شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«كتالوج» العلاقة المصرية – الأمريكية ما بين التوتر والمصالح المشتركة

«كتالوج» العلاقة المصرية – الأمريكية ما بين التوتر والمصالح المشتركة
  تفاوتت التوقعات حول علاقة مصر بأمريكا خلال الفترة القادمة بعد أن اشتعلت الأحداث إثر عرض الفيلم المسيء للنبي صلى...

 

تفاوتت التوقعات حول علاقة مصر بأمريكا خلال الفترة القادمة بعد أن اشتعلت الأحداث إثر عرض الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم أمام السفارة الأمريكية، والتى بدأت بوقفات سلمية للمسلمين وتحولت بعدها إلى أعمال شغب وعنف من مجهولين غير منتميين لأي حزب سياسي أو تيار ديني، مما أدى الى تخوف البعض من العلاقة الأمريكية المصرية، خاصة بعد حديث كل من الرئيس المصري محمد مرسي والذى كان يحمل بين طياته كما فسره البعض تهديد لقطع العلاقات، وخطاب أوباما الذى قال فيه إن مصر ليست حليفا لنا.

توتر دون انقطاع

يقول السفير عبد الرءوف الريدى- رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية وسفير مصر السابق فى واشنطن- إن العلاقة بين مصر وأمريكا لن تنقطع إنما سيشوبها بعض التوتر خلال الفترة القليلة القادمة وإعادة النظر إلى الأمور، موضحًا ان هذه السحابة ستأخذ وقتها وتمر دون أن تؤثر على العلاقة السياسية بأمريكا فالطرفين أذكى من ان تفسد علاقاتهم لأمور من هذا النوع.

ويضيف "الريدي" فى تصريح خاص لشبكة رصد الإخبارية، ان الأمريكان يدركون جيدا ان ما يحدث هو من مجموعة لا تمثل جميع الإسلاميين ولكنها من بعض المجموعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة التى رفعت إعلامهم على السفارة الأمريكية أثناء أحداث الفترة الماضية، فهناك محاولات يفتعلها أشخاص معادون للإسلام ولمصر من أجل إساءة العلاقات بين مصر وأمريكا.

عدم تأثر العلاقات بين البلدين

فيما أكد اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكري والاستراتيجى، أن كلا من مصر وأمريكا حريصتين على عدم قطع أي علاقات بينهما فأمريكا تعرف جيدا دور مصر المحوري في المنطقة ومصر تعرف مكانة أمريكا الدولية وبالتالي فالسلطات المصرية تبذل قصارى جهدها لإنهاء حالة التظاهرات الموجودة أمام السفارة بأي شكل وحماية البعثة الأمريكية من أي خطر.

وأشار إلى أنه في حالة إلحاق الأذى بالسفارة أو المتواجدين بها فقد تسحب أمريكا البعثة وتقطع العلاقات بشكل مؤقت مع مصر لتهدئة الرأي العام الأمريكي ولكن لن يصل الأمر إلى إرسال قوات أمريكية لمصر كما حدث في ليبيا بعد مقتل السفير الأمريكي في مدينة بنغازي.

 ويؤكد السفير عبدالله الاشعل -مساعد وزير الخارجية الأسبق– ذلك قائلا: "إن العلاقات الأمريكية لا يجوز مطلقا ان تتأثر بالفيلم الذى لا علاقة لأمريكا به، كما أن مصر ستحزم أمرها وتأخذ الإجراءات مع البلطجية الذين قاموا بالتخريب".

ويضيف "الاشعل" بأن هناك محاولات لتخريب العلاقات بين مصر وأمريكا واستعداء أمريكا على مصر، مشيرًا إلى وقوف ثلاث جهات وراء تلك المحاولات، وهى بعض المصريين الكارهين للإخوان المسلمين وللدكتور محمد مرسي، والذين يريدون فرض الوصاية على مصر بسبب كراهيتهم لشخص او جماعة، والموساد الإسرائيلي حتى يظهر مصر ضعيفة وغير قادرة على حماية سفارات الدول الأخرى، ونظام مبارك القديم الذى يريد ان يظلم مصر، والمصادرة على حقها فى الازدهار لأنه سقط سقوطا مروعا.

بداية اهتزاز فى العلاقات

أما السيد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، فيرى أن تصريحات الرئيس الأمريكى أوباما عن أن مصر بكونها ليست دولة حليفة أو عدو تكشف عن بداية اهتزاز فى العلاقة الاستراتيجية المصرية الأمريكية، وتعريفاً استراتيجياً مختلفاً سيظهر فى علاقة البلدين، بل قد لا يكون مجرد تعريف، بل تغيير فى طبيعة العلاقة بين البلدين مع تأثيراتها السياسية والاقتصادية الثنائية، وكذلك الإقليمية والدولية، وهو ما يجب أن يؤخذ بكل جدية.

وأشار "موسى" فى بيان له أن الأحداث التى جرت أمام السفارة الأمريكية آن لها أن توضع فى إطارها الصحيح، فهى بهذا الشكل أكثر من مجرد احتجاج وتدخل فى إطار خلق الالتباس فى العلاقة المصرية الأمريكية.

وتابع موسى: "فى هذه الظروف أرجو أن تتحقق الأنباء الخاصة بزيارة الرئيس مرسى للولايات المتحدة ولقائه بالرئيس أوباما، سواء فى سبتمبر فى نيويورك أو فى ديسمبر فى واشنطن، للتباحث فى هذا الموضوع الهام على أعلى مستوى.

واتفق معه الدكتور ادموند غريب – أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية- فى ان الادارة الأمريكية أرادت من خلال خطاب أوباما ان تبعث رسالة بأنها غير مطمئنة للفترة القادمة .

ويشير "غريب" ان بعض الأعضاء الجمهورين فى مجلس النواب الأمريكي يرون ضرورة إعادة أمريكا النظر فى المساعدات الأمنية بينها وبين الحكومة المصرية، إضافة إلى بعض الإشارات التى بدأت تظهر من بعض أعضاء الكونجرس مطالبة بإعادة تقييم الموقف الأمريكي وتبنى مواقف موحدة ومتشددة ضد من انتهك السفارات الأمريكية، وتعرضوا لممتلكات والمواطنين كما حدث فى ليبيا، والتى ترى أن تنظيم القاعدة يقف وراءه، ذلك فى الوقت الذى يرى فيه بعض أعضاء مجلس الشيوخ فى أمريكا ضرورة عدم تغيير الولايات المتحدة لموقفها من دعم الحركات الديمقراطية فى المنطقة.

ويضيف "غريب" قائلا: قد نرى خلال الأيام القادمة انتقادات حادة تطالب بإعادة النظر فى السياسات الأمريكية، ويجب على أمريكا التعامل مع الواقع والقوى غير العلمانية فى منطقة الشرق الأوسط آن ذاك".

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023