شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«العربي الجديد»: الأقباط مواطنون من الدرجة ثانية في مصر.. وبيادق سياسية في الخارج

الانتقال من دولة استبدادية مقيّدة إلى دولة ديمقراطية متقدمة ليس بالأمر اليسير؛ إذ تظهر حواجز اللغة والاختلافات الثقافية والمجتمعية، وهي تحديات يجب على المرء خوضها عند الوصول إلى أميركا. بجانب أنّ اللجوء إلى دولة أخرى عادة ما يتطلب مشقة تقديم أدلة على التمييز في المعاملة في أرض الوطن، أو تفويت الفرصة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية أو الهيئات التشريعية.

تمييز في الوطن وتهميش في الغربة، مأساة الأقباط التي تحدثت عنها صحيفة «العربي الجديد» في تقريرها التالي.

تقول الصحيفة إن كونه قبطيًا يعيش في «مصر» يعني أن يعامل مواطنًا من الدرجة الثانية، إضافة إلى تعرضه إلى خطر المضايقات أو الاعتداء، كما أنه -وكجميع المصريين- لا يستطيع المشاركة في الأنشطة الحكومية.

وتضيف أنّ «المجتمع القبطي داخل مصر قديم وقادر على الصمود»؛ فبعد أن عاش قرونًا من التمييز لم يبدأ «الشتات القبطي أو الهجرة» في الانتفاخ إلا في العقود القليلة الماضية، وكانت أميركا بمثابة المنزل الجديد لجزء كبير منهم. وكما هو شائع بين جميع المهاجرين الذين اقتلعوا من حياتهم وتركوا أسرهم خلفهم، وانتقلوا إلى أميركا على أمل الحرية، أعطت أميركا لهم حياة أفضل بعيدًا عن المضايقات والأذى البدني، كما أعطتهم حق التصويت في الانتخابات.

وقالت إنّ الجتمع القبطي في مصر لم يعامل بمساواة مع المجتمع المسلم، واستخدمهم القادة السياسيون دائمًا بيادق سياسية؛ ومع ذلك تعامل بعضهم مع الأقباط أفضل من الآخرين.

بيادق ترامب وإعادة المهاجرين

تقول الصحيفة إنّ «ثمة أشياء لا تتغير أبدًا»؛ فحتى مع احتضان الأقباط في أميركا وتنامي حبهم لبلدهم المتبني، يواصل سياسيون في الخارج استخدمهم والأقليات عمومًا في الشرق الأوسط بيادق سياسية. ففي مسعى «ترامب» لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، استخدم أقليات الشرق الأوسط، وخاصة المسيحيين، لتعزيز هذه السياسة ومحاولة تبريرها.

وعلى الرغم من أنها كانت محاولة ضعيفة من جانبه، شعر أقباط بأنه عرض حقيقي للتضامن معهم؛ فخروجهم من منطقة لم تتحدث أبدًا عن حقوقهم كأقليات، بجانب استماعهم لمرشح رئاسي لدولة كبرى يتحدث عنهم؛ مثّل الأمر لهم خطوة كبرى في الاتجاه الصحيح بغض النظر عن صدق هذه التصريحات. ونتيجة لذلك؛ صوّت كثيرون منهم لترامب على أمل أن يقود نقاشًا بشأن مصير الأقليات في الشرق الأوسط وأن يكون صوتًا لمن لا صوت لهم.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من ذلك، فالحقيقة الثابتة هي نقض الوفاء بالوعود المكسورة؛ كما بيّنت لهم مواقف ترامب بعد ذلك، وسرعان ما تبددت جميع مفاهيم الرعاية أو الإخلاص؛ إذ عزز «ترامب» قوانين الهجرة في البلاد التي تقضي بترحيل جميع المهاجرين إلى أراضيهم، وشعر المسيحيون في «كلدان بديترويت، التي تضم التجمعات العرقية المسيحية الكبرى في أميركا» بالتهديد بالترحيل إلى الأراضي التي فروا منها؛ سواء مصر أو الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بالعراق والشام.

تطلعات قبطية

وأوضحت الصحيفة أن هذه الحكايات أكّدت الإهمال الذي يواجه الأقليات الشرق الأوسطية، سواء في بلدانهم الأصلية أو أميركا.

وأضافت أن ما يريده الأقباط والأقليات عمومًا هو أن يعاملوا بمساواة مع الآخرين في وطنهم، بينما يريد الأقباط في الشتات أن يدرك القادة هذا الظلم وأن يتصرفوا وفقًا لذلك وأن يعملوا على تغييره، مضيفة: «ولكون أميركا دولة قوية، يتطلع أقباط إلى القادة الأميركيين ليكونوا محفّزين لهذا التغيير».

ويعلّق مهاجرون آمالهم على القادة الأميركيين بدلًا من أولئك الذين يديرون الديكتاتوريات العربية، سواء العسكرية أو غيرها؛ لكنهم شعروا بخيبة أمل بعدما كسر ترامب كلمته ولم يقف بجانبهم كما وعد أثناء حملته الانتخابية.

وأكّدت الصحيفة أن ما فعله ترامب هو قاسم مشترك في كل ما يقوله وما يعد به: الكذب والخداع، مضيفة «وبما أنه كان مخادعًا، فقد استغل محنتهم في محاولة للوصول إلى أهدافه؛ على الرغم من الفرصة الحقيقية التي كانت في متناول يده ورفض سابقوه استخدامها، وهي محنة الأقليات في الشرق الأوسط؛ لكنه استخدمها في تعزيز موقفه المناهض للهجرة».

وقالت أيضًا إنّهم يعانون بسبب التهميش الذي يواجهونه؛ إذ بحثوا دومًا عن صوت يمثلهم وشخص له النفوذ والقوة للتحدث نيابة عنهم في مناطقهم المُهجّرين منها.

وختمت الصحيفة بأنه على الرغم من أن الجميع يعرف أنّ «ترامب» ليس الرجل الأنسب لذلك؛ فإنه أعلن عن وجود المشكلة وتحدث عنها بشكل ملموس؛ لكن المأساة الكبرى أنّ ترامب «خذلهم» وتبين لهم أنه غير مدرك لهم أصلًا، مؤكدة أنهم ليسوا وحدهم من اكتشفوا حقيقته؛ بل المجتمع الأميركي أيضًا اكتشفه حتى لو ببطء، مدركين في النهاية أنهم علّقوا آمالهم على الشخص الخاطئ.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023