شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الجزيرة»: الأكراد صوتوا بـ«نعم» للانفصال لكنهم يعودون إلى أحضان بغداد!

استفتاء كردستان للانفصال عن العراق

قالت «شبكة الجزيرة» إنّ غالبية الأكراد صوّتوا بـ«نعم» على الاستفتاء، وبالرغم من ذلك أعلن «مسعود بارزاني»، رئيسي إقليم كردستان، أنّ الاستفتاء مجرّد فتح الباب للتفاوض مع بغداد؛ ما يمثّل تراجعًا مرة أخرى إلى أحضانها.

وأضافت، بحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ الأكراد العراقيين صوّتوا بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن العراق، كما قال مسؤولون إقليميون، وارتفعت التوترات بين أربيل وبغداد بعد الاستفتاء المتنازع عليه.

وقال مسؤولون في اللجنة الانتخابية، في مؤتمر صحفي عُقد في أربيل (عاصمة المنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق9، إنّ 92٪ من أصل ثلاثة ملايين و305 آلاف شخص أدلوا بأصواتهم صوتوا بـ«نعم» في الاستطلاع الذي أجري يوم الاثنين الماضي.

باب للمفاوضات 

وقالت «شبكة الجزيرة» إنّ الحكومة المركزية في بغداد تعارض أيّ فكرة عن الانفصال، إضافة إلى الدول المجاورة مثل تركيا وإيران، كما حثّت الأمم المتحدة والولايات المتحدة القادة الأكراد على إلغاء الانتخابات. وقالت «هدى عبد الحميد»، مراسلة الشبكة في أربيل، إنّ الإعلان يتماشى مع توقعات الناس في المنطقة، مضيفة أنّ هناك كثيرًا من الارتياح بينهم، وكان التصويت بـ«نعم» من الأغلبية.

وأضافت: لكن، عندما نسألهم ماذا سيحدث بعد ذلك يقولون إنهم يعتقدون أنه ستكون هناك كثير من المشاكل؛ مطالبين بإلغاء الاستفتاء.

وقال «مسعود برزاني»، رئيس حكومة إقليم كردستان، إنّ التصويت لن يؤدي إلى إعلان فوري عن الاستقلال؛ بل سيفتح الباب أمام المفاوضات.

لكنّ رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، الذي رفض الاستفتاء، قال إنه لا شك في استخدام نتائجه كأساس للمحادثات، مضيفًا: «يجب إلغاء الاستفتاء وبدء الحوار في إطار الدستور، ولن نجري أبدًا محادثات بناء على نتائج الاستفتاء»، وقال: «سنفرض القانون العراقي في منطقة كردستان برمتها بموجب الدستور».

إجراءات مناهضة للاستفتاء

وصُوّت في ثلاث محافظات تشكّل المنطقة، وفي مناطق متنازع عليها، بما في ذلك محافظة كركوك الغنية بالنفط وأجزاء من محافظة نينوى الشمالية. واليوم، دعا البرلمان العراقي إلى نشر قوات في كركوك؛ للسيطرة على حقول النفط، وفقًا لما ذكره تلفزيون الدولة.

وطلب السياسيون في بغداد من العبادي أن يتسلموا (أو يستعيدوا) ما تسمى «الأراضي المتنازع عليها التي تسيطر عليها القوات الكردية»، وطلبت بغداد الأسبوع الماضي من الدول الأجنبية وقف رحلاتها المباشرة إلى المطارات الدولية في أربيل والسليمانية في إقليم كردستان. وبعد فترة وجيزة، أوقفت إيران الرحلات الجوية المباشرة من وإلى حكومة إقليم كردستان.

كما أرسلت هيئة الطيران المدني العراقية أمس الأربعاء إشعارًا إلى شركات الطيران الأجنبية تخبرها بأنّ الرحلات الدولية إلى أربيل والسليمانية في المنطقة الكردية ستُعلّق يوم الجمعة الساعة الثالثة مساءً بتوقيت جرينتش، وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية (الأربعاء) أنها ستوقف رحلاتها من مطار أربيل وإليه.

وقال محمد الحوت، رئيس مجلس إدارة الشرق الأوسط، لوكالة الأنباء رويترز: «في الوقت الحالي، حتى التاريخ 29 سبتمبر، أوقفنا الرحلات الأخيرة حتى تُحلّ المشكلة».

وبحسب الجزيرة، تُعفى الرحلات الإنسانية ورحلات الطوارئ؛ بشرط موافقة بغداد عليها مسبقًا.

الردّ التركي

ولم يزدد الضغط على الأكراد منذ التصويت من بغداد فقط؛ وإنما أيضًا من أنقرة، التي هددت بمجموعة من الإجراءات؛ بما في ذلك قطع طرق التصدير الرئيسة للمنطقة.

وفي خطاب تلفزيوني من أنقرة، هدّد الرئيس «رجب طيب أردوغان» بفرض عقوبات على المنطقة الكردية شبه المستقلة، قائلًا إنها: «ستعرض شعبها إلى الجوع».

وقال أردوغان: إذا لم يتراجع الزعيم الكردى مسعود بارزاني وحكومة إقليم كردستان عن هذا الخطأ في أقرب وقت ممكن فسيذكرهما التاريخ بالعار؛ لجرهما المنطقة إلى حرب عرقية وطائفية.

وظلّت تركيا منذ مدة طويلة الرابط الرئيس لشمال العراق مع العالم الخارجي، بيد أنها ترى الاستفتاء تهديدًا لأمنها الوطني؛ خوفًا من أن يؤجّج الانفصال بين سكانها الأكراد، وقال أردوغان: «ستنتهي عندما نغلق صنابير النفط وستتلاشى جميع عائداتها، ولن تتمكن من العثور على الغذاء عندما تتوقف شاحناتنا عن الذهاب إلى شمال العراق».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023