برر الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، استمرار غلق مسجد رابعة العدوية، بوجود ما وصفه بـ«حالة الحرب على الإرهاب التي تعيشها البلاد»، متابعا: «فتح المسجد من الأشياء المسكوت عنها».
وكان مسجد رابعة وغيره من المساجد أهدافا لم تسلم من نيران وبطش العسكر؛ ورغم قدسية بيوت الله فلم يتوان جنود النظام عن تدنيسها وتبرير ذلك بحفظ الأمن والنظام.
وكانت وزارة الأوقاف قررت غلق مسجد رابعة عقب فض اعتصام رابعة 14 أغسطس 2013، وتعرض للحرق على أيدي قوات الجيش والشرطة لمنع المعتصمين من الاحتماء به أو التحصن داخله، بحسب روايات شهود العيان، بعدها تحول مسجد «رابعة العدوية» إلى رمز لدى المعارضين في مصر وخارجها.
وأقام أحد المحامين دعوى قضائية مايو الماضي أمام محكمة القضاء الإداري، يطالب فيها بفتح المسجد وإلغاء قرار وزارة الأوقاف بإغلاقه، وفي نوفمبر 2013، أعادت السلطات فتح ميدان رابعة أمام حركة المرور، فيما أبقت على المسجد مغلقا حتى الآن على الرغم من إعلان انتهاء ترميمه، وأعلنت وزارة الأوقاف عدة مرات أن موعد فتح المسجد اقترب، دون أن تحدد موعدا لهذه الخطوة.
ومنذ ذلك الحين، لم تنته فصول انتهاكات قوات الأمن ضد المساجد.
مسجد رابعة العدوية
بعد فض الميدان، قامت قوات الأمن باقتحام المسجد وإضرام النيران به، وأحرقته بالكامل وبكامل محتوياته بدعوى أنه يضم أسلحة ويستخدمه المعتصمون بمثابة ترسانة أسلحة ومكان للاحتفاظ بالجثث، على حد وصف قوات الأمن.
ومنذ ذلك الحين تم إغلاق المسجد تحت دعوى الصيانة التي تدخل عامها الخامس الآن.
من جانبه، قال المحلل السياسي المصري محمد السعيد إن مسجد رابعة العدوية ارتبط بجماعة الإخوان المسلمين، وعندما يذكر اسمه يتذكر النظام مذبحة فض الاعتصام، «وبالتالي فإن النظام يريد محو هذه الذكرى إلى الأبد، والدليل على ذلك أنه أطلق عليه وعلى الميدان اسم الشهيد هشام بركات، النائب العام الراحل، ليطمس أي معالم تدل على وجود الإخوان في هذا البلد».
ويرى المراقبون أن النظام لا يريد أن تدب الحياة في مسجد رابعة العدوية مجددا «حتى لا يتردد اسمه بين الناس ويذكرهم بأحداث رابعة وما جرى فيها».
مسجد الفتح
ومع بدء خروج المحتجزين من داخل المسجد تم إطلاق رصاص بشكل كثيف، كما تم إطلاق قنابل الغاز أيضا وسط تحليق عدد من المروحيات العسكرية.
مسجد الايمان
بعد يوم دام بالفض كانت هناك مئات الجثث المتفحمة تقبع بالمسجد بجانب المعتصمين، الذين احتموا بالمسجد في يوم حار يعجل بتحلل الجثث، ما دفع المسعفون لتثبيت أعواد بخور مشتعلة في كتل الثلج التي تغطي الجثث ورشوا معطرا للجو لتغطية الرائحة الكريهة الناجمة عن تحللها.
وقالت وكالة رويترز إن مراسلا لها رأى 228 جثة في مسجد الإيمان وحده. وكان تحديد العدد بدقة صعبا لأنه كان يجري نقل بعض الجثث ووضعها في نعوش وإخراجها من المسجد، وقال مسعفون إن عدد الجثث التي أحصوها بلغ 259 جثة.
مسجد القائد إبراهيم
كان مسجد القائد إبراهيم رمزا من رموز اندلاع الثورة، وضم العديد من التحركات وفي يوليو 2013 خرجت تظاهرات تنديدا بفض رابعة، وحاصرت قوات الأمن وعدد من البلطجية المسجد وقامت بالاعتداء بالضرب على المتظاهرين، واعتقلت عدد كبير منهم، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة 400 شخص بطلقات خرطوش ورصاص حي وجروح قطعية.
المسجد هدف للتصويب
ولم تقف الانتهاكات عند حد الحرق والاقتحام أو الحصار، بل تجاوز الحد لدكها بالطيران في سيناء أو وضعها أهدافا للتصويب.
فأثناء حضور السيسي حفل تخرج الدفعتين 83 طيران وعلوم عسكرية جوية يوليو 2016، استعرض طلاب الكلية الجوية وطلاب من قوات الصاعقة خلال حفل التخرج مهارتهم القتالية والدفاعية عن طريق التصويب باتجاه مجسم على هيئة مسجد يقبع على المنطقة الحدودية، وسط مبانٍ وعقارات مجاورة له.
وتحدث كثيرون بمثابة خطوة مدروسة لتغيير عقيدة الجيش، والقضاء على فكرة قدسية المسجد، واعتباره مقرًا من مقرات تأوي الأعداء.
وسادت حالة من الغضب الشديد بين المصريين وبالأخص مواطني سيناء، بعد نسف قوات الجيش المصري 3 مساجد بالمنطقة العازلة بمدينة رفح مايو 2015، وهي مساجد النصر وقِباء بمنطقة صلاح الدين والفاتح بمنطقة قشطة، بدعوى البحث عن الإرهابيين.