هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ«إغلاق صنبور نفط» إقليم كردستان العراق، الذي يُصدّر عبر تركيا؛ ردًا على تنظيم إدارة الإقليم اليوم الاثنين استفتاء للانفصال عن العراق.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن أردوغان قوله أثناء كلمته في مشاركته في مؤتمر بإسطنبول: «سنرى بعد اليوم لمن سيبيع الإقليم الكردي في العراق النفط، الصنبور لدينا؛ وعندما نغلقه ينتهي الأمر».
وأكّد أنه يُسمح حاليًا بالعبور فقط إلى الجانب العراقي في المعابر الحدودية بين البلدين، مضيفًا: «سنفصح عن تدابير أخرى في الأسبوع الجاري».
وفي خطوة تُعارضها قوى إقليمية ودولية، فتحت مراكز الاقتراع في الإقليم العراقي أبوابها صباح اليوم أمام نحو خمسة ملايين ناخب للتصويت في استفتاء الانفصال عن العراق، ومددت مفوضية انتخابات كردستان التصويت في مراكز الاقتراع لساعة إضافية، وقالت إنّ نسبة المشاركة بلغت 74% حتى الرابعة عصرًا بتوقيت العراق.
حصار إقليم كردستان
وترفض الحكومة العراقية بشدة الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور العراق المُقرّ في 2005.
ووجه رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي الأجهزة الأمنية بحماية المواطنين من التهديد والإجبار الذي يتعرضون إليه في المناطق التي يسيطر عليها الإقليم.
وأغلقت إيران حدودها البرية والجوية مع إقليم كردستان، وفق ما أعلنه بهرام قاسمي، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الذي قال إنّ القرار جاء «بطلب من الحكومة العراقية».
وأعلنت إيران الأحد الماضي وقف كل الرحلات الجوية نحو مطاري إربيل والسليمانية، وكذلك كل الرحلات التي تنطلق من كردستان العراق وتعبر أجواء إيران.
بوادر أزمة اقتصادية
ويعيش إقليم كردستان قلقًا غير مسبوق، وأكّد تجار في محافظة إربيل (عاصمة الإقليم) ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تتراوح بين 5% و10% في اليومين الماضيين؛ بسبب خشية السكان من نشوب أزمة اقتصادية قد تطول بعد إجراء الاستفتاء.
وقال التجار إنّ أغلب سائقي الشاحنات من الأتراك والإيرانيين وجّهوا على ما يبدو بترك خط التجارة مع كردستان منذ يومين، كما أنّ هناك إجراءات مشددة فرضتها تركيا وإيران عند المعابر منذ مساء الأحد أدت إلى ارتباك في انسيابية وصول البضائع إلى الإقليم.
ويعتمد الإقليم على نحو 75% من البضائع والاحتياجات اليومية على الاستيراد من تركيا وإيران؛ خاصة في ما يتعلق بالسلع الاستهلاكية اليومية، كما تعتمد حكومة كردستان العراق على البنزين ومشتقات الوقود الأخرى، التي تستوردها من تركيا؛ ما دفع المواطنين إلى تخزين كميات كبرى من المحروقات أيضًا.