فجرت فضيحة بيع نواب البرلمان المصري لتأشيرات الحج ، حالة من الجدل والارتباك بعدما كشف أحد أصحاب شركات السياحة، أن النواب ببيعون تأشيرات الحج، بأسعار تقترب من 100 ألف جنيه.
وكانت هذه التأشيرات قد أثارت موجة من الجدل بعد أن أهدتها السعودية إلي البرلمان، بعد التصديق مباشرة على اتفاقية بيع جزيرتي «تيران وصنافير» إلي المملكة.
وفضح عماد الدين حسين شعبان، صاحب شركة أموزيس للسياحة، أعضاء البرلمان، مؤكدا قيام بعضهم ببيع تأشيرات الحج المقدمة لهم «هدية» من النظام السعودي.
وقال شعبان، في تصريحات صحفية: «إن عددا من نواب البرلمان باعوا التأشيرات التي حصلوا عليها في صورة هدايا من السفارة السعودية، للمواطنين مقابل 50 ألف جنيه في التأشيرة الواحدة، مشيرا إلى أنّ من بين هؤلاء النواب: «ث – أ»، «ن – ق»، «م – ع»، «ع – ت».
وأضاف شعبان أنه «سيتقدم بملف كامل ضد هؤلاء النواب للنيابة العامة لفتح التحقيق في هذه الواقعة؛ بتهمة استغلال موقعهم في تحقيق مكاسب شخصية»، مشيرا إلى أن مجموعة من الحجاج قاموا بعمل محاضر ضد النواب لدى بعثة وزارة السياحة الموجودة حاليا في مكة، بينهم النائب «م – ع»، بعدما حصل على 95 ألف جنيه مقابل التأشيرة الواحدة.
برلماني: إسقاط عضوية
ومن جانبه أكد محمد العتماني، عضو مجلس النواب، أن اللائحة الداخلية للمجلس ترفض تصرف أي نائب في ممتلكاتة الشخصية دون الرجوع للمجلس، فلا يمكنة البيع أو الشراء، حتى يمنع النواب من استغلال عضويتهم في المجلس من أجل التربح.
وأضاف العتماني في تصريح خاص لـ«رصد» أن الحالة التي نتحدث عنها حاليا ببيع النائب لهدية مقدمة له، كان من المفترض عليه أن يقدمها كخدمات لأهالي دائرتة، ولكنه قرر التربح منها.
وأكد العتماني أنه في حالة ثبوت واقعة بيع النواب تأشيرات الحج المقدمة في صورة هدايا من السفارة السعودية للمواطنين فإن الأمر يستوجب إسقاط العضوية.
فضيحة برلمانية
وطالب مصطفى بكري، بفتح تحقيق نيابي عاجل في وقائع بيع عدد من النواب تأشيرات الحج المهداة من السفارة السعودية بالقاهرة إلى البرلمان لهذا الموسم، بما يسيء لسمعة الأخير، وصورة أعضائه من ممثلي الشعب.
وقال بكري، في طلبه المقدم لرئيس مجلس النواب، علي عبد العال، أمس الإثنين، إنه حصل على معلومات بشأن حصول أصحاب الشركات السياحية على التأشيرات المجانية، المخصصة للنواب، وشراء التأشيرة الواحدة منها بقيمة 50 ألف جنيه (نحو 2850 دولاراً أميركياً).
وأضاف بكري أن هذه الوقائع تنال من سمعة نواب البرلمان، لافتا إلى أن المواطن عماد الدين حسين شعبان، صاحب شركة «أموزيس» للسياحة، الكائنة بمحافظة كفر الشيخ، طالبه بفتح تحقيق عاجل داخل البرلمان.
وأضاف بكري أن صاحب الشركة السياحية طالبه بالحضور للبرلمان، والإدلاء بأقواله، خاصة أن لديه ما يثبت تورط نواب في بيع هذه التأشيرات، وأنه حصل بشكل شخصي على عدد 90 تأشيرة من بعض النواب مقابل مبالغ مالية.
وتابع بكري أن هذا الأمر يسيء للبرلمان أمام الرأي العام، ويعكس صورة من صور الفساد بحق ممثلي المصريين تحت قبة البرلمان، المنوط بهم التشريع والرقابة على أوجه الفساد.
تأشيرات مقابل تيران وصنافير
واعطت السعودية البرلمان تأشيرات الحج بعد تمريره اتفاقية «تيران وصنافير»، حيث تلقت الأمانة العامة للبرلمان، 1800 تأشيرة حج، لهذا العام، من سفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة، لتوزيعها على أعضاء البرلمان بواقع 3 تأشيرات لكل نائب؛ الأمر الذي اعتبره رموز السياسة ف مصر أنه بمثابة رشوة مغلفة، خاصة وأن أغلب نواب البرلمان يقومون ببيع هذه التأشيرات، كما قام نواب الحزب الوطني في 2005/2010.