أدّت الإمارات، رئيسة دول حصار قطر «السعودية ومصر والبحرين»، أدورًا ملتوية للتضييق على الدوحة؛ عبر إجراءات رسمية وغير رسمية، لا سيما أنها على علاقة وطيدة مع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة.
ونشر موقع «ميدل إيست آي» تقريرًا كشف فيه عن دعم إماراتي لجعل الأمير محمد بن سلمان ملك السعودية القادم، وقال إنّ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دعم خطة جعل الأمير محمد بن سلمان نائب ولي العهد ملكًا للسعودية قبل نهاية هذا العام، وكشف الموقع عن تلقي الأمير السعودي النصائح من الإمارات ليستطيع الحصول على دعم أميركي ليكون المرشح المفضل لدى الأميركان في توليه العرش.
وبالقعل تهيأت الأجواء كافة لينقضّ ابن سلمان على سلطة ابن عمه محمد بن نايف، ويعلن العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز نجله ملكًا جديدًا للعرش السعودي قريبًا.
وفور إصدار الأمر الملكي، بعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، برقية تهنئة إلى الأمير محمد بن سلمان لاختياره وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء واستمراره وزيرًا للدفاع.
اختراق الوكالة
وقبل بدء الحصار بأيام، اُختُرقت الوكالة القطرية للأنباء «قنا» ونُشرت فيها تصريحات منسوبة إلى الأمير تميم يهاجم فيها دول الخليج، حتى بدأ الحصار في الخامس من يونيو الماضي.
وفي 16 يونيو، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر استخباراتية أميركية لم تسمها أنّ «الإمارات العربية المتحدة كانت وراء اختراق وكالة الأنباء القطرية وبث تصريحات مفبركة نسبت للأمير القطري».
في المقابل، يدعي مسؤولون إماراتيون رسميون أنهم لا علاقة لهم بالاختراق.
كما أعلنت الدول الأربع المحاصِرة خطوات تنفيذية ضد قطر؛ بداية بسحب سفرائها منها، مرورًا بإمهال البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرتها، وغلق الحدود البرية والجوية والبحرية ومجالاتها أمام القطريين.
ولحقت بهم بعد ذلك حكومة الشرق الليبي بقيادة قادئ محاولة الانقلاب خليفة حفتر، وكذا الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور الذي يعيش في السعودية، ثم في خطوة متذيلة أعلنت جزر المالديف وموريشيوس مقاطعة قطر.
فرض العزلة
جدّدت دولة الإمارات حصارها على قطر تحت مسمى «إجراءات عزلة»، قالت إنها قد تستمر لسنوات إذا أصرّت الدوحة على عنادها، على حد قولها.
تسريبات العتيبة
وفي الثالث من يونيو الماضي سُربت رسائل من البريد الإلكتروني الشخصي لسفير أبو ظبي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة، تكشف عن المحاولات الإماراتية الحثيثة لتشويه صورة قطر و«تحجيم دورها»، مع اتهام الكويت بتمويل الإرهاب؛ لتبدأ حملة الحصار في 5 يونيو.
خسائر الإمارات
وكشف تقرير نشرته صحيفة الشرق القطرية عن خسائر الإمارات العربية المتحدة بعد مشاركتها في محاصرة قطر بنحو 1.950 مليار ريال؛ نتيجة توقف تصدير منتجاتها إلى قطر والمكونة أساسًا من المنتجات الغذائية وقطاع النسيج وغيرها من المواد الاستهلاكية.
وقال خبراء إن الإمارات ستخسر ما يناهز 11 مليار ريال إذا استمرت الأزمة، ويبلغ معدل صادرات الإمارات إلى قطر نحو 900 مليون ريال شهريًا، وفق الإحصاءات الصادرة عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء.