نشرت صحيفة «التايمز» تقريرا لمراسلتها في القاهرة بيل ترو، تقول فيه إن السعودية طلبت من مواطنيها التجسس على أصدقائهم، عبر تطبيق على الإنترنت، يذكر بالجو الروائي القمعي الأورويلي- جورج أوريل- بحسب منظمات حقوق الإنسان.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته «عربي21»، عن أن وزارة الداخلية السعودية طلبت من مواطنيها استخدام تطبيق «كلنا أمن» للإبلاغ عن جيرانهم أو مستخدمي التواصل الاجتماعي، الذين يعتقدون أن لهم علاقة بنشاطات إرهابية، مشيرا إلى أن النائب العام عرف في رسالة الإرهاب بأنه «النية للعبث بالنظام العام» و«تهديد الوحدة العامة».
وتورد الكاتبة نقلا عن نقاد، قولهم إن الحكومة السعودية تقوم بتعبئة السكان للتجسس على الإنترنت؛ للحد من نشاطات المعارضة، لافتة إلى أن تلك التحذيرات جاءت قبل بدء احتجاجات ضد الدولة، وهي حدث نادر في البلاد من المقرر عقدها اليوم، حيث دعت مجموعة من المنفيين، تطلق على نفسها «حراك 15 أيلول»، السعوديين للخروج إلى الشوارع، والاحتجاج ضد الفقر والاضطهاد السياسي وحرمان المرأة من حقوقها.
وتقول الصحيفة إن البعض قام بعد ساعات من الإعلان بإبلاغ الداخلية عن أشخاص لهم علاقة بالتظاهرات، لافتة إلى أن الوزارة قالت للناس إن التطبيق يسمح لهم بتصوير حسابات التواصل الاجتماعي التي يريدون الإبلاغ عنها.
ويلفت التقرير إلى أن التطبيق أطلق في فبراير ليمنح المواطنين الفرصة للإبلاغ عن التجاوزات المرورية، وبعد ذلك نشر النائب العام تعريفه للإرهاب، قائلا إن «تهديد الوحدة الوطنية، وعرقلة القانون الأساسي للحكم، أو بعض بنوده، وتشويه سمعة الدولة أو وضعها، تعد جرائم إرهابية»، وضم إلى التعريف في تغريدة لاحقة «أي فعل ارتكبه مجرم أو جماعة -مباشرة أو غير مباشرة- يهدف لإرباك النظام العام، أو زعزعة أمن الدولة والمجتمع».
وتنقل ترو عن مديرة برنامج الشرق الأوسط. في منظمة «هيومان رايتس ووتش» سارة لي ويتسون، قولها إن تعريفا واسعا للإرهاب قد يشجع الناس للتجسس بعضهم على بعض، «ويدخل السعودية إلى مستوى جديد من الواقع الأورويلي، عندما تنقل مهمة الرقابة للمواطنين على التعليقات التي يكتبها المواطنون على الإنترنت».
وتفيد الصحيفة بأن ناشطين نشروا أسماء 30 شخصا، قالوا إن السلطات اعتقلتهم قبل الاحتجاجات، لافتة إلى أن التظاهر يعد غير قانوني في السعودية، حيث قال مسؤول أمني لوكالة «رويترز» عن المعتقلين إنهم احتجزوا لعلاقتهم بالإرهاب.
وبحسب التقرير، فإن عددا من الناس استجابوا لمطلب الداخلية، وقال سلطان مفلح من الرياض: «أعمل على تطبيق (كلنا أمن)، وأبلغت عن كل شخص يشارك في حراك 15 أيلول، وحتى صور سياراتهم ووجوههم»، وكتب آخر: «عندما يتعلق الأمر بتأمين الوطن لا مجاملة أو صمت، حتى مع الأقارب أو الأصدقاء».
وتختم «التايمز» تقريرها بالإشارة إلى أن البعض عبروا عن تحفظاتهم، حيث كتبت امرأة: «عندما يتم التفكير بوضع المرأة، ويسمح لنا بالقيادة، عندها سأكون سعيدة بالإبلاغ».
المصدر: عربي 21