السلام عليكم …هذا مقال بعنوان ” هويه النخبه ..و معركه البقاء” اتمنى ان يتم نشره فى صفحتكم.
الاسم: رحاب رسلان
السن :34 سنه … ليسانس ألسن قسم لغه انجليزيه.
هويه النخبه …و معركه البقاء!
تفاجأ البعض عندما سمعوا تصريحات عادل حموده” بأننا لسنا دوله مدنيه و إنما دوله دينيه طالما أن رئيس الوزراء يصلى بالجلباب و نهتم بنقل أخبار صلوات الرئيس !!! ” … و أعتقد أن حتى من هم ضد الإخوان و مرسي سيندهشوا من هذا الكلام لأن الشعب المصرى أغلبه يؤدى الصلوات فى المسجد بالجلباب , و صلاه الرئيس تنقل على الهواء منذ الأزل و ليس الأمر بجديد علينا .
و الواقع أن تصريحاته تبدو متماشيه مع الخط العام للإعلام … فقبله بأيام قليله طل علينا محمود سعد و هو ” منتفخ الأوداج ” يستنكر تفقد المحافظ للمستشفى الذى أدى بمسجده صلاه الفجر و اشتكى له بعض المصلين من سوء الأداء بها فقرر أن يعاين الأمر بنفسه دون ترتيب … و لم ينتبه الإعلامى الكبير للجانب المضئ للقصه و كون المحافظ ذهب للصلاه ثم للمستشفى دون حراسه و لا كونه تحرك فورا للتحقيق فى شكاوى المواطنين … و لكن كل ما راعه أن يذهب الوزير بالجلباب “ذو الصبغه الدينيه ” و تساءل مستنكرا : ” انت فاكر نفسك عمر بن الخطاب و نازل تعس بالليل ؟” …. و إستمر الإعلامى فى نقده بإنفعال شديد حتى نبهه من بالكنترول فى ما يبدوالى حدته الغير مبرره فسأل “انا زودتها ؟ آه زودتها ” .
و يمكن ان أستمر فى سرد أحداث مشابهه الى ما لا نهايه … فالإعلام لم يتوقف عن النواح على الحكومه الإخوانيه بالرغم من أنه لا يوجد إلا أربع وزراء فقط من أصل ثلاثه و ثلاثون وزيرا …. و إستمر النحيب على وفاه الصحافه الحره بسبب تغيير رؤساء تحرير الجرائد و أخونه الصحافه بالرغم من عدم تعيين أى فرد من الإخوان … و نفس الشئ حول تأسيسيه الدستور و أى لجنه يتم تشكيلها و بها أى عدد من التيار الإسلامى مهما قل .
و هنا يأتى السؤال … هل فعلا تتم اخونه الدوله ؟ … هل حقا جلباب المحافظ توطئه لان يصبح الجلباب هو الزى الرسمى للدوله ؟ هل يستحق حجاب المضيفه و لحيه الضباط كل هذا اللغط ؟ هل هو حقا خوف من ” التكويش ” على كل اجهزه الدوله و مؤسساتها ؟هل من الطبيعى ان يتم نسب كل فرد فى أى مؤسسه الى الإخوان لمجرد أنه ذو لحيه أومعروف بالتزامه الدينى أو بجبهته علامه الصلاه أو حتى يتكلم عن الإخوان ببعض الحياديه كما حدث مع رئيس الوزراء د. هشام قنديل , و معتز بالله عبد الفتاح فى تأسيسيه الدستور الأولى و حتى الفريق السيسي الأن.
أرى أن الأمر ليس خوفا من “السيطره” بل هو خوف من “الوجود” … فقد دأب النظام و الإعلام على نشر فكره أن ” النخبه ” و ” المثقفين ” بصفه عامه ينتموا الى التيار الليبرالى على إختلاف توجهاته … بينما عملت على أن يرتبط التيار الاسلامى بالرجعيه و التخلف و الإرهاب احيانا … و برغم أن هذه النخبه و تيارها السياسي لا تمثل أغلبيه و لا ثقل لها على الأرض … إلا انها إعتادت أن تكون دائما فى المقدمه و على قمه الهرم … و مهما إختلفت توجهاتهم و قرارتهم عن توجهات التيار العام فى الشارع … إلا أن كان هناك يقين أن لديهم من الرؤيا كنخبه ما يجعلهم أكثر قدره على تحليل الأمور و إتخاذ القرار.
و لأن هذا الوضع إستمر لعقود طويله … أصبح من المرعب لهؤلاء أن يظهر وسطهم شخص ينتمى للتيار الإسلامى … حتى لو واحد فقط من أصل عشره … لانه ببساطه سيؤدى مع الوقت الى تغيير “هويه ” النخبه … و سيبدأ الناس فى تقييم الاسلاميين بشكل مختلف … و سيتأكدوا ان الليبراليه ليست مفتاح التنوير و التميز … و أن الإسلاميين ليسوا رجعيين و لا أنصاف متعلمين …. و سيميلوا اليهم تلقائيا لأن المصريون شعب متدين بالفطره.
لذلك من الخطر جدا أن يظهر وزير إخوانى ناجح … أو محافظ إخوانى محبوب … أو أن يحقق الرئيس أى إنجاز يصل الى الشعب … أو أن يظهر بالتأسيسيه من ينتموا الى التيار الدينى و يكونوا جزء ممن يقوموا بكتابه دستور مصر … كل هذه المهام كانت حكرا لفئه معينه ..و الأن يتم إعاده توزيع الأدوار بشكل جديد يحاول أن يضم كل فئات المجتمع بشكل حقيقي … لا يتميز فيه شخص لأنه ينتمى لتيار بعينه … و لا يسجن و يحتقر آخر لإنتمائه لتيار مخالف … مجتمع تكون فيه الخبره و الكفاءه هى معيار الترقى و ليس مدى قربك من النظام و تبنيك لقناعاته و سياساته .
و سيكون من السذاجه توقع ان يتم هذا بسلاسه … و أن تستسلم نخبتنا بلا قتال من أجل الحفاظ على مكانتها و بقائها و هويتها … لذلك لا تتعجبوا كثيرا لهذه الحرب الشرسه … و لا من ردود الأفعال المبالغ فيها … و التصريحات الناريه الغير مفهومه … و الحقد الذى يفشل البعض فى إخفاؤه أحيانا كلما نجح الطرف الأخر فى إحراز أى نجاح … لا تتعجبوا و لا تحزنوا , فهى معركه بقاء … و لولا أننا نمشى بخطى ثابته ,و فى الطريق الصحيح إن شاء الله ما وجدتم هؤلاء يموتوا كمدا … و الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه