شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سياسيون لـ«رصد»: هذه أسباب زيارة «الصدر» للسعودية والإمارات

محمد بن سلمان خلال لقاءه مقتدى الصدر

خلفت زيارات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، إلى دولتي السعودية والإمارات، الكثير من التحليلات السياسية، حول الهدف منها، ووقعها على الأزمات المشتعلة بالمنطقة، وعلاقتها بالتوتر القائم بين المملكة وإيران.

وتباينت الآراء حول دلالات الزيارات التي قام بها الصدر في المنطقة والتي قد تلحق بها مصر قريبا، بعد إعلان وصول دعوة رسمية من القاهرة وقبولها، دون تحديد موعد رسمي لها.

وفي الوقت الذي يرى البعض أن الهدف من الزيارات تخفيض حدة التوتر مع إيران، خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت انفراجة في العلاقات السعودية الإيرانية، بعد الاتفاق على إرسال وفود الحج الإيرانية، والاستقبال الحافل في المطارات، بالإضافة إلى ما قاله وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، بأن المملكة طلبت منه التوسط من أجل تخفيض التوتر بين الرياض وطهران، إلا أن تحليلات سياسية أشارت إلى أن كبح جماح إيران هو ما تسعى إليه السعودية على وجه الأخص.

ماذا تريد دول الخليج من الصدر؟

وأكد المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، أن التطور الذي يحدث في العلاقات بين السعودية والإمارات من جهة، وبين العراق من جهة أخرى، لم يكن وليد اللحظة بل سبقه لقاءات جمعت مقتدى الصدر مع السفير السعودي السابق في العراق ثامر السبهان الذي انفتح على أغلب الشخصيات العراقية.

ورأى السبع في تصريحاته لـ«رصد»، أنه لا يمكن تقييم زيارة مقتدى إلى السعودية بمعزل عن حركته السياسية ومواقفه التي أطلقها في أبريل الماضي بحق أهم حليف لإيران هو سوريا، عندما طالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن  السعودية أدركت بعد هذا التصريح أن الصدر يحاول أن يتميز عن إيران ويحتفظ لنفسه بحرية القرار فبادرت لدعوته إلى الرياض وحظي بحفاوة بالغة حين استقبله ولي العهد.

وأشار، إلى أنه في خلال أقل من شهر زار مقتدى الصدر كلا من السعودية والإمارات، ووعدت المملكة زعيم التيار الصدري بمشاريع اقتصادية في مناطق شيعية، كما أنها أبدت رغبتها بفتح قنصلية سعودية في النجف الأشرف.

وأوضح المحلل السياسي، أن « الامير محمد بن سلمان وهو صانع القرار السعودي، أدرك خطورة الانكفاء السعودي عن العراق بعد سقوط الرئيس صدام حسين عام 2003»، بعد أن وجد أن إيران أمسكت بمفاصل العراق الأمنية والسياسية والعسكرية، وتعمل على بناء جيل عراقي معاد لجواره الخليجي.

وأكد السبع، أن ما تريده السعودية اليوم من مقتدى الصدر، هو موطئ قدم في العراق، وتخفيف الاحتقان الطائفي، وحل الحشد الشعبي الذي يجري مناورات على حدود السعودية، والتحول من زعيم شيعي إلى زعيم وطني عراقي يقود السنة قبل الشيعة.

ولفت إلى ما كشفه الصدر أمس في الإمارات من أن بن سلمان، بشره بانتهاء الحرب في اليمن البحرين العراق سوريا وكل المنطقة.

وتابع، «يدرك الأمير محمد بن سلمان أن مشروعه الاقتصادي 2030، لا يمكن أن يتحقق بوجود حروب طائفية وعبثية، وعليه أتوقع أن تتجاوب إيران مع دعوة الأمير محمد بن سلمان للحوار والتي نقلها وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، وأن ينطلق الحوار السعودي الإيراني الذي سوف ينهى المشاكل فى كل المنطقة على قاعدة الاحترام المتبادل».

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة بلومبيرج «إن تواصل دول السعودية والإمارات مع الصدر جزءا من الجهود التي تبذلها المملكة لوقف التأثير الإيراني المتزايد في المنطقة، بما في ذلك العراق».

وذكرت الصحيفة أن «الصدر ندد بنفوذ إيران في بلاده من قبل، وطالب بحل حشد الشعب الذي ترعاه الدولة، وهو ائتلاف من الميليشيات التي يسيطر عليها المقاتلون الشيعة المدعومون من إيران».

وبحسب الصحيفة، قال سامي نادر، ررئيس معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية في بيروت، إن «دول الخليج تحاول دحر نفوذ إيران في المنطقة وتمكين القوى الشيعية العربية، حيث يريدون أن يظهروا أنهم ليسوا ضد الشيعة ولكن ضد نفوذ إيران غير العربي في المنطقة».

العراق يحتاج الخليج
من جهة أخرى، يرى السياسي الأردني نصير العمري، أن زيارة السيد مقتدى الصدر تندرج تحت التنافس السياسي على مواقع السلطة في الداخل العراقي الذي اشتد بعد سقوط داعش.

وأوضح العمري في تصريحاته لـ«رصد»، أن «الصدر يواجه نوعين من الخصوم السياسيين: خصوم موالون لإيران وخصوم موالون للولايات المتحدة لذا فهو يبحث عن حليف إقليمي يوازن من خلاله تصاعد قوة التيار المتحالف مع ايران والمتمثل بنُّوري المالكي وغيره وتيار السيد العبادي المقرب من الولايات المتحدة».

وأضاف، أن «الصدر يحاول إستقطاب السنة العرب وتيار الشيعة العرب الذين لا يحبذون تغلغل ايران في الشأن العراقي سياسيا ودينيا خوفا من أن يتم ابتلاع العراق بشكل كامل من قبل التيار الديني المحافظ الإيراني».

وعلق عدد من السياسيين على الزيارات المتتالية للصدر في المنطقة، على مواقع السوشيال ميديا، لافتين إلى الحفاوة في الاستقبال وتقديم الدعم، في ظل الإجراءات القاسية التي يتم التعامل بها مع دولة خليجية مثل قطر، ما هي إلا تناقض في المواقف والمبادئ.

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023