قالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إنّ دبلوماسيين بريطانيين تآمروا سرًّا لمساعدة رئيس النظام السوري «بشار الأسد» للهروب من المحاكمات، بالرغم من كل ما ارتكبه من جرائم على مرأى الجميع ومسمعهم؛ بل إنها ترقى لتكون جرائم حرب.
وأضافت، بحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ هذه الخطوة جاءت بعد اعتداءاته على «خان شيخون» شمال سوريا في هجوم بالأسلحة الكيميائية قادته طائرات النظام، أبريل الماضي، أسفر عنه قتل أكثر من مائة مدني، وأصيب أكثر من 500؛ أغلبهم من الأطفال.
وعلى الرغم من إعلان وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون» أنّ بشار إرهابي، وأنه يجب أن يواجه تحقيقًا جنائيًا في الحرب التي أسفرت عن مصرع ما يقرب من نصف مليون شخص؛ فالخطة البريطانية السرية لضمان بقاء الديكتاتور على رأس السلطة في المستقبل المنظور وتجنيبه التعرّض للمحاكمة كُشفت في رسالة كتبها وزير الخارجية أيضًا.
وأفاد التقرير بأنّ الخطة أعدها وزير يتلقى الدعم من «بوريس جونسون» و«تيريزا ماي»، التي قالت في وقت سابق من هذا العام إنّ بشار لا مستقبل له في سوريا وينبغي إبعاده من منصبه.
ونقلت الوثيقة المسربة قول الوزير، إنّ بريطانيا ستوافق على بقاء بشار في منصبه، دون أن يستمر في حكم سوريا إلى ما لا نهاية؛ وعليه أن ينتهج خطة واضحة لتنحيه سيُتفق عليها.
واوضح خبراء أمنيون إنّ موقف بريطانيا المتغير تجاه بشار كان مؤسفًا، لكنه لا مفر منه؛ بسبب الجمود السياسي في سوريا.
وقال «هاميش دي بريتون غوردون»، الضابط السابق في الجيش البريطاني وساعد في الكشف عن استخدام نظام بشار للأسلحة الكيميائية المحظورة: «لا شك أنّ بشار مجرم حرب يجب أن يواجه العدالة. ولكنّ الحقيقة أننا لا يمكن أن نملي شروطنا عليه أو حليفه الرئيس بوتين؛ لذا نحن بحاجة إلى إحراز تقدم نحو تسوية سلمية، وإذا كان استرضاء هذا الديكتاتور الوحشي هو الثمن فليكن ذلك؛ فتغيير السياسة يجعل بريطانيا تتماشى مع الولايات المتحدة وفرنسا، اللتان قبلتا أيضًا ببقاء بشار».
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على رسالة الوزير، لكنه كرر التوجه الرسمي للوزارة بشأن بشار، قائلًا: «نحن نعتقد أن هناك حاجة إلى انتقال السلطة من بشار إلى حكومة يمكنها حماية حقوق جميع السوريين وتوحيد البلد وإنهاء النزاع».
ومؤخرًا، كشف موقع صحيفة «ديلي بيست» الأميركية عن أعمال يجريها نظام بشار الأسد في سوريا لبناء ترسانة سلاحه الكيماوي المحرّم استخدامه دوليًا وتعزيزها، الأمر الذي يؤكّد ضرب نظام بشار بالتحذيرات الدولية عرض الحائط، غير آبهٍ بالهجوم الذي استهدفت به أميركا مطار الشعيرات السوري، أبريل الماضي، بعد استخدامه أسلحة كيماوية في مدينة خان شيخون.