في قلب مدينة الغردقة، عاصمة محافظة البحر الأحمر السياحية، وعلى بعد أمتار من ميدان السقالة، أحد أكثر الميادين في المدينة حيوية-منطقة الميناء- يعيش نحو 50 أسرة قرابة الثلاث شهور في حالة من عدم الارتياح وذالك من طفح الصرف الصحي المستمر متهمين شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالإهمال في العمل والتقاعس عن حل المشكلة التي أصبحت مزمنة بأكثر المناطق حيوية وبأكبر مدن مصر السياحية مدينة الغردقة والتي تنذر بكارثة بيئية وصحية.
ذهبتُ بعد مكالمة تليفونية يستنجد فيها محمد صبحي- أحد أبناء المنطقة- الذي أنهكته شركات المياه ذهابًا وإيابًا واتصالاً بأرقام الخط الساخن الذي أكد انه أكثر الخطوط برودة في محافظة البحر الأحمر.
يحكي "محمد صبحي" المواطن البسيط قائلاً: ذهبت مرارًا وتكرارًا إلى الشركة بعد محاولة اتصالات هائلة على الخط الساخن قرابة الثلاثة شهور ودلني الموظف عن المسئول وقابلت أحد الأشخاص يدعى "محمود" يقال إنه مدير تكلمت معه وأخبرته بمعاناتنا على مدى هذه الشهور، ويكمل محمد حاكيًا المشكلة بدأت بسقوط أحد العاملين بالشركة في بالوعة المجاري القريبة والتي قضت بنحبه وموته في ذلك اليوم نتيجة تقصير الشركة في توفير عنصر السلامة المهنية لموظفيها؛ حيث بدأت محاولات لإخراجه كان منها ردم البالوعة الرئيسية بالحجارة .
وبعد إخراجه لم يتم إزالة الردم الذي بداخل البالوعة.
واستجاب المدير وأرسل معه سيارة صرف صحي لنزح البركة وعادت بعدها المشكلة بساعات محدودة.
وبدأت الشركة بعدها كما يحدثنا بتبليغه إننا ابلغنا المهندس المسئول ولا يزال المسئول خارج نطاق الخدمة- على حد قوله-.
وعلى مقربة من المنطقة رأيتُ طفلاً صغيرًا بدراجته يحاول اللعب داخل البركة الممتلئة بمياه المجاري, وطلبت منهم أن يقوموا بإبعاده وأخبروني أن أطفال المنطقة كانوا يلعبون بهذه المنطقة التي تحولت إلى وباء.
"الحاج حسن بخيت"- احد قاطني المنطقة- في الـ60 من عمره، والذي بدأ كلامه قائلاً: "عيالي الأربعة يعانون من التهاب الكبد الوبائي وتحت رعاية الصحة؛ حيث منعوا من المدرسة".
الحاج حسن كان قد هاتفني أمس هاتفًا ونبرة صوته تحاكي معاناته وقد بكى حينما قولت له ألف سلامة على أبنائك, وقررت بعدها أن أجري هذا التحقيق.
تحدث الحاج حسن بعدها عن مدى إهمال الشركة، قائلاً: حتى المياه يتم قطعها بالأسابيع وأننا نقوم بشراء المياه المعدنية بعد إصابة أبنائي فحين تأتي المياه تكون مختلطة بمياه المجاري.
ذهبت بجوار منزله والتقت بعد الصور؛ حيث خط المياه بجوار خط المجاري فعلمت بعدها أن المياه لا بد أن تكون ملوثة, وأن شركة المياه تنشر وبائًا عن طريق المياه في كل المناطق المجاورة.
الحاج حسن أكد بنبرة صوت صارخة بعد كل كلامه أن الأمر بات مستحيلاً وأننا نترك المنزل بسبب الرائحة ويذهب إلى بيت أخيه لنستنشق هواء بدون رائحة كريهة كرائحة المجاري.
شهدت "شبكة رصد الإخبارية"بأن أهالي المنطقة قامو بالاتصال بالعميد ناجح رئيس مجلس إدارة شركة المياه والصرف الصحي بالبحر الأحمر وقمت بمحاولة اتصال لمعرفة إذا كان يدرك شيئًا من الأمر وأسمع الطرف الآخر كنوع من الحيادية ولكن جرس الهاتف (يرن) ولا أحد يجيب مرارًا وتكرارًا وبعدها فقدت الأمل في الإيجابية.