شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هكذا أفسد الإعلام المصري العلاقات مع السودان

على مدى أربع سنوات مضت، مارست وسائل الإعلام التابع لنظام عبد الفتاح السيسي دورا مؤثرا على مستوى علاقات مصر الخارجية، لاسيما علاقتها بالسودان، وأسهمت بشكل كبير في تأجيج الصراع، والشحن السلبي ضد مصر بغض النظر عن تداعيات ذلك على الملفات المشتركة والتي تؤثر على الأمن القومي المصري.

الإعلام المصري في عيون السودان

وفي معظم القضايا الخلافية بين مصر والسودان، خرج الإعلام المصري، متطاولا على السودان وقياداته تارة وعلى حضارته وثقافاته تارة أخرى.

وأكد عبد المحمود عبد الحليم السفير السوداني لدى مصر، في يونيو، في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندينة أن الإعلام المصري يعمل على تأجيج العداء ضد السودان منذ قرار حظر دخول بعض السلع المصرية إليها.

وقال الكاتب السوداني وائل علي في مقال له إن «أعداء الشعب المصري هو إعلامه وقد تسبب هذا الإعلام على مر العقود في مصر المعاصرة في زرع الأحقاد والعداوات للشعب المصري مع الشعوب الأخرى بسبب عدم مهنية».

وأضاف «هذا الإعلام وعدم موضوعيته وعدم وجود رادع حقيقي له من دين أو أخلاق، فهو إعلام منفلت مطلق السراح لشتم وتجريح الأعراض والأعراق والدولة المصرية لا تبذل أي مجهودٍ لضبطه طالما هو قادر على تأجيج الشعور القومي لها متى ما احتاجت له».

ونشر موقع الركوبة السوداني مقالا للكاتب السوداني محمود عثمان، تحت عنوان «الإعلام المصري والسب علنا»، قال فيه «الإعلام المصري درج على الإساءة للسودان كلما حاولت الخرطوم البحث عن مصالح شعبها دون الارتباط بمصلحة مصر، وكأنهم يرون أن السودان لا يزال مقاطعة مصرية لم تنال استقلالها أو إننا لا نزال تحت وصاية قصر الاتحادية».

ووجهت صحيف ألوان السودانية في مقال لها نداء إلى الإعلام المصري، قالت «أيها الاعلام الساخر أعلم وليعلم غيركم بأن شعب السودان لن يتزعزع بتلك القوقعات الهشة التي تخرج من أفواه (الشياطين) بائعي الضمير .. وقد تكررت أفعالكم الشنعاء كثيرا تجاه السودان وشعبه »

الإعلام يشعل الأزمات السياسية

الخلافات السياسية بين السلطات الحالية في مصر ودولة قطر، جعلت الإعلام المصري يهاجم السودان وحضاراته، وذلك بعد زيارة قامت بها الشيخة موزة المسند، والدة أمير قطر الشيخ تميم، في إطار جهود الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وعلى الرغم أن الزيارة لا تسيء لمصر ولا تحمل أي معنى سياسي إلا أن أداة النظام اتخذتها ذريعة للنيل من السودان.

وسخر الإعلامي المصري محمد الغيطي، في برنامجه «صح النوم»، من زيارة الشيخة موزة للأهرامات في السودان وقال «الإعلام القطري والسوداني عاملين هبلمانة على زيارة السيدة موزة، فجأة سمعنا أنه السودان فيها أهرامات».

كما سخر أحد الإعلاميين مقللا من قيمة الأهرامات السودانية، «الشيخة موزة لديها صورة جنب علبتين نيستو »- يقصد اهرامات السودان- بحسب موقع النيلين السوداني.

وبدأت سلسلة الاستهزاء المصري بالحضارة السودانية بعد نقل مغلوط من إعلامي مصري، بأن الإعلام القطري وصف بأن أهرامات السودان أعرق من نظيرتها في مصر.

الحرب الإعلامية التي شنها الإعلام المصري، دفعت وزير الإعلام والمتحدث باسم حكومة السودان، أحمد بلال عثمان، إلى الرد في تصريحات نقلتها شبكة «سي إن إن» الأمريكية: «تلك التصريحات مسيئة إلى حضارة وآثار السودان وإهانة مباشرة للشعب السوداني بكل قيمه وموروثه»، مؤكدا أن «تاريخيا معروف أن الأهرامات السودانية أقدم من نظيرتها المصرية بألفي عام، وأصلا فرعون وكلمة فرعون لها أصول سودانية وموجودة في القرآن الكريم».

ونصب الإعلام المصري، كقاضي على كافة التصريحات والقرارات السودانية الخاصة بسد النهضة، فشن حملة مسعورة عندما أعلنت السودان، ان من حق إثيوبيا بناء السد، متهما الخرطوم بعقد صفقات خلفية مع أثيوبيا.

وحاول الإعلام رفع مستوى المشاحنات للتهديد بعمل عسكري تجاه السد، فربطت الإعلامية رولا خارسا صفقة حاملتي ميسترال باستخدامها لضرب السد، مشيرة إلى أنها لها القدرة على حمل 16 مروحية، و13 دبابة، و4 سفن خفيفة، فضلًا عن استيعابها 900 جندى بحد أقصى.

واتهم الرئيس السوداني عمر البشير، في تصريحات سابقة لـ «سكاي نيوز» الإعلام المصري بأنه مسؤول عن تأجيج الصراعات، وينقل معلومات مغلوطة بشأن موقف السودان من السد الإثيوبي، واصفا الإعلام المصري بـ «الرديء».

كما شن إعلاميون هجوما على الرئيس السودان عمر البشير، بعد حوارا له على قناة الجزيرة بشأن أزمة حلايب وشلاتين.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، أن البشير «لا يذاكر التاريخ جيدا»، لافتا إلى أنه تولى إدارة البلاد بانقلاب عسكري واضح في 1989.

وأضاف موسى، أن« السودان كان جزء من الدولة المصرية، وكانت تصل سيادتها حتى البحيرات».

وهاجم المذيع عزمي مجاهد في برنامجه «الملف»، الرئيس السوداني وقال إن «البشير أصبح شخشيخة في أيد موز»، وذلك تعقيبا على اتهامات البشير لمصر باحتلال حلايب وشلاتين.

لم تمر تصريحات البشير واتهامه السلطة المصرية بدعم الجماعات المتمردة في جنوب السودان، دون إساءة من الإعلام المصري، بعد نشر القوات السودانية صورا لمدرعات قالت إنها مصرية ونفذت هجوم من متمردين.

فخرج الإعلامي عزمي مجاهد ليصف تصريحات الرئيس السوداني «بالصبيانية»، وقال «إنه منذ زيارة الشيخة موزة إلى السودان وحلت بركتها عليك»، محذرا له من «اللعب بالنار مع مصر» على حد قوله.

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023