تساءل مقال للكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم بموقع نيوز ون الإخباري عن الصمت الإسرائيلي إزاء مباحثات المصالحة الفلسطينية الجارية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، معتبرا أنه سلوك غريب عن تل أبيب.
وأوضح الكاتب أن هذا الصمت الإسرائيلي يتزامن مع ما يجري الحديث عنه من رفع الفيتو الأميركي عن المصالحة، وإعطاء الرئيس دونالد ترامب الضوء الأخضر لمصر والسلطة الفلسطينية لاستكمال هذه المصالحة بغرض الخروج بموقف فلسطيني موحد للذهاب لمفاوضات سياسية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف بن مناحيم أن «إسرائيل» أعلنت معارضتها لاتفاقات مصالحة فلسطينية سابقة بصورة حادة، ورفضت أي تعاون وتقاسم للحكم بين حماس والسلطة الفلسطينية.
وقال إن «إسرائيل» ربما تحاول هذه المرة التزام الحذر وعدم التعقيب، انطلاقا من تقديرها بأن اتفاق المصالحة لن يخرج إلى النور ولن تتمكن الحركتان من ترجمة تصريحاتهما إلى سلوك عملي على الأرض.
وأوضح أن حكومة الاحتلال لديها تقديرات بأن حماس ذاهبة باتجاه تقليد نموذج حزب الله في لبنان ونقله لقطاع غزة، وأن الحركة لا تريد أن تكون مسؤولة عن إدارة شؤون الفلسطينيين الحياتية والمعيشية في غزة، وفي الوقت ذاته تريد الاستمرار في المحافظة على الوضع الأمني الداخلي وعدم تفكيك الأجهزة الأمنية أو جهازها العسكري.
وأشار إلى أن «إسرائيل» تقدر بأن حماس قد تصل في محاكاتها لنموذج حزب لله إلى تشكيل حزب سياسي مقرب من الحركة للدخول في الانتخابات البرلمانية، وربما المشاركة بوزراء في الحكومة القادمة.
وختم بالقول إن معلومات إسرائيل الأمنية تفيد بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يدرك نوايا حماس، لكنه سيبذل جهده لمنعها من تنفيذها، وهو يريد من هذه المصالحة تحقيق إنجاز سياسي خاص به، يظهره ممثلا لكل الفلسطينيين، وناجحا في توحيدهم بعد عشر سنوات صعبة من الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية.
المصدر: الجزيرة