شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محطات في توتر العلاقات المصرية السودانية في عهد السيسي

منذ انفصال القاهرة عن الخرطوم عام 1956م‏، ظلّ السودان الدولة المقربة إلى مصر لاعتبارت حدودية وعربية؛ حتى إن الدولتين لم تفرضا تأشيرات دخول لمواطنيهما، وظلّت العلاقة متشابكة طيلت العهود الرئاسية السابقة.

لكن، في عهد عبدالفتاح السيسي، تحوّلت العلاقة بين البلدين إلى عداء؛ خاصة بعد ضبط مدرعات مصرية في السودان لدعم المتمردين.

بداية الشرارة

بالرغم من أن أزمة سد النهضة تنحصر بين مصر وإثيوبيا بشكل كبير، يعدّ السودان طرفًا أساسيًا فيها، بعدما شاب موقفه الانحياز إلى الجانب الإثيوبي؛ فقد ظل الجانبان ملتزمين باتفاقية 1959، التي تعتبر دستورًا لأعمال الهيئة الفنية الدائمة المشتركة بين دول النهر، أظهرا في هذه السنوات تعاونًا مثاليًا بإنشاء المشاريع على النهر.

إلى أن جاءت فكرة مشروع سد النهضة، وأخذت مصر والسودان مواقف غير موحدة من سد النهضة؛ فاتهتم مصر الخرطوم بدعم إثيوبيا، ويرى السودان أنّ للسد فوائد عظيمة وأنه ليست له أي أضرار أو مخاطر، وأن موقف مصر ظالم.

وفي حوار للرئيس عمر البشير في قناة «العربية» السعودية، انتقد تهديدات مصر بضرب سد النهضة، واصفًا إياها بـ«غير المسؤولة».

حلايب أسوة بتيران

اشتدت الخلافات السودانية المصرية بشأن مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه، خاصة بعد رفض الجانب المصري اعتباره سودانيين؛ ما جعل السودان يدعو مصر إلى التفاوض المباشر لحل القضية أو اللجوء إلى التحكيم الدولي.

 

اتهامات بدعم جوبا بالسلاح

وفي حوار مع رؤساء تحرير صحف سودانية مرافقين له في زيارته الأخيرة إلى الإمارات، قال الرئيس السوداني إنّ لدى إدارته معلومات تفيد بأن القاهرة تدعم حكومة جنوب السودان، وما يقصّه ليس أن الحكومة المصرية تقاتل في جنوب السودان؛ لكنها تمد حكومتها بالأسلحة والذخائر.

وأضاف أنّ «هناك مؤسسات في مصر تتعامل مع السودان بعدائية»، متهمًا جهات لم يسمّها داخل هذه المؤسسات بأنها تقود هذا الاتجاه».

إبقاء العقوبات ضد السودان

واتهم السودان مندوب مصر في مجلس الأمن في أبريل الماضي بتقديمه طلبًا لإبقاء العقوبات المفروضة على الخرطوم طبقًا للقرار 1591 الذي يحظر بموجبه بيع الأسلحة للسودان.

وعلق وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أثناء اتهامه مصر قائلًا إنّ الموقف المصري «غريب لدينا ونتمنى ألا يكون انعكاسًا لخلافات طفيفة بين البلدين؛ لأنه في هذه الحالة سيكون موقفًا شاذًا عن الموقف الإفريقي والعربي والمصري الثابت والداعم للسودان».

فيما نفت مصر اتخاذا هذا الموقف، عبر بيان من وزارة الخارجية؛ قالت فيه إنها تتبنى المواقف الداعمة لمصلحة الشعب السوداني، سواء بمداولات مجلس الأمن أو لجان العقوبات.

وأضاف المتحدث باسم الوزارة أنّ لجنة العقوبات الخاصة بالأوضاع في دارفور «لم تناقش من قريب او بعيد في اجتماعاتها الأخيرة مسألة تمديد العقوبات على السودان».

وسبق وكشف صحفيون سودانيون عن معلومات تفيد بأن الاستخبارات المصرية استضافت شخصيات من المعارضة السودانية ساهمت في عرقلة محاولات إنهاء الخلافات في الداخل السوداني بين حكومتي جوبا (جنوبًا) والسودان.

التحالف الثلاثي

كشف تقارير صحفية عن تحالف ثلاثي يضم القاهرة وجوبا وكمبالا لإسقاط الخرطوم وأديس أبابا؛ عبر دعم المعارضتين السودانية والإثيوبية وتسليحهما واستبدال حكومتيهما بأخرتين مواليتين للسيسي وموسيفيني.

وتسبب تدخل مصر السلبي في جنوب السودان بدعم سلفاكير بالسلاح علنًا في إشكال مستقبلًا لمصر؛ فجنوب السودان تشظى قبليًا ولم تعد حكومة سلفاكير تحظى بأي شرعية، كما أرسلت مصر أطنانًا من السلاح والذخيرة ومدربين إلى جنوب السودان بحجة تدريب جيشها الوطني.

زيارة الشيخة موزة

وجاءت زيارة الشيخة موزا المسند، والدة أمير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى السودان في مارس الماضي وسط جدل كبير؛ إذ أغضبت إعلام نظام السيسي واعتبرها حملت رسائل ضمنية وموجّهة إلى مصر.

تزامنت الزيارة مع تصعيد سوداني ضد مصر؛ فبينما زارت موزا الخرطوم قرّرت الحكومة السودانية حظر استيراد منتجات المربى والكاتشب من مصر واعتبارها سلعًا فاسدة مصنعة من مدخلات إنتاج ملوثة؛ في إشارة منها إلى الخضراوات والفاكهة المصرية، وغالبًا ما تكون هذه الرسائل الجانبية مقصودة وموجهة؛ فمصر -على سبيل المثال- عندما استقبلت الملك سلمان بن عبدالعزيز أغلقت قناة المنار اللبنانية، في خطوة رآها مراقبون حينها تودّدية للسياسة السعودية.

ضبط أسحلة

وقال الرئيس عمر البشير في مايو الماضي إنّ القوات السودانية ضبطت مدرعات مصرية بحوزة متمردي دارفور الذين هاجموا شرقها وشمالها.

وفي كلمة له أمام حفل لقدامى المحاربين في وزارة الدفاع السودانية بالخرطوم، أعرب عن أسفه لذلك؛ ووصف هجوم المتمردين على دارفور عبر محورين من ليبيا وجنوب السودان بأنه مؤامرة كبرى ضد السودان.

وفي كلمته قال البشير: لقد حاربنا مع المصريين منذ 1967، في حين بقينا نحارب ضد المتمردين في البلاد لعشرين سنة لم تدعمنا مصر حتى بطلقة، والذخائر التي اشتراها السودان منهم كانت فاسدة.

واتهم أمين حسن عمر، كبير مفاوضي الحكومة السودانية في مفاوضات سلام دارفور، الحكومة المصرية بدعم مسلحي دارفور بالسلاح بطريقة غير مباشرة؛ عن طريق حكومة جنوب السودان وقائد محاولة الانقلاب الليبية خليفة حفتر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023