نظّم المئات من عمال شركة غزل المحلة صباح اليوم الخميس مسيرة تندد بتصريحات الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج، ومقدم البرامج أحمد موسى أمس الأربعاء على فضائية «صدى البلد» عن إضرابهم من أجل المطالبة بعلاوة غير المخاطبين بقانون الخدمة التي أقرها عبدالفتاح السيسي، والعلاوة الاستثنائية لمواجهة الغلاء الذي نتج عن القرارات الاقتصادية الأخيرة.
وردد العمال هتافات ضد رئيس الشركة القابضة حاملين نعشًا له؛ لتصريحه بأن مجمل رواتب العمال 45 ألف جنيه سنويا، بما يخالف الحقيقة، كما رددوا هتافات: «قضيتنا عمالية قضيتنا مش سياسية»؛ ردًا على ادّعاء أحمد موسى بأن العمال يريدون لَيّ ذراع الدولة.
وردّ نقابي من مصنع الغزل على أحمد موسى قائلًا: «هو أصلًا بيتكلم على المشكلة وهو مايعرفش عنها حاجة، إزاي يقول في البرنامج بتاعه إننا عاوزين علاوة المخاطبين بالخدمة المدنية واحنا طالبين علاوة (غير المخاطبين)، هو مش حاسس بالغلاء اللي عايشين فيه، وبنقوله إحنا عاوزين علاوة أقرها السيسي ومطالبنا مش فئوية».
وأوضح العمال أنهم مستمرون في إضرابهم عن العمل بجوار ماكيناتهم ليؤكدوا أن سبب الخسارة من الإدارة وليس عمال الشركة؛ لأن الإدارة لا تريد أن تصرف لهم قيمة المستحقات المالية التي يطالبون بها بعد أن أقرتها الرئاسة والبرلمان.
وتابعوا أنّ «وزير قطاع الأعمال أكّد أن شركاته بتكسب، الخسارة عمرها ما كانت من العمال، الخسارة سببها تعطيل الشركة وتوقف تطويرها من الإدارة، والعمال مستعدون للعمل والإنتاج؛ لكن هما بيسرقونا وبيخربوا الشركة وعاوزين يطلعونا احنا السبب».
حق مشروع
وقال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إنّ لعمال شركة غزل المحلة حقًا في المطالبة بحقوقهم المشروعة، منوهًا بأهمية الجلوس والتفاوض والحوار مع إدارة الشركة ووزارة قطاع الأعمال ورئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج للوصول إلى تسويات واتفاق ملزم بتوقيت محدد يضمن للعمال حقوقهم.
وتابع في بيان له اليوم الخميس: «لعله درس جاء ليؤكد للدولة وأجهزتها أن الاتحاد العام للعمال والنقابة العامة للغزل والنسيج لا دور له ولا تأثير ولا يعترف بهم العمال أنفسهم، بما يحتم علينا تفعيل مواد الدستور لإعطاء مزيد من الحريات النقابية وتشكيل النقابات المستقلة التي تعبر بحق عن العمال وتستطيع أن تمثلهم وتتحدث بلسانهم وتصل إلى حلول وسط في مثل هذه الأزمات».
ثلاثة ملايين خسائر
وفي تصريحه لأحمد موسى أمس، قال الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج والقطن والملابس، إنّ إضراب عمال شركة غزل المحلة عن العمل يكلف الشركة خسائر مالية يومية تصل إلى ثلاثة ملايين جنيه، لافتًا إلى أن أجور العمال الشهرية تصل إلى 55 مليون جنيه؛ بالرغم من أنّ الشركة لم تحقق إيرادات تغطيها.
وقال في تصريحاته إن خسائر الشركة حتى عام 2015 وصلت إلى 725 مليون جنيها، لافتًا إلى أن متوسط دخل العامل سنويا يصل إلى 45 ألف جنيه.
وقال أحمد موسى في حلقة برنامجه أمس الأربعاء إنّ عمال غزل المحلة مستمرون في اعتصامهم وامتناعهم عن العمل للضغط على الدولة لتنفيذ مطالبهم، مستكملًا: «هما حوالي 17 ألف عامل، وبقالهم 10 أيام معيّشنا في قصص، عايزين علاوة الـ10%، وكمان علاوة المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، اللي هو لا ينطبق عليهم أصلًا، وعايزين بدل أكل 400 جنيه، وبدل لبس».
وأعلن عمال شركة غزل المحلة إضرابهم عن العمل بداية السادس من أغسطس الجاري، مؤكدين استمرار الإضراب لحين تنفيذ مطالبهم، التي تتمثل في صرف العلاوة التي أقرها البرلمان لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية ورفع قيمة بدل الغذاء، تناسبًا مع الأسعار الحالية، وصرف قيمة الـ12 شهرًا أرباحًا التي أعلن عنها وزير قطاع الأعمال.