أثارت أنباء اعتقال الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني، ضجة كبيرة، وفجرت غضبًا شديدًا لدى النشطاء والسياسيين، الأمر الذي اعتبره مراقبون انتهاكات جديدة يمارسها آل سعود في حق الدعاة والمعارضين.
وأثارت الاعتقالات تخوفات نشطاء وسياسيين من الخطوات التي تتخذها المملكة، تجاه كل من يخالف أوامرها، مشيرين إلى أن عهد بن سلمان قد يكون الأسوء في تاريخ آل سعود من الناحية السياسية.
وذكر الحساب السعودي المعارض «كشكول»، أن حدث اعتقال الشيخ سلمان هي حلقة في سلسلة اعتقالات بدأت عام 1994، وستكون في الأيام القادمة ألعن وأظلم.
#اعتقال_الشيخ_سلمان_العودة حدث عادي في سياق مهم.
فالاعتقالات مستمرة من عام ٩٤، السياق هو الملفت للنظر فعهد MBS سيكون ألعن ممن سبقوه وأظلم.— كشكول (@coluche_ar) September 10, 2017
#اعتقال_الشيخ_سلمان_العودة هو لم يعتقل بل وقع في الأسر.
يجب أن نسمي الأمور بمسمياتها فنحن نتعامل مع عدو مستعمر يجثم على صدورنا كالسرطان.— كشكول (@coluche_ar) September 10, 2017
وكانت أنباء متلاحقة تداولها النشطاء عن اعتقال كلا من الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني والشيخ علي العمري، أمس على خلفية تغريدات لهم تبنت الصلح بين أطراف الازمة الخليجية.
بيان الحركة الإسلامية للإصلاح
وأصدرت الحركة الإسلامية للإصلاح بيانا، على لسان المعارض السعودي، سعد الفقيه الذي يرأسها، أدانت فيه اعتقال مشايخ الدعوة «العودة والقرني والعمري»، مشيرا إلى أن اعتقالهم «ليس أقل جريمة من اعتقال العلوان والطريفي والراشد والهاشمي والحامد والقحطاني وبقية المشايخ والمصلحين في السجون».
وقال «الفقيه»، أنه «من فضل الله أن جعل أمر آل سعود بيد هذا المتهور الذي يتصرف بلا محاذير فيظهر بصراحة عدوا للإسلام والشعب ومتلاعبا بكرامة الناس وآكلا لحقوقهم»
ولفت الفقيه، إلى أن حكام آل سعود السابقين «أبقوا شعرة معاوية مع عدد من المشايخ والمثقفين ممن يقبل هذه العلاقة حتى يكونوا دعاية لهامش حرية مزعوم يضللوا به الناس»، مضيفا أن «ابن سلمان جاء ليستغني عن هذه الدعاية فلم يعد بحاجة لأن يقنع الشعب بزعم تحمل هؤلاء المشايخ ولم يعد بحاجة حتى أن يجامل الشعب في احترام الدين».
وقال رئيس حركة الإصلاح، إن «هذه الاعتقالات ليست التصرف الوحيد الناتج عن لامبالاة وتهور بل سبقها سرقة التريليونات و450 مليار لترامب وفرض الضرائب وأزمة قطر وحرب اليمن…»
وطالب التيارات المتحفظة أن تغير موقفها وتتحمل المسؤولية حتى لا تؤكل كما أكل الثور الأبيض، قائلا «إذا أردتم السلامة من الهلاك في الدنيا والآخرة فعليكم الوقوف مع كل من يحارب الظلم والفساد أو على الأقل البراءة من الظالم والتوقف عن مجاملته».
إبعاد الوسطيين والقرب من المرجعيات الطائفية
وانتقد سياسيون إبعاد واعتقال الدعاة الوسطيين الذين يدينون العنف والتطرف، في الوقت الذي يمد القصر الملكي يده إلى الجماعات الطائفية والمتطرفة وتبني علاقات ممع دول الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المفكر والباحث في الشؤون الخليجية دكتور تاج السر عثمان «عجبا لقلوب تتسع لمرجعيات جيش المهدي الطائفي والحشد الشعبي الارهابي (الصدر والاعرجي) وتضيق ذرعا بعلمائها الوسطيين»
عجبا لقلوب تتسع لمرجعيات جيش المهدي الطائفي والحشد الشعبي الارهابي (الصدر والاعرجي) وتضيق ذرعا بعلمائها الوسطيين #اعتقال_الشيخ_سلمان_العوده
— د. تاج السر عثمان (@tajalsserosman) September 11, 2017
ونشر حساب الناشط السعودي الشهير «معالي الربراري»، سلسلة تغريدات، أكد فيها أن الخاسر من اعتقال مشايخ الوسطية، هو الوطن، مشيرا إلى أن العودة دفع ثمن تغريدة بلغ عدد إعادة تدويرها 10 آلف.
وأشار الحساب إلى أن بعض النشطاء الليبراليين، أمثال حماد الشمري ومحمد آل الشيخ، اضطروا إلى حذف تغريداتهم المسيئة للملكة خشية الاعتقال.
وانتقد الحساب أن يصبح الاعتقال ثمن الصمت، بعد أن كان في السابق سببه التفوه بما لا يرضي الدولة، وقال«لو كان اعتقال دعاة الوسطية والاعتدال بسبب حديثهم بما لا يرضي الدولة لقيل «تكميم أفواه»، أما وقد اعتُقلوا بسبب صمتهم.. فماذا بوسعنا أن نقول؟»
كارثة حقيقية إن صحّ خبر #اعتقال_الشيخ_سلمان_العودة .. الوطن هو الخاسر الوحيد من إبعاد علماء الوسطية والاعتدال الذين ينبذون العنف والتطرف.
— معالي الربراري (@Mrbrary) September 10, 2017
تغريدة و 10 الآف ريتويت لها ثمن🙁#اعتقال_دعاة_الوسطية_والاعتدال pic.twitter.com/eOBH2kBoBi
— معالي الربراري (@Mrbrary) September 11, 2017
الدعاء أصبح حرام
وعبر مغردون عن سخطهم، لما أصبح عليه التضييق في حرية التعبير والرأي، لدرجة تصل إلى أن الدعاء كان سببا في اعتقال بعش المشايخ.
حتى الدعاء بالصلح الذي أوصانا به الله..انتهى في شرعهم!
التعاطف والدعاء بالخير حرام..آخر تحديث لدول الحصار!#اعتقال_الشيخ_سلمان_العوده
— عبدالله محمد الصالح (@abdullahalsaleh) September 10, 2017
بن زايد يلغي لجنة تطوير المساجد وبن سلمان يعتقل الدعاة الذين دعوا "بأُلفة القلوب الخليجية"بعد عودته من إسرائيل!#اعتقال_الشيخ_سلمان_العودة pic.twitter.com/Kctnawb4g6
— ابتسام آل سعد (@Ebtesam777) September 11, 2017
منذ أن لاحظت توجيه الذباب الإلكتروني خلال الأيام الماضية ضد د. سلمان ، علمت أنه تمهيداً لإعتقاله .#اعتقال_الشيخ_سلمان_العودة
— عيسى بن ربيعه 🇶🇦 (@3issaqtr) September 10, 2017
العريفي في الطريق
حذر الحساب السعودي «مجتهد» والمقرب من صناع القرار بالقصر الملكي، من هاشتاج متداول باسم «العريفي يتاجر بالدين»، مشيرا إلى أنه تهيئة لاعتقال الداعية محمد العريفي.
و قال المغرد الشهير «خدمة الذباب الإلكتروني لهذا الهاشتاج #العريفي_يتاجر_بالدين ليس إلا تهيئة لاعتقال الداعية محمد العريفي ».
خدمة الذباب الالكتروني لهذا الهاشتاق
#العريفي_يتاجر_بالدين
ليس إلا تهيئة لاعتقال العريفي— مجتهد (@mujtahidd) September 10, 2017