهدتها مصر، قدّرت منظمات حقوقية عدد قتلاها بأكثر من الألف. وفيها تعاملت قوات الشرطة بالأسلحة النارية والقنص المباشر على المعتصمين السلميين؛ بغرض تصفيتهم، دون أي محاولات للاعتقال، كما تعرّض المسجد إلى الحرق وفي داخله جثث القتلى.
2- مذبحة القلعة
يراها البعض جاءت في صالح مصر؛ لكنها لا يطلق عليها سوى مذبحة، وتعد الأشهر في تاريخ مصر، دبّرها محمد على باشا عام 1811م للتخلص من أعدائه المماليك ومن ثم الانفراد بالسلطة؛ فدعا زعماء المماليك إلى القلعة بحجة حضور حفل لتوديع الجيش الخارج لمحاربة الوهابيين.
ولم يشك زعماء المماليك في نية محمد علي، بل استعدوا وارتدوا الملابس الرسمية للحفل؛ وبعد انتهاء الحفل أمر محمد علي جنوده بإغلاق أبواب القلعة وإطلاق النار عليهم فأبادوهم جميعًا، وتقول روايات إنّ مماليك استطاعوا الهرب ولجؤوا إلى الصعيد المصري؛ من بينهم إبراهيم بك الذي هرب إلى السودان ثم رجع بعدها بقرابة ثلاث سنوات ليقُتل بخدعة شبيهة بمذبحة القلعة.
3- مذبحة الإسكندرية
حدثت في 11 يونيو 1882 بين المصريين والإنجليز والفرنسيين المقيمين فيها، بعد افتعال مشادة بين مواطن سكندري يعمل «مكاريًا» (عربجي باللغة العامية) وبين أجنبي يعيش فيها؛ تحول على إثرها الموقف إلى مذبحة دامية راح ضحيتها 250 مصريًا و50 أوروبيًا، واختلفت الآراء بشأن من أشعل نيران الفتنة إن كان عمر لطفي باشا محافظ الإسكندرية بالاتفاق مع الخديو توفيق أم رعايا الإنجليز في مصر.
نتج عن هذه المذبحة خروج الأجانب من البلاد، واتخذتها إنجلترا ذريعة للتدخل في شؤون مصر؛ وانتهت بضرب الإسكندرية والاحتلال البريطاني لمصر.
4- مذبحة شاكيد
نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أسرى مصريين عام 1967 عقب انتهاء القتال في شبه جزيرة سيناء، راح ضحيتها 250 مجندًا مصريًا ذبحوا ودفن بعضهم أحياء على أيدي حملة «شاكيد» العسكرية التي قادها الضابط الإسرائيلي بنيامين بن آليعازر، الذي شغل مناصب رفيعة في حكومات الإسرائيلية.
وحوّل الإسرائيليون هذه المجزرة إلى فيلم وثائقي تمحور في وحدة الدوريات «شاكيد» التي أنشئت عام 1954 وأنيطت بها مهمة حراسة الحدود مع مصر والأردن، وتحدث في الفيلم الوثائقي عدد كبير من الجنود الذين خدموا في صفوف الوحدة وكشفوا عن القتل الذي نفذوه ضد جنود مصريين وهم في طريق انسحابهم إلى الغرب داخل سيناء بعد توقف القتال.
وروى «بن إليعازر»، الذي شارك في ملاحقة الجنود المصريين وقتلهم عقب هزيمة 67، كيفية مطاردة الجنود المصريين بمروحية كانت تنزل جنودًا على الأرض فيرمونهم بالنار رغم عجزهم عن القتال بعد انتهاء المعركة ونفاد ذخائرهم.
5- مذبحة دنشواي
نفّذتها قوات الاحتلال الإنجليزي في صمت النظام السياسي المصري آنذاك، إن لم يكن تعاونه، في يونيو 1906؛ وتتلخص قصتها في أنّ ضباطًا إنجليزيين خرجوا لصيد الحمام بالقرب من قرية دنشواي (محافظة المنوفية)، فحذرهم الأهالي من الاقتراب من البارود في أجران القمح، الذي يمكن أن يشعل حرائق كبرى.
ولكن الضباط الإنجليز لم يلقوا بالًا لكلام الفلاحين؛ فحدث أن خرجت طلقة بندقية وأصابت امرأة وقتلتها، فهاج الأهالي على الضباط وطاردوهم؛ حتى أصيب إنجليزي بضربة شمس ومات، ولكن الإدارة البريطانية استغلت هذه الحادثة لإظهار قسوة شديدة ترهب الحركة الوطنية الصاعدة؛ فأحالت 52 فلاحًا إلى المحاكمة، التي انتهت بشنق أربعة منهم ومعاقبة 12 بالأشغال الشاقة المؤبدة وجلد خمسة آخرين.
6- مذبحة مصنع «أبو زعبل»
مجزرة للعدو الإسرائيلي بحق عمال مصنع «أبو زعبل»، المملوك للشركة الأهلية للصناعات المعدنية ويعمل بطاقة 1300 عامل صباحًا؛ فقصفت طائرات العدو الإسرائيلي المصنع في صباح 12 فبراير عام 1970؛ ما أسفر عن استشهاد 70 عاملًا وإصابة 69 آخرين، إضافة إلى تدمير المصنع.
كان الهدف من هذه الحادثة الضغط على الحكومة المصرية آنذاك للتوقف عن هجمات الاستنزاف التي ينفذها الفدائيون والقوات المسلحة.
7- مذبحة بحر البقر
نفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق طلاب مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة، التي تقع في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية؛ إذ حلّقت خمس طائرات إسرائيلية من طراز «فانتوم» فوق المدرسة وقذفتها في الساعة 9.20 صباح الأربعاء الموافق 8 أبريل 1970.
أسفر القصف عن مقتل 30 طفلًا ومُدرسًا، وإصابة 11 شخصًا من العاملين في المدرسة، وجاءت هذه المجزرة للضغط على الحكومة المصرية وردًا على تدمير قوات البحرية المصرية للمدمرة «إيلات» وخسائر «إسرائيل» المتوالية في حرب الأشراف.
دفعت المذبحة مصر إلى إنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1968، تبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية «سام».