مع انتهاء المرحلة الأولى من مشروع الصكوك الذي نظمته وزارة الأوقاف وهي مرحلة ذبح جميع الأضاحي في الوقت الشرعي، شهدت نسبة الأقبال على الصكوك انخفاض ملحوظ، الأمر الذي انعكس أيضا على الجمعيات الخيرية، التي شهدت انخفاض كبير في إقبال المتبرعين عكس السنوات الماضية، في الوقت نفسة شهدت نسبة شراء المصريين الأضاحي انخفاض ملخوظ، كما قلت نسبة استهلاك الفرد للحوم، والتي انخفضت بنسبة تصل إلي 50%.
الأوقاف تفشل
وفشلت وزارة الأوقاف في تحقيق 40% من المستهدف لها بجمع مليون طن من اللحوم، حيث استطاعت جمع 400 ألف طن فقط، في ظل إحجام المصريين عن شراء صكوك الأضحية هذا العام، بسبب الظروف الإقتصادية.
وفي الوقت الذي فشلت فيه وزارة الأوقاف في تحقيق أقل من نصف الكمية التي كانت تستهدفها، تراجعت نسبة شراء اللحوم في مصر بنسبة كبيرة.
20% تراجع في الاستيراد
مع نهاية عيد الأضحى المبارك وارتفاع أسعار اللحوم التي شهدتها السوق المحلية عن العام الماضي، تراجع حجم استهلاك المصريين من لحوم الأضاحي عن الأعوام السابقة، فكثير من الفقراء لم يأكلوا اللحم هذا العام لقلة مراسم الأضاحي وتأثر النشاط التجاري في الأسواق، باعتباره المؤشر الحقيقي الذي يمكن من خلاله القياس المباشر لحركة البيع والشراء التي تأثرت بالإجراءات الاقتصادية الأخيرة، خاصة بعد تعويم الجنيه وزيادة أسعار المحروقات التي أدت إلى زيادة أسعار السلع والخدمات ومنها اللحوم الحية والمذبوحة.
وتشير آخر الإحصائيات إلى تراجع واردات مصر من اللحوم خلال مايو 2017 بنسبة 20.3% مقارنة بمثيله من العام الماضي، حيث بلغ حجم واردات اللحوم في مايو 2017 نحو 113.2 مليون دولار، مقابل 142 مليون دولار في مايو 2016.
هذا التراجع يدل على تأثر المجتمع بالقرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواشي بنسبة 100%، مقارنة بالعام الماضي بالنسبة للخراف، لتسجل نحو 4 آلاف جنيه خلال موسم الأضحى الحالي، مقابل ألفي جنيه خلال الموسم الماضي.
وبحسب إحصاءات رسمية فإن إجمالي استهلاك مصر من الأضاحي لعام 2014 بلغ حوالي 7 مليارات و800 مليون جنيه، وفي عام 2015 بلغ حجم إنفاق المصريين على اللحوم خلال عيد الأضحى، حوالي 8 مليارات و900 مليون جنيه، وفي عام 2016 إنفاق المصريين على اللحوم خلال عيد الأضحى 9 مليارات جنيه، أما عام 2017 فقد بلغ حجم إنفاق المصريين 5 مليارات جنيه فقط على اللحوم في العيد.
عزوف عن التبرع
وشهدت مصر عزوفا كبيرا عن التبرع لصالح المؤسسات الخيرية بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة التى يعاني منها المواطنين جراء ارتفاع الأسعار ورفع الدعم عن بعض السلع الاساسية وفرض المزيد من الضرائب.
وظهرت تجليات هذا العزوف في إعلان تليفزيوني لجمعية الأورمان الخيرية، دعت فيه المصريين إلي شراء صكوك الأضاحي بالتقسيط على 12 شهرا.
واستندت الجمعية في إعلانها، على فتوى لدار الإفتاء المصرية أكدت، أن شراء صك الأضحية بالتقسيط جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، ولا يؤثر ذلك في قبولها عند الله تعالى ولا في حصول الأجر والثواب عليها.
واستشهدت الإفتاء بفتواها بما أخرجه الدارقطني في سننه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَسْتَدِينُ وَأُضَحِّي؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنَّهُ دَيْنٌ مَقْضِيٌّ».
وقالت الإفتاء إن الشراء بالتقسيط في معنى الاستدانة، ورغم الإشارة إلى ضعف الحديث الشريف، إلا أنها أوضحت أن معناه صحيح، وأن الضعيف يُعمَل به في فضائل الأعمال.