موجة من الغضب انتابت مؤيدي ومعارضي النظام، بعد قرار الحكومة بصرف المعاشات بعد عيد الأضحى، في ظل رغبة وزارة التضامن الانتظار حتى الحصول على فوائد هذه الأموال من البنوك.
يأتي هذا بعد أن كان يأمل أكثر من 9 مليون موظف، صرف معاشاتهم مبكرا هذا الشهر، في ظل زيادة المصاريف مع دخول عيد الأضحى المبارك.
حمدي رزق: بلادة وعدم إحساس
وشن الكاتب الصحفي حمدي رزق هجومًا شرسًا على وزارة التضامن بعد إعلان تأخير صرف المعاشات إلى بعد العيد .
وقال رزق في مقال نُشر له بـ«المصري اليوم» تحت عنوان : «عيد بأي حال عدت يا عيد» : «الإحساس نعمة، شفت بلادة وعدم إحساس أكتر من كده، العيد لم يأت إذ فجأة، معلوم باليوم والتاريخ منذ شهور، والمعاشات مرصودة 9 ملايين و400 ألف، والفلوس متوفرة 11 مليار جنيه، اللى ربط المرتبات إلكترونيا أول الشهر يفكها استثناء، أصحاب المعاشات داخل عليهم عيد، يترجون الله فى حق النشوق، ولكن منين نجيب ناس لمعناة الكلام يفهموه؟».
وأضاف رزق أنه لو فكر مسؤول على درجة «إنسان» من كبار المسؤولين فى وزارة التضامن، وشارك أصحاب المعاشات هموم العيد، وحسبها من العيد الصغير على الأجندة الرقمية، كيف سيدخل العيد على هؤلاء بدون معاشات- وهى بالأساس لا تكفى عيدا ولا مولدا، جنيهات بالكاد يقمن صلبه- وفكر قليلاً، وتعاطف قليلاً، كانت تفرق كثيرا.
وتابع أنه «لو لفت أحدهم نظر الوزيرة غادة والى إلى أن المعاشات ستُصرف بعد العيد، وهناك حاجة لتعديل فى السيستم الإلكترونى، ما كانت سكتت، وأشك أنها كانت ستتأخر عن غوث أصحاب المعاشات قبل العيد، ولكن البلادة الوظيفية طبع، طالما سعادته قبض المرتب قبل العيد واشترى اللحمة، فليهلك أصحاب المعاشات».
وأوضح رزق أن حال أصحاب المعاشات فى العيد محزن، قائلا « حزانى لا يكفكف لهم دمع، لا بواكى لهم، قد ضلّ مَن كانت العميان تهديه، والعميان يقودون هذه الوزارة المنوط بها رعاية أصحاب المعاشات، والتى تتوفر على تلبية حاجاتهم المجتمعية، مرة يقولّك السيستم، ومرة يقولّك كيف يقبض صاحب المعاش معاش شهر قبل القبض بأسبوع، يعنى يقبض مرتين فى الشهر؟!، وكأن صاحب المعاش هيقبض قبل العيد وبعد العيد!».
معتز مطر: لو جينكز خان محتل كان صرف المعاشات
وسخر الإعلامي معتز مطر من قرار حكومة الانقلاب بصرف المعاشات بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك قائلا: «لو جنكيز خان كان محتل مصر كان هيصرف المعاشات قبل العيد».
وقال مطر -خلال برنامجه «مع معتز» المذاع على قناة «الشرق» مساء الأحد- «الحمد لله الحكومة أعلنت وقالت الخبر اللي كل الموظين كانوا مستنيينه: وزيرة التضامن الاجتماعي تعلن أن صرف معاشات سبتمبر في موعده بعد إجازة العيد، مضيفا أن المواطن متفهم تماما وجهة نظر الحكومة».
فوائد البنوك أهم من حاجة أصحاب المعاشات
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي مجدي سرحان، أن «نفس المشكلة التى حدثت مع أصحاب المعاشات فى دخول رمضان الماضى تتكرر الآن.. الدكتورة غادة والى تتمسك بعدم صرف المعاشات لمستحقيها إلا فى أول الشهر الميلادى الذى يوافق يوم الجمعة بداية عيد الأضحى.. ويعنى ذلك أن الصرف لن يتم الا بعد نهاية إجازة العيد يوم 5 سبتمبر.. تماما مثلما أصرت من قبل على عدم صرف معاشات يوليو قبل رمضان.. ولم يتم الصرف فعلا الا يوم 5 رمضان الذى وافق بداية الشهر الميلادى».
وتساءل مجدي في مقال له بصحيفة الوفد، «هل حقيقى أن وزارة التضامن لا تريد صرف المعاش نهاية الشهر الميلادى حتى تتمكن من الحصول على فوائد هذه الأموال كاملة؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل هذا أهم لدى الحكومة من إثارة مشاعر الغضب ضدها لدى أكثر من 9 ملايين مواطن مصرى ينتظرون بفارغ الصبر هذه الجنيهات القليلة التى لا تسمنهم ولا تغنيهم من جوع.. بعد أن انقطعت بهم السبل وصارت هذه المعاشات هى مصدر دخلهم الوحيد ووسيلة استمرارهم على قيد الحياة.. بكرامة وكبرياء.
وأضاف سرحان «ألا يكفى هؤلاء ما يعانونه من تدنى قيمة ما يحصلون عليه من مبالغ ضئيلة.. لا تصل حتى إلى الحد الأدنى للأجور المقدر حسب الدستور بـ1200 جنيه.. بينما حصيلة أموال المعاشات والتأمينات المقدرة بمئات المليارات من الجنيهات «مدفونة فى مقابر هيئة التأمينات وخزانة الدولة وهيئة الاستثمار»..على حد وصف النائب السابق البدرى فرغلى رئيس اتحاد أصحاب المعاشات المستقلة؟!».
وتابع «ألا يكفيهم أيضا ما يعانيه الكثيرون منهم فى طوابير الصرف أمام مكاتب البريد.. وعدم استجابة الدولة لمطالبهم المتكررة بتعديل القوانين الخاصة بقيمة المعاش.. والتى لم تعد تتناسب بأى حال من الأحوال مع الأوضاع الاقتصادية بالغة الصعوبة والقسوة التى تمر بها البلاد.. حتى أن الكثيرين منهم لا يزيد معاشهم على 300 جنيه شهريا.. ويعيش نحو 5 ملايين منهم «تحت خط الفقر» وفقا لتقديرات اتحاد أصحاب المعاشات؟!».
استغاثة البدري فرغلي
ومن جانبه وجه البدري فرغلي رئيس اتحاد أصحاب المعاشات، رسالة استغاثة إلى المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، مفادها: «أنقذونا من وزيرة التضامن الاجتماعي»، وذلك على خلفية قرار الدكتورة غادة والي بتأخر صرف المعاشات لما بعد عيد الأضحى المبارك.
وأوضح فرغلي خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «صح النوم»، المذاع عبر قناة «LTC»، مساء الأحد، أن 9 مليون أسرة حُرمت من الحصول على مستحقاتهم المادية ليقضوا فترة العيد بسلام، بسبب قرار وزارة التضامن، ما تسبب في حالة احتقان في مختلف أنحاء مصر من إسكندرية إلى أسوان.
وأشار إلى أنه أرسل لرئيس الوزراء منذ أسبوع، بيان رسمي طالبًا صرف المعاشات قبل العيد، وبدورها اشتكت وزيرة التضامن في مؤتمر صحفي من الناحية الفنية والتقنية التي منعت صرف المعاشات قبل عيد الأضحى، معلقًا: «ما ذنب أصحاب المعاشات.. هو المصريين ناقصين عكننة».
وعن سبب تأخر صرف المعاشات، أكد رئيس اتحاد أصحاب المعاشات، أن الوزيرة غادة والي وضعت أموال التأمينات الخاصة بصرف المعاشات في البنوك الاستثمارية البعيدة عن القطاع المصرفي الوطني للدولة، وبالتالي فإن بقاء تلك الأموال لفترة أكبر تصب في صالح تلك البنوك.
