شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سيف الدولة لـ«رصد»: هكذا باع السيسي كرامته من أجل رضا ترامب

الدكتور محمد عصمت سيف الدولة

أكد الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، المحلل السياسي، ورئيس حركة «مصريين ضد الصهيونية»، أن استئناف مناورات النجم الساطع بين مصر وأمريكا رغم تجميد جزء من المعونة الامريكية، يكشف الخلاف الدائر داخل المؤسسات الامريكية تجاه ما يدور فى مصر.

وأوضح سيف الدولة في تصريح خاص لرصد، ان البنتاجون، وهو المؤسسة الاقوى فى النظام الامريكى، هو الطرف الأكثر حرصا على العلاقات العسكرية والأمنية مع مصر،وهو موقف ثابت واصيل لم يتغير او يتحور، رغم كل العواصف التى مرت بالعلاقات على امتداد السنوات الست الماضية و ما قبلها ايضا.

وقال: «على عكس ما تشيع وسائل الاعلام المضللة، من ان عبد الفتاح السيسى تحدى الاميركان، فان الشهور القليلة الماضية اثبتت كم كان السيسى متلهفا على الفوز بالرضا والقبول والاعتراف الامريكى، وهو ما ظهر بشكل فج ومبتذل فى عدة مواقف وقرارات، أبرزها كان سحبه لقرار ادانة المستوطنات الاسرائيلية من مجلس الامن بناء على طلب من ترامب، وكذلك تسليمه رقبة الاقتصاد المصرى لنادى باريس واستسلامه الكامل لشروط صندوق النقد الدولى ( احد أهم ادوات ومؤسسات النظام الراسمالى العالمى) بتعويم الجنيه ورفع الدعم والاسعار، وكذلك مبايعته غير المشروطة لما يسمى بصفقة القرن التى اعلنها ترامب بخصوص قضية فلسطين والتى لا تعدو ان تكون تصفية للقضية الفلسطينية ودمج اسرائيل فى المنطقة، وهى الصفقة التى كانت أولى ضحاياها هى جزيرتي تيران وصنافير، وكذلك تزلفه المخجل لترامب فى البيت الأبيض فى اول لقاء بينهما، حين قال له « لقد راهنت عليك» و انت شخصية فريدة قادرة على فعل المستحيل وكذلك قبوله التصوير معه واقفا وسط جمع من الواقفين خلف ترامب الجالس الوحيد وكأنه احد موظفيه».

وتابع: «كذلك استنجاده به علنا فى بيان رسمى بعد احد العمليات الارهابية ضد الاخوة المسيحيين. ناهيك عن الاحتفاءات المبالغ فيها والمبتذلة التى قام لها إعلامه والتى وصلت الى وصف ترامب بالمهدي المنتظر فى جريدة الاهرام..الخ».

واضاف قائلا :«اننا امام احد المشاهد الكلاسيكية للتبعية المصرية للولايات المتحدة الامريكية، التى لم يتغير منها شيئا، فى استئناف وإعادة انتاج لذات التبعية التى كانت سائدة ايام مبارك، ومن أعراض التبعية ان المتبوع يتصرف كما يحلو له مع التابع بدون أدنى مراعاة لمصالحه او لكرامته، فيعلق المعونة او جزء منها، وهو يدرك ان لا احد فى مؤسسات الدولة فى مصر سيجرؤ على الاعتراض او الرد بالمثل او رفض المعونة او حتى رفض المشاركة فى مناورات النجم الساطع الى حين استئناف المعونة».

وبين أن هناك عشرات التصريحات المسجلة والموثقة من مسئولين عسكريين اميركان، تؤكد باستمرار على الأهمية الاستراتيجية للتعاون العسكرى المصرى الامريكى، للمصالح الامريكية، وكيف ان مناورات النجم الساطع كان لها دور مهم وأساسى منذ بداية الثمانينات فى تدريب القوات الاميركية على البيئة الصحراوية مما سهل مهماتهم فى غزو أفغانستان عام ٢٠٠١ وغزو العراق فى ٢٠٠٣.

وأوضح سيف الدولة أنه بخصوص قرار تعليق جزء من المعونة، فهو قرار صادر من الكونجرس ، وعلى الأغلب انه لم يأتِ على هوى العسكريين الاميركان، الذين يشهدون لصالح مصر ولصالح الجيش المصرى ويشيدون بالعلاقات العسكرية بينهما وبالعلاقات العسكرية والأمنية المصرية الاسرائيلية كما يشيدون بالتسهيلات والتسهيلات اللوجيستية التى تعطيها مصر للبوارج الامريكية فى قناة السويس وللطائرات الحربية الامريكية فى المجال الجوى الامريكى.

وأشار سيف الدولة أنه أما من المنظور الوطنى المصرى، فلا يزال الضمير الوطنى المصرى يرفض التبعية للولايات المتحدة الامريكية، ويرفض مناورات النجم الساطع منذ بدايتها فى عام ١٩٨١، ويرفض المعونة الامريكية بشقيها العسكرى والاقتصادى ويعتبرها احد الأدوات الامريكية لاحتكار التسليح المصرى وضمان تفوق اسرائيل واختراق العمق المصرى والسيطرة على القرار السياسى.

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023