شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ميدل إيست آي» تكشف دور الجزائر وإمكانيتها في نزع فتيل الأزمة النووية لكوريا الشمالية

أعلن مسؤول دبلوماسي لوكالة «فرانس برس» أنّ الجزائر مستعدة للعمل وسيطًا في أزمة كوريا الشمالية، التي أطلقت صاروخًا فوق اليابان يوم الجمعة، بعد أقل من أسبوعين من إجراء تجربة نووية تحت الأرض وإطلاق صاروخ سابق، بحسب صحيفة «ميدل إيست آي».

وبحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، فمنذ يناير 2016 تلقت الجزائر طلبات رسمية من السفير الجديد في كوريا الشمالية «بارك سانج جين»، الذي بعث برسائل دبلوماسية إلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وأجرى محادثات مطوّلة معه.

وقال الدبلوماسي الجزائري: «في الوقت نفسه، بدأت وزارة الخارجية الأميركية تلحّ علينا بضرورة قطع العلاقات مع كوريا الشمالية».

وُضعت الجزائر، التي لها روابط تعود إلى عقود مع كوريا الشمالية، في موقف صعب، ولا ترغب في كسر العلاقات مع كوريا؛ وبدلًا من ذلك اقترحت الوساطة بين «الكوريتين».

وكانت كوريا الشمالية أولى حكومة أجنبية تعترف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، عندما سعت إلى الاستقلال في عام 1958.

وأضاق الدبلوماسي أنّ هذا الأمر، إلى جانب دعم الحكومة الجزائرية أثناء الحرب الأهلية في التسعينيات، يفسّران «سبب استمرار الجزائر في الحفاظ على علاقاتها مع كوريا الشمالية».

ولا يزال الدبلوماسيون الجزائريون يخشون العواقب الأوسع للأزمة، وقال الدبلوماسي: «نحن نعرف أنّ كوريا الشمالية أصبحت أولوية لواشنطن؛ خصوصًا بعد التجارب الأخيرة للأسلحة النووية»، مضيفًا أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى عقوبات اقتصادية إذا لم تقطع الدول علاقتها مع كوريا الشمالة، بما فيها الجزائر.

بينما أكّد دبلوماسي أميركي أنّ ضغوط واشنطن على الجزائر جزءٌ من تحرّك أوسع يركّز على الحلفاء العرب، بما في ذلك مصر والكويت، مضيفًا أنه من غير المقبول أن تحافظ هذه الدول على علاقات طبيعية مع دولة فرض مجلس الأمن عقوبات عليها.

ووفقًا لرجل أعمال من كوريا الجنوبية يعمل في قطاع التكنولوجيا في المنطقة، بدأ الضغط الأميركي بعد التجارب النووية لكوريا الشمالية في يناير 2016، وفي ذلك الوقت اتفقت كوريا الجنوبية وأميركا على استراتيجية لعزل كوريا الشمالية؛ مطالبة الدول العربية الممثلة دبلوماسيًا (باستثناء سوريا) بقطع كل العلاقات بينهما.

وازداد هذا الضغط في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد التجربة النووية لكوريا الشمالية منذ أقل من أسبوعين. وتعود علاقات كوريا الشمالية مع المنطقة إلى عقود. وبحسب مراقبين، يُعتقد أن الزعيم الكوري الشمالي سيلقى مصير اثنين من القادة العرب حاولا إجراء تجارب نووية.

الصاروخ البالستي الاستراتيجي المتوسط المدى في كوريا الشمالية «هواسونغ -12» (AFP/KCNA)

وفي يناير 2016، دافعت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن البرنامج النووي للبلاد، وقالت إنّ «نظامي صدام حسين في العراق والقذافي في ليبيا لم يتمكنا من الهروب من مصير الدمار بعد حرمانهما من تأسيس برنامجهما النووي، واضطرا إلى التخلي عنه من تلقاء أنفسهما».

ومن بين الدول الثلاث التي أسماها الرئيس الأميركي جورج بوش «محور الشر» العراق وكوريا الشمالية.

العلاقات مع القاهرة

تقول الصحيفة إنّ بلدانًا أخرى في المنطقة تراجع الآن صلاتها مع كوريا الشمالية، أو الاحتفاظ بها كما هي. والعلاقة أيضًا بين القاهرة وكوريا الشمالية تعود إلى عقود، وكانت قوية حتى الأيام القليلة الماضية. وعلى سبيل المثال، أثناء الحرب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1973، أرسلت كوريا الشمالية ما لا يقل عن 30 فردًا، وسربًا من طائرات ميج-21؛ لحماية جنوب مصر ضد الهجمات الإسرائيلية.

وبالمثل، تمتلك شركة أوراسكوم المصرية شبكة هواتف الجيل الثالث 3G في كوريا الشمالية.

الرئيس الكوري الشمالي «كيم جونغ إيل» مع «نجيب ساويرس» الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم تليكوم في بيونج يانج يناير 2011 (AFP/KCNA)

لكنّ القاهرة وجدت نفسها الشهر الماضي بين أميركا وكوريا الشمالية؛ فقالت الولايات المتحدة إنها أوقفت وحجبت قرابة 290 مليون دولار من المساعدات حتى «يمكننا أن نرى تقدمًا في الديمقراطية»؛ لذلك لم يكن إعلان وكالة الأنباء الكورية الجنوبية في سبتمبر قطع العلاقات العسكرية بين مصر وكوريا الشمالية.

وأكّد ذلك صدقي صبحي، وزير الدفاع المصري، الذي وعد من قبل بمواصلة التعاون مع كوريا الجنوبية وفرض عقوبات جديدة على حليفه السابق.

وقال مصدر في وزارة الخارجية الجزائرية على اتصال وثيق بالقاهرة إنّ مصر تسير في طريقها لقطع علاقتها الدبلوماسية بشكل كامل مع كوريا الشمالية.

الكويت توقف رحلاتها

قالت الصحيفة إنه في حين تواجه الجزائر ومصر معظم الضغوط في الوقت الحاضر من واشنطن، واجهت دول أخرى تلميحات بضرورة تغيير نهجها مع كوريا؛ فأوقفت الكويت رحلات جوية لشركة طيران كوريو الرسمية لكوريا الشمالية في 10 أغسطس.

مضيفات جويات على الهواء رفقة شركة الطيران الكورية الشمالية في مطار بيونج يانج الدولي في أبريل 2005 (AFP)

وفي أكتوبر 2016، أشاد وزير الخارجية الأميركي السابق «جون كيري» بالدولة الخليجية لـ«اتخاذ خطوات لوقف الرحلات الجوية والتأكد من أن عائدات العمال لا تحتفظ بنظام غير شرعي وغير قانوني في كوريا الشمالية».

وسبق وعرضت الكويت فرص عمل للعمال الكوريين الشماليين، الذين توفر تحويلاتهم دخلًا أجنبيًا لا يُقدر بثمن «لبيونج يانج»؛ لكنّ الكويت علّقت الآن التأشيرات وحظرت التحويلات المصرفية وتراخيص الاستيراد، وطلبت من كوريا الشمالية خفض عدد الدبلوماسيين في سفارتها في الخليج.

اليمن والإمارات

وأدّى الصراع في اليمن، الذي خلّف ما لا يقل عن عشرة آلاف قتيل وتشريد نحو مليوني شخص منذ عام 2015، إلى حل التبادلات المعتادة بينه وكوريا الشمالية. وفي مارس 2016، أفاد موقع «إنْ كي نيوز» على الإنترنت بأنّ أسلحة كورية شمالية كانت ضمن مجموعة من الأسلحة التي عثر عليها على متن سفينة صيد اعترضتها فرقاطة أسترالية قبالة ساحل عمان، ويقال إنها كانت تعتزم تسليمها للمتمردين الحوثيين في اليمن.

كما أُفيد بأنّ الإمارات العربية المتحدة اشترت أسلحة بقيمة مائة مليون دولار من كوريا الشمالية لاستخدامها في الحرب اليمنية، وفقًا لمذكرة سرية أصدرها معهد شؤون الخليج.

انقطاع طبيعي مع ليبيا

وعلى الرغم من الاضطرابات الداخلية، لم تُظهر الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة سوى القليل من علامات قطع العلاقات الطويلة الأمد مع كوريا الشمالية، وتعود هذه العلاقات إلى الأيام الأولى لحكم معمر القذافي؛ عندما نُشر مئات من الجنود الكوريين الشماليين لدعم الجيش الوليد للقذافي وتدريبه.

وأضافت الصحيفة أنّ واشنطن لديها أملٌ في أنّ الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا قد تتسبب في انقطاع طبيعي في العلاقات مع كوريا الشمالية؛ بينما تحاول السلطات الليبية أن تنأى بنفسها عن سياسات حلفاء الزعيم المخلوع.

لكن، بحسب الصحيفة، بدا هذا الأمل بعيد المنال في فبراير 2017؛ عندما نشرت وزارة الدفاع مناقشاتها العسكرية مع جو جين هيوك، السفير الجديد لكوريا الشمالية لدى ليبيا. بعد ذلك نشرت بيانا وصورًا على حساب فيس بوك لها.

وزير الدفاع يستقبل السفير فوق العادة و المفوض لجمهورية كوريا الشماليةاستقبل وزير الدفاع #المهدى_البرغثي صباح اليوم ال…

Publié par ‎المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني‎ sur mercredi 8 février 2017

وجاء في جزء منه أنّ «الاجتماع يهدف إلى تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحديدًا العسكرية منها، واتفقوا على تطوير العلاقات والتعاون في مجال التكنولوجيا والاتصالات العسكرية، كما أعرب السفير عن رغبة بيونج يانج في تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين؛ بإطلاق مشاريع خُطّط لها وتطوير شراكات جديدة».

التمثيل الدبلوماسي في سوريا

بينما لا تزال دمشق تحتفظ بتمثيلها الدبلوماسي في كوريا الشمالية. وكما هو الحال مع إيران، حليفة كوريا الشمالية الأخرى، سيكون من الصعب جدًا، إن لم يكن مستحيلًا، أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال سفير سوريا لدى كوريا الشمالية «تمام سليمان»، في مقابلة مع شبكة «إن كيه نيوز» في يناير الماضي، إنّ «كوريا الشمالية تدعم موقفنا في كل اجتماع دولي وكل ندوة عن الشأن السوري، ليس عبر وسائل الإعلام فحسب؛ بل من المواطنين هناك أيضًا، والأمر ليس قضية سياسية لنا فحسب؛ بل إنه لأمر كبير أن يقف بجانبنا الشعب الكوري».

نساء كوريات يحملن العلم الكوري الشمالي أثناء تسمية حديقة في دمشق في أغسطس 2015 (AFP)

وفي أغسطس الماضي، أعلن تقرير صادر عن الأمم المتحدة بشأن انتهاكات العقوبات في كوريا الشمالية أنه اعترض شحنتين إلى وكالة حكومية سورية مسؤولة عن برنامج للأسلحة الكيميائية في الأشهر الستة الماضية.

وقال فريق الخبراء في التقرير، الذى يضم 37 صفحة، إنّ «الفريق يحقق في التقارير التي تحدثت عن وجود تعاون كيماوي وصاروخ باليستي وتعاون في مجال الأسلحة التقليدية بين سوريا وكوريا الديمقراطية».

وفي سبتمبر 2015 افتتح مسؤولون حكوميون سوريون حديقة في دمشق لتكريم الأب المؤسس لكوريا الشمالية «كيم إيل سونج».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023