قالت شبكة «دويتشه فيله»، إن أزمة قطر وصل تأثيرها الآن إلى أفريقيا، فبعد أن دعت السعودية عددا من البلدان، بما في ذلك الصومال، للانضمام إلى مقاطعة قطر، أثبتت بلدان بأفريقيا بأنها ليست على استعداد للامتثال لأوامر الرياض، فما هو موقف الدول الأفريقية وعلى ماذا تبني تلك المواقف؟
بحسب ما نقل التقرير وترجمته «شبكة رصد»، حافظت «الصومال» على علاقات طيبة مع «قطر»، وعلى الرغم من استمرار السعودية والإمارات ومصر والبحرين في مطالبتها بقطع علاقتها بها، إلا أنها لن تمارس ضغوطا عليها، حيث دعا رئيس الصومال «محمد عبد الله محمد» جميع الدول المعنية إلى الدخول فى حوار، إضافة إلى ذلك فقد سمح للطيران القطري بالمرور عبر مجال الصومال الجوي.
وأضافت الشبكة، أن الصومال تضعف المقاطعة التي تفرضها البلدان الأربعة، والتي أغلقت حدودها في وجه قطر يونيو الماضي، وتلتها قطع العلاقات الدبلوماسية وفرض الحصار، متهمين الحكومة القطرية بدعم المنظمات الارهابية وطالبوها بقطع جميع العلاقات مع جماعة الاخوان المسلمين وسحب القوات التركية من الإمارة، إلا أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أصر على الحفاظ على سيادة بلاده.
الصومال تتفق مع قطر
تقول «دويتشه فيله»، إن حياد الصومال يجري اختباره الآن، حيث عرضت السعودية والإمارات عليها 81 مليون دولار للمشاركة في المقاطعة التي تفرضها على قطر، ويشار إلى أن الصومال تجمعها علاقات طيبة مع السعودية، أكبر شريك تجاري لها في منطقة الخليج. ودعمتها من قبل في حربها على اليمن.
لكن على الرغم من ذلك التقى الرئيس الصومالي مع قطر، وكانت أحد الأسباب التي أشيعت هو دعم قطر لحملة الرئيس الصومالي الحالي، حيث يقول «محي الدين أحمد روبل»، الخبير السياسي الصومالي، «لم يكن محمد عبد الله محمد سيصبح رئيسا للبلاد لولا الدعم الذي قدم لحملته من قطر»، مضيفا أن النخبة السياسية الآن في الصومال أقرب إلى قطر، موضحا أن رئيس الأركان الصومالي تواصل مع قطر خلال الأزمة، وهو الذي أقنع الرئيس بأن يكون محايدا.
صراع على الحدود
وأشارت الشبكة إلى أن الإمارات أيضا تلعب دورا في التوترات التي تتفاقم الآن في الصومال، بسبب رغبتها في زيادة نفوذها الإقليمي بمنطقتي «صوماليلاند وبونتلاند» وبناء موانئ هناك ورغبتها في إنشاء قاعدة عسكرية بها، ويشار إلى أن المنطقتان أعلنتا استقلالهما وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة في مقديشيو ولا تزال تعتبرها جزءا من الصومال.
وحافظت حكومات المنطقتين بعلاقات جيدة مع السعودية حيث يرون فيها مؤيد مستقبلي وداعم مالي لهم، حسبما أكد «محي الدين أحمد روبل»، والذي قال إن الرئيس الصومالي غير مرتاح للعبة النفوذ السياسي التي تحدث هناك، لكنه لم يتحدث لتلك الدول، وهو خطأ ارتكبه، مضيفا أن تلك الدول اقتصادها أقوى ومازال الصومال يتعافى بعد 20 عاما من الحرب الأهلية.
وتفاقمت الأوضاع في القرن الأفريقي عقب اندلاع نزاع حدودي قديم بين إريتريا وجيبوتي، في يونيو الماضي، والذي استمر لسبع سنوات، بعد انسحاب قات حفظ السلام القطرية – حوالي 450 جنديا – من المنطقة عقب أزمة الخليج، وانتهى دورها كوسيط بين البلدين. فاحتلت إريتريا فورا المنطقة الحدودية غير المأهولة شمال شرق جيبوتي، وحذر «روبل»، من أن رفض إريتريا التراجع يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التوتر بين الدول الثلاث.
ازدياد التوتر غرب أفريقيا
وتتخذ الدول الأفريقية المشاركة في النزاع القطري جوانب مختلفة، حيث تدعم إريتريا وجيبوتي، السعودية والإمارات، بينما لا تزال الصومال وإثيوبيا محايدة، حسبما أوضح «روبل» والذي يضيف أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في اللعبة الإقليمية الدائرة الآن في تلك المنطقة – أفريقيا – أقوى من قطر، بينما قطر لها علاقات جيدة مع الصومال.
وأشار المحلل السياسي إلى أن غرب أفريقيا أيضا تأثر بأزمة الخليج، حيث دعت المملكة العربية السعودية بلدان منطقة الساحل إلى إيضاح موقفها، فالتقت تشاد بموقف المملكة العربية السعودية، وأبلغت السفير القطري أنه هو وموظفوه غير مرحب بهم، واستدعت الحكومة التشادية دبلوماسييها من قطر.
يقول «عبد الله سوناي»، الخبير بمركز الشرق الأوسط في برلين: «تخشى تشاد من عدم الاستقرار، وهو تهديد حقيقي، وتعاني من الجهاديين هناك».
أما السنغال، فتقيم اتصالات مع قطر بسبب علاقتهم طويلة الأمد، ويقول «سوناي»، إن السنغال تعتبر حالة خاصة، فالبلاد تتمتع بعلاقات اقتصادية ممتازة مع قطر، وتحقق أرباحا كبيرة من الاستثمارات القطرية، مضيفا أن وضعها أفضل من البلدان الأخرى، وتستطيع أن تعمل وفقا لمصالحها الخاصة.
أم الدول الأخرى فلديها الكثير لتخسره إذا قطعت علاقتها مع السعودية والتي تعاونت معها على مدى عقود طويلة.