تبادل كل من عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو رسائل الود في كلمتهما، اليوم الثلاثاء، أمام الدورة 72 للجمعية العامة الأمم المتحدة بنيويورك، في مشهد وصفه مراقبون بأنه إعلان صداقة النظام المصري مع تل أبيب على حساب القضية الفلسطينية.
وبدأ بنيامين نتيناهو كلمات الود الموجهة إلى السيسي، حيث أشار إلى لقائه مع عبدالفتاح السيسي، معتبرا إياه يعمل من أجل السلام، ومؤكدا في سياق كلمته على استعداده للتعاون معه في هذا الشأن ومع القادة العرب الآخرين.
وقال بعد 70 عامًا من تأسيسها أصبح العالم يعانق «إسرائيل»، وهي تعانق العالم، وأن القارة الوحيدة التي لم أزرها هي أنتركتيكا، مشيرًا إلى أنه يسمع بأن طائر البطريق يدعم «إسرائيل» ويريد أن يعترف بها.
نحمي أمن المواطن الإسرائيلي
وفي كلمتة إلى «الشعب الإسرائيلي»، قال السيسي: «لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة في السلام معكم منذ 40 سنة، ويمكن أن نكرر تلك التجربة الرائعة، وأن يكون أمن المواطن الإسرائيلي جنبًا إلى جنب مع الفلسطيني».
وأضاف السيسي، «حريصون على أمن المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع الفلسطيني. وأناشد الرأي العام الإسرائيلي الوقوف خلف قياداته السياسية».
وطالب الدول العربية بمساندة خطوة السلام بين إسرائيل وفلسطين، وأن تدعم دول العالم تلك الخطوة، موجهًا دعوة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن يدعم خطوة السلام لأنها ستغير منطقة الشرق الأوسط كلها.
ووجّه السيسي، نداء إلى الشعب الفلسطيني، قائلا:«أدعو الشعب الفلسطيني للوقوف خلف قياداتكم السياسية، وعدم الاختلاف، وعدم إضاعة الفرصة، والاستعداد لقبول التعايش مع الإسرائيليين في أمان وسلام».
وسبقت هذه الكلمات بـ 24 ساعة، لقاء جمع بين عبدالفتاح السيسي، مساء أمس الاثنين 18 سبتمبر، بمقر إقامته بنيويورك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، حيث يعد ذلك اللقاء الثالث من نوعه بعد لقاءين سريين.
صداقة مصرية صهيونية
وقال هيثم محمدين عضو حركة الإشتراكيين الثوريين، إن «تلك الرسائل المتبادلة بين عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، إعلان رسمي عن صداقة مصرية صهيونية على حساب القضية الفلسطينية، وإعتبار الكيان الصهيوني دولة غير محتلة».
وفي تصريح لـ«رصد» أضاف محمدين: «السيسي يسارع على تحطيم الانتفاضة المرسخة بكيان كل عربي حر في المنطقة، الأمر الذي قد يؤثر على الأجيال الجديدة التي لن يسمح لها بأن تعرف أن إسرائيل كيان صهيوني يحتل أرض عربية».
استراتيجة التعاون مع إسرائيل
يذكر أن الدكتور شاوول شاي، مدير الأبحاث في معهد السياسة والاستراتيجية الإسرائيلي، أكد أن هناك تعاون بين إسرائيل ومصر في محاربة ما وصفه بـ«الإرهاب الإسلامي»، مشيرا إلى أن المناورات التي تجريها مصر في سبتمبر الجاري مع السعودية وأميركا وروسيا معدة سلفا، لتمرير رسائل سياسية وإستراتجية.
وأشار «شاي» في مقال له نشر اليوم الاثنين 18 سبتمبر 2017 بصحيفة «يسرائيل هَيوم» والذي جاء بعنوان«دبلوماسية المناورات المصرية» إلى أن اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر منح رصيداً استراتيجياً بالنسبة إلى الدولتين، موضحا أنه في ظل حكم السيسي تعززت العلاقات الأمنية بين الطرفين، وتحاول مصر أيضاً الدفع قدماً بعملية السلام مع الفلسطينيين.
وأكد أن توجد مصلحة استراتيجية مشتركة بين مصر وإسرائيل في محاربة ما اسماه بـ«الإرهاب الإسلامي» والتهديد الذي تشكله إيران، ويتعين على إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها لتعميق هذه العلاقات وترسيخها.